أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2246
التاريخ: 19-2-2021
1834
التاريخ: 13-2-2019
2144
التاريخ: 21-9-2016
2554
|
بلاد بابل:
معلوماتنا عن التجار والتجارة في بلاد بابل في العهد البابلي القديم نتلقاها بشكل رئيس من قانون حمورابي ومن نصوص بابلية قديمة من مدينتي لارسا وسيبار.
يظهر (التاجر (بالأكادية تامكاروم Tamkarum) في الفقرات 32، 280 – 281 حتى قانون حمورابي تاجراً مسافراً ينتقل من مكان إلى آخر في رحلات تجارية مختلفة. ولكن في المواد99-107 يتبين ان التاجر كان يبقى غالبا في مركزه التجاري ويدير أعماله دون الحاجة إلى السفر. كان يعطي بضائع او نقودا إلى ممثل تجاري (شامالوم Samlium) يقوم بتنفيذ الرحلات التجارية المطلوبة، وعلاقته معه منظمة بشكل قانوني. وكان يجب على الـ (شامالوم) ان يعيد للتاجر، بعد انجاز رحلته وبعد حسم المصاريف، رأس المال والفوائد والأرباح.
يتضح من هذا ان التاجر كان يعطي الـ (شامالوم) رأس المال قرضاً بفائدة.
ويعد تقديم القروض الدرجة العليا في التطور في ممارسة الاعمال التجارية وتذكر مواد عديدة من قانون حمورابي التاجر مقدما القروض العينية والنقدية (المواد 49 – 51، 66، 115 – 119، 151 – 152). كذلك تبين عدة نصوص بابلية قديمة نشاطاته في هذا المجال.
كان التجار يمارسون نشاطاتهم التجارية، وبشكل خاص التجار الذين يتعاملون مع الخارج، بتكليف من القصر، ويشغلون أنفسهم أيضاً بالتجارة الخاصة.
كان التجار يستثمرون أرباحهم من التجارة في شراء الأراضي والبيوت. وفي عدة نصوص بابلية قديمة يظهرون بوصفهم شارين او باعة لبيوت وحدائق وملكيات خاصة.
تذكر إلى جانب التجار النصوص البابلية القديمة من مدينة سيبار الـ (ناديتو naditu) (كاهنات الإله شماش) كممارسات الأعمال التجارية مع بيع وشراء واقراض. واستغل الـ (ناديتو) كالتجار أرباحهن من التجارة في شراء الأراضي والبيوت والعقارات. بالإضافة إلى ما تقدم كانت توجد في بلاد بابل شخصية اخرى مهمة لعبت دورا بارزا في الحياة الاقتصادية، ويرد ذكرها كثيرا في النصوص البابلية القديمة، الا وهي وكيل التجار (وكيل تامكاري).
وكان وكيل التجار موظفاً ملكياً يُعين لإحدى المدن. وكانت وظيفته ادارة الصفقات التجارية للقصر الملكي. وكان مسؤولا عن جمع الضرائب، ويجب عليه ان يورد للقصر بدلا عن ذلك كمية محددة من الفضة. وبعبارة اخرى كان وكيل التجار عمليا المدير المالي للمدينة.
كان لدى بلاد بابل المنتجات الزراعية والحيوانية للتصدير مثل زيت السمسم والجلود والصوف. كذلك فإن صناعة النسيج البابلية كانت تتمتع بسمعة طيبة في الخارج. والانسجة البابلية كانت تصدر إلى اشور ومن هناك إلى الاناضول، كذلك فإنها كانت تصدر إلى قطنة في وسط سورية.
كان تجار من أكاد يسافرون حتى الاناضول، وكان التجار الاشوريون يأتون إلى بلاد بابل.
كانت بلاد بابل تستورد من الخارج المعادن كالنحاس من قبرص ومن دلمون، والقصدير من شمال غرب ايران. ولعبت مدينة سيبار دورا مهما في تجارة هذا المعدن وبشكل خاص تصديره نحو الجنوب. من المعتقد ان بلاد بابل شاركت في تجارة القصدير وتصديره من شمال غرب إيران إلى المدن السورية، وذلك بعد احتلال ماري وتدميرها, والتي كانت تقوم بدور الوسيط في ذلك، من قبل حمورابي ملك بابل.
تتحدث رسالة من عهد ما بعد حمورابي عن نقل القصدير من بابل عبر الفرات إلى مدينتي إيماثر وحلب السوريتين. بالإضافة إلى المعادن كانت بلاد بابل تستورد من سورية الاخشاب المختلفة والخمر وزيت الزيتون والخيول والعسل.
كان الفرات يخدم كوسيلة اتصال مهمة ما بين سورية وبلاد بابل، حيث كانت السفن تمخر مياهه ناقلة البضائع المختلفة من شمال سورية إلى المدن البابلية.
وكانت المواصلات المائية مهمة جدا في بلاد الرافدين وبخاصة في الوسط والجنوب. ويشير قانون حمورابي في عدة مواد منه إلى الملاحة وبناء السفن (المواد 234 – 240 ، 276، 277). وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أهمية المواصلات المائية في بلاد بابل.
كانت الطرق البرية تسير عادة بمحاذاة الانهار. يصف احد النصوص الطريق البري الخارج من لارسا في جنوب بلاد الرافدين والممتد حتى ميناء إيمار على الفرات في شمال سورية.
من المعتقد ان حمورابي ألحق الضرر بتجارة بلاده عندما دمر مدينة ماري التي كانت تلعب دورا بارزا في التجارة ما بين سورية وبلاد الرافدين. وربما كان الدافع الاساسي لتدميرها هو إتاحة الفرصة لمدينة بابل كي تحل محلها في هذه التجارة.
بالنسبة لعلاقات بلاد الرافدين مع مصر في هذه الفترة لا توجد حتى الآن أية دلائل على ذلك. ولكن من المعتقد بأن بعض المواد مثل اللازورد والقصدير كانت تصل مصر من بلاد الرافدين او عبرها.
في العصر البابلي المتوسط والعصر الأشوري المتوسط:
بعد انقطاع في التواتر الكتابي دام أكثر من قرن من الزمن تشهد النصوص والرسائل من نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وبخاصة رسائل تل العمارنة، على اتصال نشيط بن كل منطقة غرب آسية ومصر.
وبدأت رسائل تل العمارنة وهي رسائل مسمارية باللهجة البابلية. في الظهور للعيان منذ عام 1887 في تل العمارنة وسط صعيد مصر، نحو 300 كم جنوب القاهرة. وهي عبارة عن مراسلات البلاط المصري مع امرأة سورية وفلسطين وملوك الدول القوية في الشرق القديم في ذلك الوقت.
وبالإضافة إلى أنها تعطي معلومات وفيرة عن الوضع السياسي في تلك الفترة فإنها تلقي أيضاً أضواء على العلاقات الاقتصادية والمواصلات التجارية التي كانت تربط ممالك تلك الحقبة ودويلاتها.
يتضح من الرسائل أنه لم تكن هناك صفقات تجارية بالمعنى الدقيق للكلمة وإنما كان هناك تبادل هدايا بين فراعنة مصر وأمراء وملوك سورية وبلاد الرافدين.
وكان التبادل يتم على أساس القيمة الحقيقية للبضائع، والنوعية التي كانت تفحص بدقة، ومحاولات الخداع والغش يرد ذكرها في الرسائل. فعندما يتلقى ملك أو حاكم هدية من ملك أو حاكم آخر، عليه ان يرسل له هدية قيمتها توازي قيمة الهدية التي تلقاها. بمعنى آخر كان هناك تبادل تجاري اتخذ صفة تبادل الهدايا.
وكان ملوك بابل يرسلون إلى فراعنة مصر اللازورد وأحجاراً كريمة اخرى كانت تستورد من المناطق الواقعة إلى الشرق من بلاد الرافدين.
اما الفراعنة المصريون فكانوا يبعثون بدورهم إلى ملوك بابل الذهب بكميات كبيرة والأخشاب (خشب الأبوس) والعاج.
وكانت مصر تحصل على الذهب من منطقة ما بعد التلال الأول على النيل في الجنوب. فكانت مصر مشهورة بغناها بالذهب حتى ان ملوك بابل كانوا يعتقدون ان الذهب موجود في مصر كالتراب.
كانت بلاد أشور ترسل إلى مصر الخيول والعربات. وكان النحاس يصل إلى مصر من قبرص المعروفة بغناها بهذا المعدن منذ العهد البابلي القديم. ولقد أخذت هذه الجزيرة اسمها من غناها بالنحاس.
وكان النحاس يدخل في صناعة البرونز وذلك بخلطه مع القصدير. والقوافل التي كانت تسافر بين بلاد الرافدين ومصر كانت تسلك الطريق البري الذي يخترق الصحراء العربية السورية مارا عبر تدمر وقطعة او عبر تدمر ونشالا Nasala (القريتين) ومن ثم يلتقي الطريق القادمة من الشمال من حلب وحمص والمتجه نحو دمشق وفلسطين ذهابا إلى دلتا النيل.
وكانت توجد على هذا الطريق محطات عديدة للاستراحة وللتزود بالماء والمؤن. ويمكن بناء على عملية حسابية دقيقة القول ان القافلة التجارية كانت تحتاج في رحلتها من بابل إلى أخيت أتون (العمارنة) نحو ثلاثة أشهر. علما بان الحمار كان وسيلة النقل المستخدمة في القوافل في هذه الفترة.
ومن الجدير بالذكر ان رحلات القوافل التي كانت تتوقف في فصل الصيف بسبب الحر الشديد ونضوب مياه الكثير من الآبار الموجودة على طرق المواصلات.
وكذلك فإن فصل الشتاء كان يشل حركة القوافل بسبب البرد والأمطار والوحول الناتجة منها والتي تعيق حركة المواصلات على الطرق.
لعبت سورية في هذه الفترة، كما في الفترات السابقة، دورا بارزا كعقدة مواصلات مهمة للتجارة. وكانت أوجاريت ميناء سورية البحري، تبين النصوص المختلفة بشكل واضح الصفة العالمية لهذا الميناء. وكان التجار الأجانب يقيمون هناك، وامتدت الاتصالات التجارية حتى آسيا الصغرى ومصر وكويت.
كان التجار على ما يبدو مرتبطين بالقصر بعلاقة وثيقة، وكانت الدولة تفرض ضرائب او جمارك على البضائع التجارية. وحاول الحكام حماية حقوق تجارهم من خلال عقود واتفاقات مع الحكام الآخرين. كانت علاقات أوجاريت مع كركميش في هذه الفترة قوية. وكان تجار من كركميش يسافرون إلى أوجاريت، لشراء بضائع بغرض تصديرها إلى بلاد بابل وبلاد اشور.
يذكر عدد من رسائل تل العمارنة الصعوبات والعقبات التي كانت تعترض القوافل التجارية في تنقلاتها بين حواضر الشرق القديم. من ذلك يتبين ان الاعتداءات على القوافل كانت تحصل ليس فقط في مناطق الصحراء والبوادي ولكن أيضاً في المناطق الحضرية او الموجودة تحت سيادة الدولة.
وكان الملوك والحكم يحتجون لدى بعضهم بعضا بسبب الاعتداءات على القوافل التابعة لهم او سلبها وقتل أفرادها.
وكتب مرة ملك بابل الكاشي بورنا بورياش Burnaburias بهذا الخصوص إلى الفرعون المصري مطالبا اياه بالتعويض عن قافلة بابلية تعرضت للسلب والنهب في منطقة خاضعة للسيادة المصرية (فلسطين). كذلك فإن ملك كركميش طالب حاكم أوجاريت مرات عديدة بالتعويض عن تجار من كركميش قتلوا في أوجاريت. وتبين نصوص اوجاريت أيضاً ان التجار المارين في شمال سورية كانوا يتعرضون أحيانا للسلب والنهب والقتل.
بالإضافة إلى ما تقدم فن سوء العلاقات السياسية بين الدول كان يؤدي إلى اعاقة حركة القوافل التجارية او توقفها او الاعتداء عليها.
لقد سبق ان اشرنا إلى ان الحمار كان وسيلة النقل الوحيدة المستخدمة في القوافل. وتوجد في الواقع بعض الاشارات من هذه الفترة إلى الجمل كحيوان مدجن. وقد ورد ذكره في نصوص ألالاخ المكتشفة في الطبقة السابعة والعائدة إلى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن السابع عشر قبل الميلاد. ولكن استخدامه كحيوان نقل في القوافل تم في الألف الأول قبل الميلاد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|