المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ميراث الحمل
11-2-2016
Differential Equation
22-5-2018
السموم الفطرية Mycotoxins
12-4-2019
ما بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) و خصائص اجتماع السقيفة
7-11-2017
طبيعة الحضانة في التشريعات الداخلية والدولية
1-2-2022
معنى كلمة بقا
1-2-2021


الولاية على القاصرات  
  
1658   01:33 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ عباس أمين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص257-258
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

 إن للاب والجد تجاه الفتيات, غير الراشدات, نوع من الولاية والمسؤولية, فانه لا بد من احراز رضاهما في امر النكاح واختيار الزوج, وهذه الولاية لا تشمل الفتيات اللواتي بلغن مرحلة الرشد العقلي, اذ ليس للاب والجد مثل هذه الولاية عليهن في هذه المرحلة, وهذا بحاجة الى دقة وتأمل, فمع كون ولاية الآباء وارشادهم للأحداث من الفتيات الفاقدات للتجربة العملية في الحياة ضرورة عقلية واجتماعية ملحة من اجل التامين والحفاظ على مصالحهن .

وهنا اقول : مع ذلك كله, فان هناك من بلغت من الفتيات مرحلة الرشد, حيث تتمكن من اتخاذ القرار والمواقف في الامور الخطيرة والحساسة والمصيرية كاختيار الزوج المناسب من دون الوقوع في الخطأ, ومن دون حاجة الى استشارة ذوي الاختصاص والخبرة ممن يهمه امرها  وهذا امر تنبغي دراسة جوانبه بشكل اوسع, فان امثال هذه المعايير توضح هذه الحقيقة, وهي ان تلك الاحكام في المراحل الزمنية التي كانت تعيشها الفتيات, فلو اختلفت حالة النساء, في يوم من الأيام وبلغت المرأة مرحلة عالية من الكمال العقلي والثقافي الذي تتمكن معه من معرفة مصالحها, لاختلفت المعايير والموازين ايضا, وما لم يكن الإسلام من مختصات الزمن زمن او مجتمع معين نجد انه قد ركز احكام تلك التطورات والمستجدات, ولعل من المناسب إضافة مورد ثالث الى الموردين السابقين, وهو النيابة في الحج, فان موضع نيابة المرأة من المسائل التي تعرض لبحثها كبار الفقهاء الاجلاء في فريضة الحج, والنيابة شرعت في حق العاجز عن القيام بأداء مناسك الحج بنفسه .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.