أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-11-2016
927
التاريخ: 2-11-2016
716
التاريخ: 2-11-2016
1167
التاريخ: 2023-07-24
1072
|
انهيار مملكة أور الثالثة وسقوطها:
بعد موت شولغي تتابع على الحكم أبناؤه أمار سين وشو سين ثم أبي سين. وربما تكون الترتيبات لوراثة الحكم على هذا الشكل قد تمت إثر مؤامرة قامت ضد العاهل المسن (1).
وقد استبعد أولاد أمار سين الثماني عشر من تولي الحكم بعد أبيهم، وتوجه عمهم أبي سين في المدن الثلاث نيبور وهي المدينة الدينية الرئيسة التي يتوج في معبدها الملوك عادة، وفي أوروك منبت الأسرة المالكة، وفي أور العاصمة السياسية (2). وقد استطاع أمار سوين وشو سوين المحافظة على وحدة المملكة دون مشقة كبيرة. إلا ان الحدود الشرقية كانت مصدرا للقلق، وقُمعت بالقوة ثلاث محاولات للثورة، واستردت الدولة هيبتها، إلا أن الاضطرابات ازدادت من جهة الغرب مع تعاظم حركات الأموريين.
وكان شوسين قد حاول إبعاد الخطر بإنشاء خطوط تحصينات دفاعية دائمة على الحدود. ويبدو أن هذا النظام الدفاعي كان مجديا لأن إبي سين عندما تولى السلطة لم يكن الغرب هو همه الشاغل بل الحدود الشرقية التي عادت إلى الثورة والاضطراب. وقد لجأ الملك إلى اساليب مختلفة لتخفيف التوتر. فبالإضافة إلى الحملات التأديبية لمواجهة الأخطار المحتملة من منطقة جبال زاغروس، حاول الملك التقرب من بعض القبائل بعقد مصاهرات. إلا ان الاحداث تسارعت بعد ذلك بتحرك الأموريين واستفحال الاوضاع الداخلية في البلاد.
تكرر ذكر الأموريين في النصوص السومرية في تلك الفترة باسم مارتو (Martu) بعد ان اجتازوا الحدود الدفاعية واخذوا ينتشرون في بلاد سومر. وقد نهبت المحاصيل وقطعت المواصلات وارتفعت الأسعار وانتشرت المجاعات وانهارت المدن الواحدة بعد الاخرى. واضطر إبي سين إلى تحصين العاصمة أور والمدينة المقدسة نيبور. وسلم القيادة في المناطق المهددة إلى إيشبي – إرا Ishbi – Erra. وقام الملك بنفهس بقيادة حملة خاسرة على عيلام الثائرة وكانت تلك السنة التاسعة من حكم إبي سين هي بداية النهاية. فاغتنم إيشبي إرا الفرصة وانفصل في منطقة إيسن (Isin) عن الدولة وأسس إمارة مستقلة مبتدئاً أسرة حاكمة جديدة.
لم تؤد الحملات المتعاقبة ضد عيلام من جهة وضد الأموريين من جهة اخرى إلى تخفيف ضغط التطويق الخارجي حول سومر. ولم تجد التدابير التي اتخذت في الداخل لمنع التدهور المتسارع فسقطت أخيراً بقايا تلك الدولة, بانهيار الاسرة المالكة في أور نحو 2003 تحت وطأة هجمات العيلاميين والأموريين وشعوب زاغروس من الاشداء الجبليين (SU). ودمرت مدينة أور الجميلة التي خلدت ذكراها نصوص أدبية حزينة تعد من أقدم مراثي المدن في التاريخ.
لا يرجع سقوط اور الثالثة إلى اسباب داخلية بقدر ما كان للأسباب الخارجية من تأثير في اضعاف الدولة ودفعها إلى حافة السقوط والانهيار. فآخر الملوك السومريين من أسرة اور الثالثة، إبي سين، لم يكن أقل فعالية من أسلافه، ولكن كان عليه ان يواجه ضغوطاً من أطراف وجهات متعددة. فالبدو الأموريون كانوا يتحركون من جهة الغرب (سورية) باتجاه الفرات دون ان يكون للتحصينات التي أقيمت هناك اي تأثير في إيقاف تقدمهم. فقد استطاعوا التسرب إلى ماري وإلى إيسن ولارسا. إلى ان سقطت أور بدورها. وعادت البلاد إلى وضع يشبه ما كانت عليه من الانقسام بعد سقوط أكد وقبل عصر اور الثالثة. ونشب التنافس والصراع من جديد بين المدن : ماري على الفرات، أشمونا، على نهر ديالى، ثم إيسن ولارسا وبابل من المنطقة الوسطى، وأشور في الشمال على نهر دجلة. ولئن ظهر بعض النفوذ للعيلاميين مؤقتاً في لارسا، فقد كانت أصول معظم الأسرات الحاكمة في هذه المدن من القبائل الأمورية التي اجتاحت البلاد في الوقت الذي كان في الأموريين قد أقاموا أسرات حاكمة عديدة في انحاء سورية : ماري وحلب وإيماز وقطنة وغيرها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر سولبرجو E.Sollberger, Sur IA Chronologie des rois d'ur III etquelques problemes Connexes, Afo, 17 (1954-56), p- 10-48.
(2) T Jacobden, the reign of Ibbi – Suen,
JCS, 7 (1957) p. 36-47
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|