المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



روايات التحريف في كتب الحديث  
  
1547   07:44 مساءاً   التاريخ: 18-11-2014
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية في علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص227-232.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / التحريف ونفيه عن القرآن /

وقد جمعها المحدّث النوري في كتابه ( فصل الخطاب في تحريف الكتاب ) ، والاستدلال بهذه الروايات موهون من جهات :

الأُولى : أنّها ليست متواترةً ، وليست الكثرة آية التواتر إلاّ إذا اشتركت في أحد المداليل الثلاثة من المطابقة ، والتضمّن ، والالتزام ، وهذه الروايات فاقدة لهذه الجهة ، ولا تهدف إلى جهة خاصة ، فتارة ناظرة إلى بيان تنزيلها ، وأُخرى إلى بيان تأويلها ، وثالثة إلى بيان قراءتها ، ورابعة إلى تفسيرها ، وهذا هو الكثير ، فحسب البعض أنّه جزء من الآية ، مثلاً قال سبحانه : {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء : 135] رواه في ( الكافي ) أنّه قال : وإن تَلووا ( الأمر ) أو تُعرضوا ( عمّا أُمرتم به ) .

روى علي بن إبراهيم بسند صحيح عن أبي عبد اللّه ( عليه السَّلام ) قال : وقرأت عند أبي عبد اللّه ( عليه السَّلام ) : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران : 110] فقال أبو عبد اللّه ( عليه السَّلام ) : ( خير أُمّة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي ( عليهم السَّلام ) ؟! فقال القارئ : جُعلت فداك كيف ؟ قال : نزلت ( كُنْتُمْ خَيْرَ أئمَّة أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ ) أَلا ترى مدح اللّه لهم {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران : 110] ) .

والاستدلال دلّ على أنّ المراد ليس كلّ الأُمّة بل بعضها بشهادة قوله  سبحانه : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران : 104] وأراد الإمام تنبيه القارئ على أن لا يغتر بإطلاق الآية ، بل يتدبّر ويقف على مصاديقها الواقعية ، وأنّ خير الأُمّة هم الأئمّة وهم الأُسوة ، وأولياء الدين ، والمخلصون من العلماء الأتقياء ، لا كلّ الأُمّة بشهادة أنّ كثيراً منهم ارتكبوا أعمالاً إجراميةً مشهودةً .

ويقرب من ذلك قوله سبحانه : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [البقرة : 143] ، فإنّ ظاهر الآية أنّ كلّ الأُمّة : هم الأُمّة الوسطى ، والشعب الأمثل ، مع أنّا نجد بين الأُمّة مَن لا تُقبل شهادته على باقة بقل في الدنيا ، فكيف تُقبل شهادته في الآخرة على سائر الأُمم ؟! وهذا يهدينا إلى أن نتأمل في الآية ، ونقف على أنّ الإسناد إلى الكل مجاز بعلاقة كونها راجعةً إلى أصفياء الأُمّة وكامليها .

يقول الإمام الصادق ( عليه السَّلام  ) في هذا الشأن : ( فإن ظننت أنّ اللّه عنى بهذه الآية ، جميع أهل القبلة من الموحّدين ، أَفترى أنّ مَن لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر ، يطلب اللّهُ شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة الأُمم الماضية ؟! كلا : لم يعنِ اللّه مثل هذا من خلقه ) (1) .

وأنت إذا تدبّرت كتاب ( فصل الخطاب ) الذي جمع هذه الروايات ، تقف على أنّ الأكثر فالأكثر من قبيل التفسير .

مثلاً روى العياشي عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) قال : ( نزل جبرئيل على رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بعرفات يوم الجمعة فقال له : يا محمد إنّ اللّه يقرؤك السلام ، ويقول لك : { اَلْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ ـ بولاية علي بن أبي طالب ـ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3] (2) فلا شكّ أنّه بيان لسبب إكمال الدين وإتمام النعمة لا أنّه جزء من القرآن .

مع أنّ قسماً كبيراً منها يرجع إلى الاختلاف في القراءة ، المنقولة إمّا من الأئمّة بالآحاد لا بالتواتر ، فلا حجية فيها أوّلاً ولا مساس لها بالتحريف ثانياً ، أو من غيرهم من القرّاء وقد أخذ قراءتهم المختلفة من مجمع البيان وهو أخذها من كتب أهل السنّة في القراءة ، وكلّها مراسيل أوّلاً ، و الاختلاف في القراءة غير التحريف ثانياً ؛ لِما عرفت من أنّها على وجه ، غير موصولة إلى النبي ، وعلى فرض صحّة النسبة ، لا صلة لها بالقرآن .

وهناك روايات ناظرة إلى تأويلها وبيان مصاديقها الواقعية ، وهي أيضاً كثيرة ، أو ناظرة إلى بيان شأن نزولها ، إلى غير ذلك وبعد إخراج هذه الأقسام ، تبقى روايات آحاد لا تفيد العلم ولا العمل .

الثانية : أنّ أكثر هذه الروايات التي يبلغ عددها 1122حديثاً منقول من كتب ثلاثة :

1 ـ كتاب ( القراءات ) لأحمد بن محمد السياري ( المتوفّـى 286هـ ) ، الذي اتّفق الرجاليون على فساد مذهبه .

قال الشيخ : أحمد بن محمد السياري الكاتب كان من كُتّاب آل طاهر ، ضعيف الحديث ، فاسد المذهب ، مجفو الرواية ، كثير المراسيل (3) .

2 ـ كتاب علي بن أحمد الكوفي ( المتوفّـى 352هـ ) الذي نص الرجاليون بأنّه كذّاب مبطل .

قال النجاشي : رجل من أهل الكوفة كان يقول : إنّه من آل أبي طالب ، وغلا في آخر أمره وفسد مذهبه وصنّف كتباً كثيرةً ، أكثرها على الفساد ، ثمّ يقول : هذا الرجل ، تدّعي له الغلاة منازل عظيمة (4) .

3 ـ كتاب ( تفسير القمي ) الذي أوضحنا حاله في محلّه ، وقلنا : إنّه ليس للقمي ، بل قسم منه من إملاءاته على تلميذه أبي الفضل العباس بن محمد بن العلوي ، وقسم منه مأخوذ من تفسير أبي الجارود ، ضمّه إليها تلميذه ، (5) وهو من المجاهيل ؛ لأنّ العباس بن محمد غير معنون في الكتب الرجالية فهو مجهول ، كما أنّ الراوي عنه في أوّل الكتاب يقول : ( حدّثني أبو الفضل بن العباس ، مجهول أيضاً ، وأسوأ حالاً منهما أبو الجارود المعروف بـ ( زياد المنذر ) فهو زيدي بتري وردت الرواية في ذمّه في رجال الكشي ، (6) أَفيمكن الاعتماد على روايات هذا الكتاب ؟!

وقس على ذلك ، سائر مصادره ومنابعه التي لا يعبأ ولا يعتمد عليه .

الثالثة : أنّ هذه الروايات معارضة بأكثر منها وأوضح منها ، من حديث الثقلين وأخبار العرض وما عن رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( إذا التبست عليكم الفتن فعليكم

بالقرآن فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدّق ، ومَن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، و مَن جعله خلفه ساقه إلى النار ) (7) .

وما في النهج (8) حول القرآن من كلمات بديعة لا تصدر إلاّ من سيد البشر أو وصيه ، وعند التعارض يُؤخذ بالموافق لكتابه والمطابق للذكر الحكيم ، وهي الطائفة الثانية .

ختامه مسك

لمّا وقع كتاب ( فصل الخطاب ) ذريعةً لكل مَن يحاول اتّـهام الشيعة الإمامية بالتحريف ، وهم منه بُرآء براءة يوسف ممّا اتُّهم به ، استدعيت من فضيلة شيخنا الجليل ( محمد هادي معرفة ) (9) أمدَّ اللّه في حياته الكريمة ، أن يوضِّح لنا واقع هذا الكتاب وقيمتـه في سوق العلم ، و المصـادر التي اعتمد المؤلّف عليها ، فتفضّل بمقال قيّم ننشره على صفحـات كتابنـا مشفوعاً بالشكر والتقدير .

______________________________________________

1 ـ تفسير العياشي : 1 / 63 ويؤيّد ذلك أنّه سبحانه قال في حقّ بني إسرائيل : ( وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً ) ( المائدة / 20 ) مع أنّ بعضهم كانوا ملوكاً لا كلّهم .

2 ـ المصدر نفسه : 1 / 293 برقم 21 .

3 ـ فهرست الشيخ : 47 برقم 70 ، رجال النجاشي : 1 / 211 برقم 190 .

4 ـ رجال النجاشي : 2 / 96 برقم 689 .

5 ـ لاحظ كتاب ( كليات في علم الرجال ) حول تقييم تفسير القمي .

6 ـ رجال الكشي : 199 .

7 ـ الكافي : 2 / 599 .

8 ـ نهج البلاغة : الخطبة 81 و110 و 147 .

 9ـ وشيخنا العلاّمة ( معرفة ) أحد العلماء المحقّقين في علوم القرآن تشهد بذلك موسوعته ( التمهيد في علوم القرآن ) و قد خرجت منها سبعة أجزاء ، وله كتاب ( التفسير والمفسّـرون ) ، نسأله سبحانه أن يمدَّ في حياته الكريمة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .