1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الأبناء :

مرحلة البناء لشخصية الولد / تأثير الأصدقاء

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص107ــ113

2024-08-24

236

كان أُبيّ وعقبة حميمين يحبّ أحدهما الآخر جداً، وكانا إذا قدم أحدهما من السفر يستضيف جميع أشراف وأعيان قبيلته، وذات يوم وعلى العادة دعا عقبة أشراف قبيلته وأصدقاءه وكان فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعد أن حضر الطعام قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعقبة بأنه لا يأكل من الطعام حتى يُسلِم، فأسلمَ عقبة.

ولما سمع أُبي خبر إسلام عقبة، قال لعقبة: هل رجعت عن دينك؟ فقال عقبة: لا والله، ولكن حضر الطعام رجل أبى أن يطعم الطعام حتى أسلم، فاستحييت أن يقوم من الطعام.

فقال أبي: إن أردت أن أكون لك صديقاً وعنك راضياً، فاذهب إلى ذلك الرجل وأهِنهُ، فذهب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر كلاماً، ثم رجع عن الإسلام فالتحق بالمشركين، وقتل في معركة بدر الكبرى مع الكفّار بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقُتِلَ صاحبه في معركة أحد بيد المسلمين(1). وفيهما نزلت الآيات التالية {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [الفرقان: 27 - 29].

وهذه القصة الواقعية والآية القرآنية تدلّ بوضوح على أهمية ومدى تأثير الصديق في مصير وعاقبة الإنسان، ومن هنا ورد في الروايات أن الإنسان على دين ومذهب صاحبه.

إن أحد أسباب بناء شخصية الإنسان هو تأثير الصديق على صاحبه، ذلك لأن أغلب الناس وعلى الخصوص الشباب ترجع طائفة كبيرة من أفكارهم وصفاتهم الخلقية إلى أصدقائهم لتأثرهم بهم قولاً وفعلاً، وهذا ما ثبت علمياً وبالتجربة.

وقد يكون تأثير الأصدقاء على الشخص بحدّ يفوق دور الوالدين حتى لو كانت عائلة الطفل ذات فضيلة ونجابة، كما ورد ذلك في القرآن الكريم حكاية عن نوح (عليه السلام) وولده الذي انقطع عن بيت النبوة بسبب مرافقة الضالين.

الصديق مرآة المرء

قال علي (عليه السلام): ((من اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه، فانظروا خلطاءه فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله))(2).

من وظيفة الوالدين اختيار أصدقاء أبنائهم

نظراً إلى الحاجة إلى الصداقة وأنها من أهم الحاجات للأطفال، وأنه لا يملأ هذا الفراغ شيء آخر، فإنّ الأبوين يستطيعان في هذا المجال أن يلعبا دوراً كبيراً تتبلور شخصية الطفل والشاب بحكم العلاقات العائلية والصداقة، وبحكم معاملة الأبوين مع أشخاص معينين، أو بحكم المحلّ والزقاق الذي يختارونه للسكن أو المدرسة، أو أماكن النزهة التي يذهبون إليها وغير ذلك، مضافاً إلى ذلك ما يلعبه الأبوان من دور في الاهتمام بأمر أبنائهم، وتفطّنهم لما يختاره أبناؤهم من الأصدقاء، ومحاولة هدايتهم وإرشادهم ومعاملتهم بلين وشفقة، وتدريبهم على كيفية انتخاب الأصدقاء الملتزمين والطاهرين، والابتعاد عن الأصدقاء الذين يعرضون حياتهم إلى المخاطر.

1ـ الترغيب في اختيار الصديق

أوصى لقمان ولده، فقال: ((يا بني، استكثر من الأصدقاء، ولا تأمن من الأعداء، فإنّ الغلّ في صدورهم مثل الماء تحت الرماد))(3).

2ـ الفحص ثم الاختيار

قال أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) لولده: ((يا بني، لا تؤاخِ أحداً حتى تعرف موارده ومصادره، فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العِشرة فآخه على إقالة العثرة، والمواساة في العُسرة))(4).

3ـ المحافظة على العلاقة بالأخيار

قال لقمان لولده مؤكداً على ضرورة المحافظة على العلاقة بالأصدقاء الأخيار: ((يا

بني، الصاحب خير من الوحدة))(5).

وقال أيضاً: يا بني، كن عبداً للأخيار، ولا تكن ولداً للأشرار(6).

وقال لولده أيضاً: يا بني، اتخذ ألف صديق، وألفٌ قليل: ولا تتخذ عدوّاً واحداً، والواحد كثير(7).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):

تكثّر من الإخوان من استطعت منهم          عماداً إذا ما استنجدوا وظهور

وليس كثيراً ألف خـــل وصــاحب            وإن عـــــدواً واحــداً لكــثير(8)

4ـ ترك معاشرة أصدقاء السوء

كما نجد في الروايات التأكيد على مصاحبة ومعاشرة الأخيـار مـن النـاس، كذلك نجد بذلك المقدار التأكيد على ترك معاشرة أصدقاء السوء، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) انه قال: ((قال لي أبي يا بني، من يصحب صاحب السوء لا يَسلِم))(9).

وقال لقمان لولده يا بني الوحدة خير من صاحب السوء(10).

وقال أيضاً لولده يا بني، نقل الحجارة والحديد خير من قرين السوء، يا بني، إنى نقلت الحجارة فلم أجد شيئاً أثقل من قرين السوء(11).

الصحبة الممنوعة

أ. مصاحبة الكذاب

قسّم الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) الأصدقاء إلى خمسة طوائف، فقال في حديث له مع أحد أولاده: ((يا بني، انظر إلى خمسة فلا تصاحبهم، ولا تُحادِثهم، ولا تُرافقهم في طريق، فقال: يا أبه من هم؟ قال (عليه السلام): إياك ومصاحبة الكذاب، فإنّه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيدَ ويُبَعِّد لك القريب))(12).

ب. مصاحبة الفاسق

وقال الإمام السجاد (عليه السلام) في حديثه المتقدّم: ((وإياك ومصاحبة الفاسق، فإنّه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك))(13).

وقال لقمان لولده: يا بني، إيّاك ومصاحبة الفسّاق، هم كالكلاب إن وجدوا عندك شيئاً أكلوه وإلّا ذمّوك وفضحوك، وإنما حبّهم بينهم ساعة(14).

وقال أيضاً: يا بني، معاداة المؤمن خيرٌ من مصادقة الفاسق، يا بني، المؤمن تَظْلِمُه

ولا يَظْلِمُك، وتطلب عليه فيرضى عنك، والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك؟!(15).  

ثم إن الفاسق هو المنحرف عن جادة الصواب والذي لا يبالي ولا يراعي أحكام الشرع تماماً، وهو الذي يضع الأحكام والحقوق الإلهية تحت قدميه، فمن الحري بـه الاستخفاف بحقوق الناس أيضاً.

إن الفاسق هو الرذل الذي يرى منافعه ومصالحه الشخصيّة في المخالطة والصحبة فإن تحققت صادق وعاشر، وإلّا افتدى ذلك وباعه بأكلة أو أقل، ولذا فإن معاشرة الفسقة كوضع القدم في الهواء فهي متزلزلة دائماً ولا يمكن الاعتماد عليها.

والفاسق هو الذي يكون عارياً عن الحياء والخجل، فهو لا يأبى فعل كل قبيح، ليرضي بذلك هواه، وهو الذي يحاول الطعن بالآخرين، وينسب ما يتصف به إليهم، ولذا فهو يعتقد أنّ كلّ الناس عبدة للهوى، ويحاولون تحقيق منافعهم فقط، ولا يعرفون الله ولا رسوله لأن تلك هي حقيقته.

إن الفاسق هو الفحّاش الطعّان الذي يجري على لسانه ذلك في حال الرضا والغضب، وهذه الصفات تضر في الدرجة الأولى المتصف بها، ومن ثمّ تضرّ الأصدقاء والخلطاء لذلك الشخص، وعليه فلابد من ترك معاشرة ومخالطة مثل هؤلاء العصاة واللاأُباليين من الناس.

ج. مصاحبة الأحمق

قال أبو محمد علي بن الحسين لأحد أولادِه: ((وإياك ومصاحبة الأحمق، فإنّه

يريد أن ينفعك فيضرك))(16).

د. مصاحبة البخيل

وقال أيضاً (عليه السلام): ((وإياك ومصاحبة البخيل، فإنّه يُخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه))(17).

هـ ـ مصاحبة قاطع الرحم

وقال (عليه السلام) أيضاً: ((وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدتُه ملعوناً في كتاب الله له عز وجل في ثلاث مواضع، قال الله عزّ وجلّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23] وقال: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25] وقال: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27](18).

و. مصاحبة الفجار

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) في وصيّته لولده أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام): ((يا بني، إذا زُرتَ فَزُر الأخيار، ولا تزر الفجار، فإنّهم صخرة لا ينفجر ماؤُها، وشجرة لا يَخضَرُّ ورقها، وأرض لا يظهر عُشبها))(19).

ز. مصاحبة الفحاش

قال لقمان لولده: ((يا بني، لا يغرنك خبيثُ اللسان، فإنّه يُختَم على قلبه وتَتَكلّم

جوارحه وتَشهد عليه))(20).

ح. مصاحبة الجاهل

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام): ((صحبةُ الجاهل شؤم))(21).

ط. مصاحبة الأنذال

وقال علي (عليه السلام) لولده الحسين (عليه السلام): ((من خالط الأنذال حُقِّر))(22).

ي. مصاحبة الأشرار

قال الإمام محمد الجواد (عليه السلام): ((إيّاك ومصاحبة الشرير، فإنّه كالسيف المسلول يَحسُن منظرُه، وَيقبحُ أثرُه))(23).

_______________________________

(1) ملخصاً عن تفسير نمونه، ج 15، ص 68.

(2) بحار الأنوار، ج 74، ص 197.

(3) الاختصاص، ص 333.

(4) تحف العقول، ص 236.

(5) الاختصاص، ص 332.

(6) بحار الأنوار، ج 13، ص 416.

(7) أمالي الصدوق، ص 597؛ بحار الأنوار، ج 13، ص 414.

(8) بحار الأنوار، ج 75، ص 90.

(9) الاختصاص، ص 332.

(10) نفس المصدر، ص 333.

(11) نفس المصدر.

(12) تحف العقول، ص 286: الكافي، ج 2، ص 376 ح7.

(13) الاختصاص، ص332.

(14) الاختصاص، ص 333.

(15) نفس المصدر.

(16) تحف العقول، ص286.

(17) تحف العقول، ص 286.

(18) الكافي، ج 2، ص 376، ح7.

(19) بحار الأنوار، ج 75، ص 202.

(20) الاختصاص، ص 336.

(21) بحار الأنوار، ج 74، ص 208.

(22) تحف العقول، ص 84.

(23) بحار الأنوار، ج 74، ص 198.