المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

معنى كلمة قنط‌
11-12-2015
الضمانات القانونية والقضائية المقررة لحماية الحرية وتدعيم النظام العام
23-6-2018
الخريطة الإعلامية الأولى والثانية
16-8-2022
مئين Percentile
20-12-2015
اسمنتات السليكات
25-8-2016
العوامل المؤثرة في الدوافع
2023-05-13


عبد الله بن عباس ومنهجه في التفسير  
  
6792   04:24 مساءاً   التاريخ: 16-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص205-213.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-27 236
التاريخ: 9-5-2017 3720
التاريخ: 2023-04-05 1929
التاريخ: 26-11-2014 3203

 كـان ابـن عـبـاس تلميذ الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، ومنه اخذ العلم وتلقى التفسير ، سواء في اصول مبانيه ام في فروع معانيه ، فقد سار على منهج مستقيم في استنباط معاني القرآن الحكيم . انـه لـم يحد عن منهج السلف الصالح في تفسير القرآن وفهم معاني كتاب اللّه العزيز الحميد ، ذلك المنهج الذي رست قواعده على اسس قويمة ومبان حكيمة . وقـد حـدد ابـن عباس معالم منهجه في التفسير بقوله : (التفسير على اربعة اوجه : وجه تعرفه الـعـرب مـن كـلامها ، وتفسير لا يعذر احد بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه الا اللّه ) (1) . وقد فسرته رواية اخرى عنه : ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : (انزل القرآن على اربعة احرف : حلال وحرام لا يعذر احد بالجهالة به ، وتفسير تفسره العرب ، وتفسير تفسره العلماء ، ومتشابه لا يعلمه الا اللّه ) (2) . فـالـقـرآن ، فـيه مواعظ وآداب وتكاليف واحكام ، يجب على المسلمين عامة المعرفة بها والعمل عليها ، لأنها دستور الشريعة العام فهذا يجب تعليمه وتعلمه ، ولا يعذر احد بجهالته . وفيه ايضا غريب اللغة ومشكلها ، مما يمكن فهمها وحل معضلها ، بمراجعة الفصيح من كلام العرب الاوائل ، لان القرآن نزل بلغتهم ، وعلى اساليب كلامهم المعروف . وفـيه ايضا نكات ودقائق عن مسائل المبدأ والمعاد ، وعن فلسفة الوجود واسرار الحياة ، لا يبلغ كنهها ولا يعرفها على حقيقتها غير اولي العلم ، ممن وقفوا على اصول المعارف ، وتمكنوا من دلائل العقل والنقل الصحيح . وبـقـي مـن المتشابه ما لا يعلمه الا اللّه ، ان اريد به الحروف المقطعة في اوائل السور ، حيث هي رموز بين اللّه ورسوله ، لم يطلع اللّه عليها احدا من العباد سوى النبي والصفوة من آله ، علمهم اياها رسول اللّه (صلى الله عليه واله ). وان اريـد به ما سوى ذلك مما وقع متشابها من الايات ، فانه لا يعلم تأويلها الا اللّه والراسخون في الـعلم ، وهم رسول اللّه والعلماء الذين استقوا من منهل عذبه الفرات ، لا سبيل الى معرفتها عن غير طريق الوحي فالعلم به خاص باللّه ومن ارتضاه من صفوة خلقه . وعـلـى ضوء هـذا الـتـقـسيم الرباعي يمكننا الوقوف على مباني التفسير التي استندها ابن عباس في تفسيره العريض :

اولا ـ مراجعة ذات القرآن في فهم مراداته .

 اذ خير دليل على مراد أي متكلم ، هي القرائن اللفظية التي تحف كلامه ، والتي جعلها مسانيد نطقه وبـيـانـه ، وقد قيل : للمتكلم ان يلحق بكلامه ما شاء مادام متكلما ، هذا في القرائن المتصلة وكثيرا ما يعتمد المتكلمون على قرائن منفصلة من دلائل العقل او الاعراف الخاصة ، او ينصب في كلام آخر له ما يفسر مراده من كلام سبق ، كما في العموم والخصوص ، والاطلاق والتقييد ، وهكذا. فلو عرفنا من عادة متكلم اعتماده على قرائن منفصلة ، ليس لنا حمل كلامه على ظاهره البدائي ، قبل الفحص والياس عن صوارفه . والقرآن من هذا القبيل ، فيه من العموم ما كان تخصيصه في بيان آخر ، وهكذا تقييد مطلقاته وسائر الصوارف الكلامية المعروفة . وليس لأي مفسر ان يأخذ بظاهر آية ما لم يفحص عن صوارفها وسائر بيانات القرآن التي جات في غير آية ، ولا سيما والقرآن قد يكرر من بيان حكم او حادثة ويختلف بيانه حسب الموارد ، ومن ثم يصلح كل واحد دليلا وكاشفا لما ابهم في مكان آخر. وهكذا نرى مفسرنا العظيم ، عبد اللّه بن عباس ، يجري على هذا المنوال ، وهو امتن المجاري لفهم مـعـانـي الـقرآن ، ومقدم على سائر الدلائل اللفظية والمعنوية فلم يغفل النظر الى القرآن الكريم نـفسه ، في توضيح كثير من الآيات التي خفي المراد منها في موضع ، ثم وردت بشي من التوضيح في موضع آخر شانه في ذلك شان سائر المفسرين الاوائل ، الذين ساروا على هدى الرسول (صلى الله عليه واله). فـمـن هـذا القبيل ما رواه السيوطي بأسانيده الى ابن عباس ، في قوله تعالى : {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر : 11] قال : كنتم امواتا قبل ان يخلقكم ، فهذه ميتة ، ثم احياكم ، فهذه حياة ، ثم يـمـيـتـكـم فترجعون الى القبور ، فهذه ميتة اخرى ، ثم يبعثكم يوم القيامة ، فهذه حياة فهما ميتتان وحـيـاتـان ، فـهـو كقوله تعالى : {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة : 28] ، وهكذا اخرج عن ابن مسعود وابي مالك وقتادة ايضا (3) .

ثانيا ـ رعايته لأسباب النزول .

ولأسباب النزول دورها الخطير في فهم معاني القرآن ، حيث الآيات والسور نزلت نجوما ، وفي فـتـرات وشـؤون يـخـتـلف بعضها عن بعض فاذ كانت الآية تنزل لمناسبة خاصة ولعلاج حادثة وقعت لوقتها ، فأنها حينذاك ترتبط معها ارتباطا وثيقا ولولا الوقوف على تلك المناسبة ، لما امكن فهم مـرامـي الايـة بالذات ، فلا بد لدارس معاني القرآن ان يراعي قبل كل شيء شان نزول كل آية آية ، ويهتم بأسباب نزولها هذا اذا كان لنزولها شان خاص ، فلا بد من النظر والفحص . وهكذا اهتم حبر الامة بهذا الجانب ، واعتمد كثيرا لفهم معاني القرآن على معرفة اسباب نزولها ، وكـان يـسـال ويـسـتـقصي عن الاسباب والاشخاص الذين نزل فيهم قرآن وسائر ما يمس شان الـنـزول ، وهـذا مـن امـتـيازه الخاص الموجب لبراعته في التفسير وقد مر حديث اتيانه ابواب الـصـحـابة يسالهم الحديث عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ، (4) كان حريصا على طلب العلم ومنهوما لا يشبع : مـن ذلك ما رواه جماعة كبيرة من اصحاب الحديث ، بأسنادهم الى ابن عباس ، قال : لم ازل حريصا ان اسـال عـمـر عن المرأتين من ازواج النبي (صلى الله عليه واله)اللتين قال اللّه تعالى بشأنهما {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم : 4] حتى حج عمر وحججت معه ، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة ، فتبرز ثم اتى ، فصببت على يديه فتوضأ ، فقلت : يا امير المؤمنين ، من المرأتان من ازواج النبي (صلى الله عليه واله)اللتان قال اللّه : (ان تتوبا الى اللّه فقد صغت قلوبكما)؟ فقال : واعجبا لك يا ابن عباس (5) . وفـي تفسير القرطبي ، قال ابن عباس : مكثت سنتين اريد ان اسال عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي (صلى الله عليه واله)ما يمنعني الا مهابته ، فسالته ، فقال : هما حفصة وعائشة (6) . ولقد بلغ في ذلك الغاية ، حتى لنجد اسمه يدور كثيرا في اقدم مرجع بين ايدينا عن سبب النزول ، وهو سيرة ابن اسحاق التي جاء تلخيصها في سيرة ابن هشام . قال : وكان ابن عباس يقول : فيما بلغني نزل في النضر بن حارث ثمان آيات من القرآن : قول اللّه عز وجـل : {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } [المطففين : 13] ، وكل ما ذكر فيه من الاساطير من القرآن (7) . قال : وحدثت عن ابن عباس انه قال ـ وسرد قصة سؤال احبار اليهود النبي (صلى الله عليه واله)عند مقدمه المدينة ـ : فانزل اللّه عليه فيما سألوه عنه من ذلك : {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} [لقمان : 27]. قـال : وانـزل اللّه تـعـالـى عـلـيـه فـيـمـا سـاله قومه من تسيير الجبال {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} [الرعد : 31]. قـال : وانـزل عليه في قولهم : خذ لنفسك { وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} [الفرقان : 7] ، وانزل عليه في ذلـك مـن قـولـهـم : {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان : 20] ، وكذا في قوله تعالى : {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا } [الإسراء : 110] : انما انـزلت من اجل اولئك النفر (8) وهكذا يتابع ذكر اسباب نزول آيات ، وفي الاكثر يسندها الى ابن عباس . وقد برع ابن عباس في هذه الناحية من نواحي ادوات التفسير ، حتى كان يخلص آي القرآن المدني من المكي فقد سال ابو عمرو ابن العلا مجاهدا عن تلخيص آي القرآن المدني من المكي ، فقال : سالت ابـن عـباس عن ذلك ، فجعل ابن عباس يفصلها له وهكذا نجد ابن عباس بدوره قد سال ابى بن كعب عن ذلك (9) . كـما تقصى اسباب النزول فاحسن التقصي ، فكان يعرف الحضري من السفري ، والنهاري من الليلي ، وفـيـم انـزل وفـيـمـن انـزل ، ومـتـى انـزل واين انزل ، واول ما نزل وآخر ما نزل ، وهلم جرا (10) ، مما يدل على براعته ونبوغه في تفسير القرآن .

 ثالثا ـ اعتماده المأثور من التفسير المروي

اعتمد ابن عباس في تفسيره على المأثور عن النبي (صلى الله عليه واله) والطيبين من آله والمنتجبين من اصحابه وقـد اسـلـفنا تتبعه عن آثار الرسول واحاديثه كان يستطرق ابواب الصحابة العلماء ، ليأخذ منهم ما حـفـظـوه مـن سنة النبي وسيرته الكريمة وقد جد في ذلك واجتهد مبلغ سعيه ورا طلب العلم والـفـضـيـلـة ، حـتـى بـلـغ اقـصـاها وقد سئل : انى ادركت هذا العلم ؟ فقال : بلسان سؤول وقلب عقول (11) . هـو حـيـنـما يقول : (جل ما تعلمت من التفسير من على بن ابي طالب (عليه السلام )) (12) ، او (ما اخذت من تفسير القرآن فعن على بن ابي طالب ) (13) ، انما يعني اعتماده المأثور من التفسير ، اذا كان الاثر صحيحا صادرا من منبع وثيق . وهـكـذا عند ما كان يأتي ابواب الصحابة بغية العثور على اقوال الرسول في مختلف شؤون الدين ومنها المأثور عنه في التفسير ، ان ذلك كله لدليل على مبلغ اعتماده على المنقول صحيحا من التفسير.

فـهـو عند كلامه الانف انما يلقي الضوء على تفاسيره بالذات ، وانها من النمط النقلي في اكثره ، وان كان لا يصرح به في الموارد ، بعد اعطا تلك الكلية العامة .

رابعا ـ اضطلاعه بالأدب الرفيع .

لا شـك ان القرآن نزل بالفصحى من لغة العرب ، سواء في مواد كلماته ام في هيئات الكلم وحركاتها البنائية والاعرابية ، اختار الافصح الافشى في اللغة دون الشاذ النادر وحتى من لغات القبائل اختار المعروف المألوف بينهم دون الغريب المنفور فما اشكل من فهم معاني كلماته ، لا بد لحلها من مراجعة الفصيح من كلام العرب المعاصر لنزول القرآن ، حيث نزل بلغتهم وعلى اساليب كلامهم المألوف . وهكذا نجد ابن عباس يرجع ، عند مبهمات القرآن وما اشكل من لفظه ، الى فصيح الشعر الجاهلي ، والبديع من كلامهم الرفيع وكان استشهاده بالشعر انما جاه من قبل ثقافته الادبية واضطلاعه باللغة وفـصيح الكلام وفي تاريخ الادب العربي آنذاك شواهد رائعة تشيد بنبوغه ومكانته السامية في الـعـلـم والادب وساعده على ذلك ذكا مفرط وحافظة قوية لاقطة ، كان لا يسمع شيئا الا وكان يحفظه بكامله لوقته . يـروي ابو الفرج الاصبهاني باسناده الى عمر الركاء ، قال : بينا ابن عباس في المسجد الحرام وعنده نـافـع بن الازرق (راس الازارقة من الخوارج ) وناس من الخوارج يسالونه ، اذ اقبل عمر بن ابي ربيعة في ثوبين مصبوغين موردين او ممصرين (14) حتى دخل وجلس فاقبل عليه ابن عباس فقال : انشدنا ، فانشده :

              امن آل نعم انت غاد فمبكر ـــــ غداة غد ام رائح فمهجر؟

حتى اتى على آخرها فاقبل عليه نافع بن الازرق ، فقال : اللّه يأبن عباس مـن اقـاصـي البلاد نسالك عن الحلال والحرام فتتثاقل عنا ، ويأتيك غلام مترف من مترفي قريش فينشدك :

        رات رجلا اما اذا الشمس عارضت ـــــ فيخزى واما بالعشى فيخسر

 فقال : ليس هكذا قال قال : فكيف قال ؟ فقال : قال :

        رات رجلا اما اذا الشمس عارضت ـــ فيضحى واما بالعشى فيحصر

فـقـال : مـا اراك الا وقـد حفظت البيت ! قال : اجل ! وان شئت ان انشدك القصيدة انشدتك اياها فقال : فـانـي اشاء. فانشده القصيدة حتى اتى على آخرها وما سمعها قط الا تلك المرة صفحا (15) ، وهذا غاية الذكاء.

 فقال له بعضهم : ما رأيت اذكى منك قط وكان ابن عباس يقول : ما سمعت شيئا قط الا رويته . ثم اقبل على ابن ابي ربيعة ، فقال : انشد ، فانشده : تشط غدا دار جيراننا وسكت . فقال ابن عباس : وللدار بعد غد ابعد فقال له عمر : كذلك قلت ـ اصلحك اللّه ـ افسمعته ؟ قال : لا ، ولكن كذلك ينبغي (16) . وهذا غاية في الفطنة والذكاء ، مضافا اليه الذوق الادبي الرفيع وهو الذي كان يحفظ خطب الامام امير المؤمنين (عليه السلام)الرنانة فور استماعها ، فكان راوية الامام في خطبه وسائر مقالاته . وكـان ذوقـه الادبـي الـرفـيـع وثقافته اللغوية العالية ، هو الذي حدا به الى استخدام هذه الاداة بـبـراعـة ، حينما يفسر القرآن ويشرح من غريب لفظه كان يقول : الشعر ديوان العرب ، فاذا خفي علينا الحرف من القرآن ، الذي انزله اللّه بلغة العرب ، رجعنا الى ديوانها ، فالتمسنا معرفة ذلك منه . واخـرج ابـن الانـبـاري مـن طريق عكرمة عن ابن عباس ، قال : اذا سألتموني عن غريب القرآن ، فالتمسوه في الشعر ، فان الشعر ديوان العرب (17) . واخـرج الـطـبري من طريق سعيد بن جبير ـ في تفسير قوله تعالى : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج : 78] ـ عـن ابـن عباس ، وقد سئل عن (الحرج ) ، قال : اذا تعاجم شيء من القرآن فـانـظروا في الشعر فان الشعر عربي ثم دعا اعرابيا فقال : ما الحرج ؟ قال : الضيق قال ابن عباس : صدقت (18) . وكـان اذا سـئل عن القرآن ، في غريب الفاظه ، انشد فيه شعرا قال ابو عبيد : يعني كان يستشهد به على التفسير. قـال ابـن الانباري : وقد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا ، الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر ، قال : وانكر جماعة ـ لا علم لهم ـ على النحويين ذلك ، وقالوا : اذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر اصـلا لـلقرآن وليس الامر كما زعموا ، بل المراد تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر ، لانه تعالى يقول : { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف : 3] ، وقال : {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل : 103] (19).
________________________________

1- ابو جعفر الطبري ـ جامع البيان ـ ج1 ، ص 26.
2- المصدر نفسه .
3- الدر المنثور ، ج5 ، ص 347 وراجع : الطبري تفسيره ، ج24 ، ص 31.
4- الاصابة ، ج2 ، ص 331 ـ 332.
5- الدر المنثور ، ج6 ، ص 242.
6- الجامع لأحكام القرآن ، ج1 ، ص 26.
7- ابن هشام ، ج1 ، ص 321 تكرر لفظ (الاساطير) في تسع سور مكية : الانعام / 25الانفال / 31 النحل / 24 المؤمنون / 83 الفرقان / 5 النمل / 68 الاحقاف / 17 القلم /15المطففين / 13.
8- راجع : ابن هشام ، ج1 ، ص 330 و335.
9- راجع : الاتقان ، ج1 ، ص 24 و26.
10- الاتقان ، ج1 ، ص 51 ـ 57 و60 ـ 64 و68 ـ 76 وغير ذلك .
11- التصحيف والتحريف للصاحبي ، ص 3.
12- سعد السعود لابن طاووس ، ص 285.
13- التفسير والمفسرون للذهبي ، ج1 ، ص 89.
14- ثوب ممصر : مصبوغ باللون الاحمر ، وفيه شيء من صفرة .
15- اي مرورا وعرضا.
16- الاغاني ، ج1 ، ص 81 ـ 83.
17- الاتقان ، ج2 ، ص 55.
18- الطبري ، ج17 ، ص 143.
19- النحل / 103 ، الاتقان ، ج2 ، ص 55.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .