المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

نَشر الصحف
13-12-2018
المعتل
2023-03-12
الطبيعة المزدوجة للضبط الاداري
6-4-2017
اتزان الامتزاز adsorption equilibrium
13-10-2017
مولد كهربائي = داينمو dynamo
3-10-2018
الـــوكــالـــة العامـــة مـــع الـتـفــويــض
2023-09-26


الشريف المرتضى يعتبر حديث الغدير نصا خفيا غير واضح بالخلافة  
  
2495   01:16 مساءاً   التاريخ: 16-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج3 , ص 51 - 63
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

[هذا الرد من المؤلف على كتاب احمد الكاتب الذي طبعه في لندن سنة 1997 باسم (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى ... الى ولاية الفقيه) وطرح فيه شبهات حو الشيعة]

نص الشبهة :

قال [احمد الكاتب] :

قوله و اذا كان حديث الغدير يعتبر اوضح و اقوى نص من النبي بحق امير المؤمنين فان بعض علماء الشيعة الامامية الاقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصا خفيا غير واضح بالخلافة، حيث يقول في (الشافي):" انا لا ندعي علم الضرورة في النص، لا لأنفسنا و لا على مخالفينا، و ما نعرف احدا من اصحابنا صرح بادعاء ذلك" ص 14.

الرد على الشبهة :

ان مراد السيد المرتضى ب (النص الخفي) هو ما يسمى عند الاصوليين ب (المجمل) و عرَّفوه ب (انه ما لم تتضح دلالته) و يقابله (المبيَّن) و قد ذكروا للأجمال و الخفاء اسبابا كثيرة منها ان يكون اللفظ مشتركاً و لا توجد قرينة على أحد معانيه كلفظة (مولى) فانها موضوعة للأولى، و للعبد المملوك، و ابن العم، و الحليف.

ويتضح من ذلك ان (النص المجمل) و (الخفي) يحتاج إلى‏ استدلال و نظر و ذلك بالبحث عن القرائن من داخل النص أو من خارجه و هو ما يصنعه علماء الشيعة مع (حديث الغدير) و منهم الشريف المرتضى حيث قال 000:

(الوجه المعتمد في الاستدلال بخبر الغدير على النص هو ما نرتبه فنقول:

ان النبي (صلى الله عليه واله) استخرج من امته بذلك المقام الاقرار بفرض طاعته و وجوب التصرف بين أمره و نهيه بقوله (صلى الله عليه واله) (الست أولى بكم من انفسكم؟) و هذا القول و ان كان مخرجه مخرج الاستفهام فالمراد به التقرير و هو جار مجرى قوله تعالى (الست بربكم) الاعراف 172، فلما اجابوه بالاعتراف و الاقرار رفع بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال عاطفاً على ما تقدم (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) و في روايات أخرى (فعلي مولاه اللهم والِ من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله) فاتى بجملة يحتمل لفظها معنى الجملة الأولى التي قدمها و ان كان محتملا لغيره فوجب ان يريد بها المعنى المتقدم الذي قررهم به على مقتضى استعمال أهل اللغة و عرفهم في خطابهم و إذا ثبت انه صلى الله عليه و آله أراد ما ذكرناه من ايجابه كون أمير المؤمنين عليه السلام أولى بالإمامة من انفسهم فقد اوجب له الإمامة لأنه لا يكون أولى بهم من انفسهم الا فيما يقتضي فرض طاعته عليهم و نفوذ أمره فيهم و لن يكون كذلك الا من كان إماما.

فان قال: (دلوا على ان لفظة (مولى) محتملة ل (أولى) و انه أحد اقسام ما يحتمله ثمّ ان المراد بهذه اللفظة في الخبر هو (الأولى) دون سائر الاقسام، ثمّ ان (الأولى) يفيد معنى الإمامة.

قيل له: انه من كان له ادنى اختلاط باللغة و اهلها يعرف انهم يضعون هذه اللفظة أي (مولى) مكان (أولى) كما انهم يستعملونها في (ابن العم) و غيره و ما المنكر لاستعمالها في (الأولى) الا كالمنكر لاستعمالها في غيره من اقسامها.

ونتبرع بايراد جملة تدل على ما ذهبنا إليه فنقول: قد ذهب أبو عبيدة معمر بن المثنى و منزلته في اللغة منزلته (1) في كتابه القرآن المعروف بالمجاز لما انتهى إلى قوله:) مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَ بِئْسَ المَصِيرُ) الحديد/ 15 أولى بكم.

وليس أبو عبيدة ممن يغلط في اللغة.

ولا خلاف بين المفسرين في ان قوله تعالى‏ (وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وَ الَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَ‏ اللَّهَ كانَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيداً) النساء/ 33 ان المراد بالموالي (مفرد مولى) من كان املك بالميراث و اولى بحيازته و احق به.

وقال الاخطل‏ (2) :

فاصبحت مولاها من الناس بعده‏        واحرى قريش ان تهاب و تحمدا .

وروي في الحديث (ايما امرأة تزوجت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل) (3) .

كل ما استشهدنا به لم يرد بلفظ (مولى) فيه الا معنى (أولى) دون غيره و قد تقدمت حكايتنا عن المبرد قوله (ان اصل تأويل الولي الذي هو أولى أي أحق و مثله المولى) و قال في هذا الموضع بعد ان ذكر تأويل قوله تعالى‏ (ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى‏ لَهُمْ) محمد/ 11.

وقال الفراء (4) في كتاب (معاني القرآن) الولي و المولى في كلام‏ العرب واحد و هو قراءة (5) عبد الله بن مسعود (إنما مولاكم الله و رسوله) مكان وليكم.

وقال أبو بكر محمد بن القاسم الانباري‏ (6) في كتابه المعروف ب (المشكل) (المولى في اللغة ينقسم على ثمانية اقسام، اولهن المولى المنعم المعتق، ثمّ المنعم عليه المعتق، و المولى الولي، و المولى الأولى بالشي‏ء) و ذكر شاهدا عليه الآية التي قدمنا ذكرها (و المولى الجار، و المولى ابن العم، و المولى الصهر، و المولى الحليف).

وقد ذكر أبو عمر و غلام ثعلب في تفسير بيت الحارث بن حلزة (7).

زعموا ان كل من ضر ب‏

العَيْرَ موالٍ لنا و أنا الولاءُ (8) فذكر من جملة الاقسام: ان المولى السيد و ان لم يكن مالكا، و المولى الولي.

وأما الذي يدل على ان المراد بلفظ (مولى) في خبر الغدير (الأولى) فهو: ان عادة أهل اللسان في خطابهم إذا رأوا جملة مصرِّحة وعطفوا عليها بكلام محتمل لما تقدم التصريح به و لغيره لم يجز أن يريدوا بالمحتمل الا المعنى الأول، يبين صحة ما ذكرناه ان أحدهم إذا قال مقبلا على جماعة ومفهما لهم وله عدة عبيد: لستم عارفين بعبدي فلان؟ ثمّ قال عاطفا على كلامه: فاشهدوا ان عبدي حر لوجه الله تعالى، لم يجز ان يريد بقوله: عبدي بعد ان قدم ما قدمه الا العبد الذي سماه في أول كلامه دون غيره من سائر عبيده، و متى أراد سواه كان عندهم مُلغِزا خارجاً عن طريقة البيان

فاما الدليل على ان لفظة (أولى) تفيد معنى الإمامة فهو انا نجد أهل اللغة لا يضعون هذا اللفظ الا فيمن كان يملك تدبيره و وصف بأنه أولى بتدبيره و تصريفه ينفذ فيه أمره و نهيه، لا تراهم يقولون السلطان أولى باقامة الحدود من الرعية، و ولد الميت أولى بميراثه من كثير من اقاربه، والزوج أولى بامرأته، و المولى أولى بعبده و مرادهم من جميع ذلك ما ذكرناه، ولا خلاف بين المفسرين في ان قوله تعالى‏ (النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب/ 6 المراد به انه أولى بتدبيرهم والقيام بأمورهم من حيث وجبت طاعته عليهم، و نحن نعلم انه لا يكون أولى بتدبير الخلق و امرهم و نهيهم من كل أحد منهم الا من كان إماما لهم مفترض الطاعة عليهم‏ (9).

ويتضح بذلك أيضا ان حديث الغدير لم يبقَ على خفائه و لا اجماله في دلالته على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) مع هذا الاستدلال‏ (10).

قال السيد المرتضى:

(قد دللنا على ثبوت النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) باخبار مجمع على صحتها متفق عليها و ان كان الاختلاف واقعاً في تأويلها و بينا انها تفيد النص عليه بغير احتمال و لا إشكال كقوله (صلى الله عليه واله) (انت مني بمنزلة هارون من موسى) و (من كنت مولاه فعلي مولاه) إلى غير ذلك مما دللنا على ان القرآن يشهد به كقوله تعالى‏ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) المائدة/ 55 فلا بد ان نطرح كل خبر ناف ما دلت عليه هذه الادلة القاطعة ان كان غير محتمل للتأويل نحمله بالتأويل على ما يوافقها و يطابقها إذا ساغ ذلك فيه) (11).

اما مراد السيد المرتضى من قوله (أنا لا ندعي علم الضرورة من النص لا لأنفسنا ولا على مخالفينا وما نعرف أحد من اصحابنا صرح بادعاء ذلك). فهو ان نص الغدير لا يدل على تعيين علي (عليه السلام) إماما بالبداهة، و الضرورة و من غير استدلال.

نعم يقول المرتضى و يقول الشيعة القدماء ان النبي (صلى الله عليه واله) لو لم يرد الإمامة لعلي في حديث الغدير مع ايجاب خطابه لها لكان ملغزا عادلا عن طريق البيان بل عن طريق الحكمة) (12).

وفي ضوء ذلك يتضح خطأ ما ذهب إليه (الاستاذ الكاتب) من سوء استفادة من كلام الشريف المرتضى (رح) و تحميل كلامه ما لم يرده و لا يعنيه.

ونرى من المفيد في آخر هذه التعليقة ان نضع بين يدي القارئ الكريم كلام الشريف المرتضى في النص الخفي و النص الجلي فيما يلي:

قال الشريف المرتضى رح: (الذي نذهب إليه ان النبي صلى الله عليه و آله نص على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة بعده، و دل على وجوب فرض طاعته و لزومها لكل مكلف، و ينقسم النص عندنا في الاصل إلى قسمين احدهما يرجع إلى الفعل و يدخل فيه القول، و الآخر إلى القول دون الفعل.

فأما النص بالفعل و القول، فهو ما دلت عليه افعاله صلى الله عليه آله و اقواله المبينة لأمير المؤمنين عليه السلام من جميع الأمة، الدالة على استحقاقه من التعظيم و الاجلال و الاختصاص بما لم يكن حاصلًا لغيره كمؤاخاته صلى الله عليه و آله بنفسه و انكاحه سيدة نساء العالمين ابنته عليها السلام، و انه لم يولِّ عليه احداً من الصحابة، ولا ندبه لأمر أو بعثه في جيش الا كان هو الوالي عليه المقدم فيه، وانه لم ينقم عليه من طول الصحبة و تراخي المدة شيئاً، و لا انكر منه فعلا، ولا استبطاه في صغير من الأمور ولا كبير مع كثرة ما توجه منه صلى الله عليه و آله إلى جماعة من أصحابه من العتب، اما تصريحا أو تلويحاً.

وقوله صلى الله عليه و آله فيه (علي مني و أنا منه) (13) و(علي مع الحق و الحق مع علي) و (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر) (14) إلى غير ما ذكرناه من الافعال و الاقوال الظاهرة التي‏ لا يخالف فيها ولي و لا عدو، و ذِكْرُ جميعها يطول، و إنما شهِدَتْ هذه الافعال و الاقوال باستحقاقه عليه السلام الإمامة و نبَّهتْ على انه أولى بمقام الرسول من قبل انها إذا دلَّت على التعظيم و الاختصاص الشديد، فقد كشفت عن قوة الاسباب إلى اشرف الولايات، لان من كان ابهر فضلا، و اعلى في الدين مكاناً فهو أولى بالتقديم و اقرب وسيلة إلى التعظيم، و لأن العادة فيمن يرشح لشريف الولايات، و يؤهل لعظيمها ان يصنع به و ينبه عليه ببعض ما قصصناه.

و قد قال قوم من اصحابنا ان دلالة الفعل ربما كانت آكد من دلالة القول: و ابعد من الشبهة، لان القول يدخله المجاز، و يحتمل ضروباً من التأويلات لا يحتملها الفعل.

فأما النص بالقول دون الفعل فينقسم إلى قسمين:

احدهما: ما عَلِمَ سامعوه من الرسول (صلى الله عليه واله) مراده منه باضطرار، و ان كنا الآن نعلم ثبوته و المراد منه استدلالًا و هو النص الذي في ظاهره و لفظه الصريح بالإمامة و الخلافة، و يسميه اصحابنا النص الجلي كقوله عليه السلام (سلموا على علي بإمرة المؤمنين) (15).

و(هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له و اطيعوا) (16).

والقسم الآخر: لا نقطع على ان سامعيه من الرسول (صلى الله عليه واله) علموا النص بالإمامة منه اضطراراً و لا يمتنع عندنا ان يكونوا علموه استدلالا من حيث اعتبار دلالة اللفظة، و ما يحسن ان يكون المراد أو لا يحسن.

فأما نحن فلا نعلم ثبوته و المراد به الا استدلالًا كقوله (صلى الله عليه واله) (انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) و (من كنت مولاه فعلي مولاه) و هذا الضرب من النص هو الذي يسميه اصحابنا النص الخفي.

ثمّ النص بالقول ينقسم قسمة أخرى إلى ضربين:

فضرب منه تفرد بنقله الشيعة الامامية خاصة، و ان كان بعض من لم يفطن بما عليه فيه من أصحاب الحديث قد روى شيئا منه، و هو النص الموسوم بالجلي.

والضرب الآخر رواه الشيعي و الناصبي و تلقاه جميع الأمة بالقبول على اختلافها، و لم يدفعه منهم أحد يحفل بدفعه يعد مثله خلافا و ان‏ كانوا قد اختلفوا في تأويله و تباينوا في اعتقاد المراد به و هو النص الموسوم بالخفي الذي ذكرناه ثانيا.

ونحن الآن نشرع في الدلالة على النص الجلي لأنه الذي تفرد اصحابنا به، و كلام صاحب الكتاب في هذا الفصل: أنه مقصور عليه...

__________________

( 1) ابو عبيدة معمر بن المثنى التيمي بالولاء من العلماء باللغة و الشعر و الادب و ايام العرب و اخبارها قال فيه الجاحظ( لم يكن في الارض اعلم بجميع العلوم منه و هو اول من صنف في غريب الحديث توفي سنة 209.( السيد عبد الزهراء الخطيب) رح.

( 2) الاخطل: غياث بن غوث التغلبي لقب بالاخطل لبذاءة لسانه نشأ بالحيرة ثمّ اتصل بالامويين فكان شاعرهم المفضل توفي سنة 90 و البيت من قصيدة له في مدح يزيد بن معاوية بعد توليه الخلافة.

( 3) سنن الترمذي 1/ 204 ابواب النكاح و في نهاية ابن الاثير ج 4/ 229 مادة (ولا) عن الهروي و قال بعد نقل الحديث( وليها) أي ولي امرها.

( 4) الفراء ابو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي من ائمة اللغة و الادب و من تلامذة الكسائي قال فيه ثعلب( لو لا الفراء ماتت اللغة) ولد بالكوفة و نشأ بها ثمّ انتقل إلى بغداد فعهد اليه المأمون تأديب ولديه ت سنة 207.

( 5) اي تفسير عبد الله بن مسعود.

( 6) نسبة إلى الانبار كان من اعلم اهل زمانه بالأدب و اللغة و معرفة ايام العرب و من اكثرهم حفظا للإشعار و شواهد القرآن حتى قيل: كان يحفظ مائة و عشرين تفسيراً للقرآن و ثلاثمائة الف شاهد من شواهده، توفي ببغداد سنة 328.

( 7) الحارث بن حلزة اليشكري شاعر جاهلي من اهل بادية العراق و من اصحاب المعلقات ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند ملك الحيرة.

( 8) العير: الوتد أو الحمار، و غالبية الناس في زمانه من اهل الوبر يضربون الاوتاد عند اقامتهم .. و قوله( انا الولاء) أي نحن اهل الولاء.

( 9) الشافي ج 2/ 282260 اختصرنا ما اوردناه مع المحافظة على الفاظ المرتضى رح.

( 10) قال العلامة المظفر في دلائل الصدق ج 2/ 57 المطلب الثاني في دلالة حديث الغدير على امامة امير المؤمنين (عليه السلام).

( 11) الشافي ج 3/ 99.

( 12) الشافي ج 2/ 283.

( 13) اخرجه النسائي في الخصائص ص 16 بلفظ( ان عليا مني و انا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي)، و الترمذي 2/ 297، و احمد في المسند ج 4/ 136، 437.

( 14) جامع الترمذي ج 2/ 299، خصائص النسائي/ 5 المستدرك 3/ 13، تاريخ بغداد 3/ 171.

( 15) انظر شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 1/ 12 و ابن عساكر( ترجمة امير المؤمنين (عليه السلام) عن بريدة الاسلمي امرنا رسول الله (صلى الله عليه واله) ان نسلم على علي بإمرة المؤمنين ...

( 16) هذا الحديث هو حديث يوم الدار اخرجه الطبري في التاريخ 2/ 321 و احمد في المسند 1/ 111/ 159، و الحاكم في المستدرك 3/ 132 و الحلبي في السيرة 1/ 381، و السيوطي في جمع الجوامع 6/ 397 عن ابن اسحاق و ابن جرير و ابن ابي حاتم و ابن مردويه و ابي نعيم و البيهقي.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.