أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
2977
التاريخ: 5-11-2017
1783
التاريخ: 2024-11-02
283
التاريخ: 2-11-2018
2234
|
سبب زوال ملك الأمويين:
وذكر المنقري قال: سئل بعض شيوخ بني أمية وَمُحصَليها عقيب زوال الملك عنهم إلى بني العباس: ما - كان سبب زوال ملككم، قال: إنا شُغِلْنَا بِلَذَّاتِنَا عن تفقدِ ما كان تَفَقده يلزمنا فَظَلَمْنَا رعيتنا، فيئسوا من إنصافنا، وتمنوا الراحة مِنَّا، وتحومل على أهل خراجنا، فَتَخَلّوْا عنا، وخربت ضياعنا، فخلَتْ بيوتُ أموالنا، ووثقنا بوزرائنا، فاثَرُوا مرافقهم على منافعنا، وَأَمْضوْا أموراً دوننا أَخْفَوْا علمها عنا، وتأخّرَ عطاء جندنا، فزالت طاعتهم لنا، واستدعاهم أعادينا، فتظافروا معهم على حربنا، وَطَلَبنَا أعداؤنا فعجزنا عنهم لقلة أنصارنا، وكان استتار الأخبار عنا من أوْكَدِ أسباب زوال ملكنا.
ذكر السبب في العصبية بين النزارية واليمانية:
الكميت يعرض شعره على الفرزدق:
ذكر أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثني أبي قال: لما قال الكميت بن زيد الأسدي - من أسد مضر بن نزار - الهاشمياتِ قَدِمَ البصرة ة فأتى الفرزدق فقال: يا أبا فراس، أنا ابن أخيك، قال: ومَنْ أنت. فانتسب له. فقال: صدقت فما حاجتك. قال: نُفِثَ على لساني، وأنت شيخ مضر وشاعرها، وأحببت أن أعرض عليك ما قلت، فإن كان حسناً أمرتني بإذاعته، وإن كان غير ذلك أمرتني بسَتْرِهِ وَسَتَرْتَه عَلَيَّ، فقال: يا ابن أخي، أحسب شعرك على قدر عقلك، فهات ما قلت راشداً، فأنشده:
طَرِبْتُ وَمَا شوقاً إلى البيض أطْرَبُ... ولا لعباً مِنِّي، وذُو الشيب يَلْعَبُ
قال: بلى فَالعَبْ، فقال:
وَلَمْ يُلْهِنِي دَارٌ، ولا رَسْمُ مَنْزِل... ولم يَتَطَرَّبْنِي بَنَانٌ مُخَصَّبُ
قال: فما يُطْرِبك إذاً. قال:
وما أنَا مِمَّنْ يَزْجُرُ الطير هَمُّهُ... أصاح غُرَابٌ أو تَعَرَّض ثعلَبُ
قال: فما أنت وَيْحك، وإلى مَنْ تَسْمُو، فقال:
وَمَا السانحات البَارِحَاتُ عَشِيَّةً... أمَرَّ سليمُ القَرْنِ أم مَر أعْضب
قال: أما هذا فقد أحسنت فيه، فقال:
ولكن إلى أهل الفضائل وَالنّهى... وَخيْرِ بني حَوَّاء، وَالخَيْرُ، يطْلَبُ
قال: ومَنْ هم وَيْحك. قال:
إلى النَّفَرِ البِيض الذِينَ بحبهم... إلى اللَّهِ فيما نابني أتقرب
قال: أرِحْنِي وَيْحك مَنْ هؤلاء، قال:
بني هاشم رَهْطِ النبي، فإنني... بِهِمْ وَلَهُمْ أرْضَى مِرَاراً وأغْضَبُ
قال: للَّهِ دَرُّك يا بُنَيَّ، أصبت فأحسنت، إذ عدلت عن الزعانف والأوباش، إذاً لا يسرد سهمك، ولا يُكًذّبُ قولك، ثم مَرَّ فيها، فقال: أظهر ثم أظهر وكِدِ الأعداء، فأنت واللّه أشعر مَنْ مضى وأشعر عَنْ بقِيَ.
الكميت يعرض شعره على أبي جعفر محمد بن علي[عليهما السلام]:
فحينئذ قدم المدينة، فأتى أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي [عليهما السلام]، فأذن له ليَلاَ وأنشده، فلما بلغ من الميِمية قوله:
وقتيلٍ بالطَّفِّ غُودِرَ منهم ... بين غوغاء أمة وَطَغَام
بكى أبو جعفر، ثم قال: يا كميت، لو كان عندنا مال لأعطيناك، ولكن لك ما قال رسول اللّه صلى الله عليه و[آله و]سلم، لحسان بن ثابت: لا زلت مؤيداً بروح القدس ما ذبيت عنا أهْلَ البيت، فخرج من عنده.
ثم يعرضه على عبد اللّه بن الحسن:
فأتى عبد الله بن الحسن بن علي، فأنشده، فقال: يا أبا المستهل، إن لي ضيعة قد أعطيت فيها أربعة آلاف دينار، وهذا كتابها، وقد أشْهَدْتُ لك بذلك شهوداً، وناوله إياه فقال. بأبي أنت وأُمي، إني كنت أقول الشعر في غيركم أريد بذلك الدنيا والمال، ولا واللهّ ما قلت فيكم شيئاً إلا للّه، وما كنت لأخذ على شئ جعلته للهّ مالا ولا ثمناً، فألح عبد اللّه عليه، وأبى من إعفائه، فأخذ الكميت الكتاب ومضى، فمكث أياماً، ثم جاء إلى عبد اللّه فقال: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول اللّه إن لي حاجة، قال: وما هي، وكل حاجة لك مَقْضية، قال: كائنة ما كانت، قال: نعم، قال: هذا الكتاب تقبله وترتجع الضيعة، ووضع الكتاب بين يديه، فقبله عبد اللّه.
كانت العصبية من دواعي زوال ملك بني أمية:
وهي طويلة. ونمى قول الكميت في النزارية واليمانية، وافتخرت نزار على اليمن، وافتخرت اليمن على نزار، وأدْلى كل فريق بماله من المناقب، وتحزبت الناس، وثارت العصبية في البدو والحضر فنتج بذلك أمر مَرْوَان بن محمد الجعدي، وتعصبه لقومه من نزار على اليمن، وانحراف اليمن عنه إلى الدعوة العباسية، وتغلغل الأمر إلى انتقال الدولة عن بني أمية، ثم ما تلا ذلك من قصة مَعن بن زائدة باليمن، وَقَتْلِهِ أهلها تعصباً لقومه من ربيعة وغيرها من نزار، وَقطْعه الحلف الذي كان بين اليمن وربيعة في القِدَم، وفعل عقبة بن سالم بعُمَان والبحرين، وقتله عبد القيس وغيرهم من ربيعة وسائر نزار ممن بأرض البحرين وعُمَان كياداً لمعن، وتعصباً من عقبة بن سالم لقومه من قحطان، وغير ذلك مما تقدم وتأخر مما كان بين نزار وقحطان.
ذكر مقدار المدة من الزمان وما ملكت فيه بنو أمية من الأعوام:
كان جميع مُلك بني أمية إلى أن بويع أبو العباس السَّفَّاح ألف شهر كاملة لا تزيد ولا تنقص لأنهم ملكوا تسعين سنة، وأحد عشر شهراً، وثلاثة عشر يوماً.
قال المسعودي: والناس متباينون في تواريخ أيامهم، والمعَوَّلُ على ما نورده، وهو الصحيح عند أهل البحث وَمَنْ عُنِيَ بأخبار هذا العالم، وهو أن معاوية بن أبي سفيان مَلَك عشرين سنة، ويزيد بن معاوية ثلاث سنين وثمانية أشهر وأربعة عشر يوماً، ومعاوية بن يزيد شهراً وأحد عشر يوماً، ومروان بن الحكم ثمانية أشهر وخمسة أيام، وعبد الملك بن مروان إحدى وعشرين سنة وشهراً وعشرين يوماً، والوليد بن عبد الملك تسع سنين وثمانية أشهر ويومين، وسليمان بن عبد الملك سنتين وستة أشهر وخمسة عشر يوماً، وعمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام، ويزيد بن عبد الملك أربع سنين وثلاثة عشر يوماً، وهشام بن عبد الملك تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة أيام، والوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة وثلاثة أشهر، ويزيد بن الوليد بن عبد الملك شهرين وعشرة أيام، وأسقطنا أيام إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك كإسقاطنا أيام إبراهيم بن المهدي أن يعد في الخلفاء العباسيين، ومروان بن محمد بن مروان خمس سنين وشهرين وعشرة أيام، إلى أن بويع السفّاح، فتكون الجملة تسعين سنة وأحد عشر شهراً وثلاثة عشر يوماً، يضاف إلى ذلك الثمانية أشهر التي كان مروان يقاتل فيها بني العباس إلى أن قتل، فيصير مُلْكُهم إحدى وتسعين سنة وسبعة أشهر وثلاثة عشر يوماً.
يُوضَع من ذلك أيام الحسن بن علي[عليهما السلام] وهي خمسة أشهر وعشرة أيام وتوضع أيام عبد اللّه بن الزبير إلى الوقت الذي قتل فيه وهي سبع سنين وعشرة أشهر وثلاثة أيام فيصير الباقي بعد ذلك ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، يكون ذلك ألف شهر سواء.
وقد ذكر قوم أن تأويلَ قوله عزّ وجلّ: " لَيْلَةُ القدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألفِ شَهْر " ما ذكرناه من أيامهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|