أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
666
التاريخ: 2024-09-04
241
التاريخ: 2023-07-26
780
التاريخ: 2024-08-24
205
|
النافع منه هو الذكر على الدوام ، أو في أكثر الأوقات ، مع حضور القلب ، و فراغ البال ، و التوجه الكلي إلى الخالق المتعال ، حتى يتمكن المذكور في القلب ، و تتجلى عظمته الباهرة عليه ، و ينشرح الصدر بشروق نوره عليه ، و هو غاية ثمرة العبادات.
و للذكر أول و آخر، فأوله يوجب الانس و الحب ، و آخره يوجبه الأنس و الحب.
والمطلوب منه ذلك الحب و الانس , فان العبد في بداءة الأمر يكون متكلفا بصرف قلبه و لسانه عن الوسواس و الفضول إلى ذكر اللّه ، فان وفق للمداومة أنس به و انغرس في قلبه حب المذكور , و من أحب شيئا أكثر ذكره ، و من أكثر ذكر شيء ، و ان كان تكلفا ، أحبه , ومن هنا قال بعضهم : «كائدة القرآن عشرين سنة ، ثم تنعمت به عشرين سنة».
ولا تصدر النعم إلا من الأنس و الحب ، و لا يصدر الانس و الحب إلا من المداومة على المكائده و التكلف مدة طويلة ، حتى يصير التكلف طبعا.
وكيف يستبعد هذا و قد يتكلف الإنسان تناول طعام يستبشعه أولا ، و يكائد اكله ، و يواظب عليه فيصير موافقا للطبعة حتى لا يصبر عنه؟ , فالنفس تصير معتادة متحملة لما تكلفت : «هي النفس ما عودتها تتعود».
ثم إذا حصل الانس بذكر اللّه انقطع عن غير اللّه ، و ما سوى اللّه يفارقه عند الموت ، ولا يبقى إلا ذكر اللّه ، فان كان قد انس به تمتع به و تلذذ بانقطاع العوائق الصارفة عنه ، إذ ضرورات الحاجات في الحياة تصد عن ذكر اللّه ، ولا يبقى بعد الموت عائق ، فكأنه خلى بينه و بين محبوبه ، فعظمت غبطته ، وتخلص من السجن الذي كان ممنوعا فيه عما به انسه ، و هذا الانس يتلذذ به العبد بعد موته إلى ان ينزل في جوار الله ، و يترقى من الذكر إلى اللقاء ، قال الصادق (عليه السلام): «من كان ذاكرا للّه على الحقيقة فهو مطيع ، و من كان غافلا عنه فهو عاص ، و الطاعة علامة الهداية ، و المعصية علامة الضلالة ، واصلهما من الذكر و الغفلة فاجعل قلبك قبلة للسانك ، و لا تحركه إلا بإشارة القلب ، و موافقة العقل ، و رضا الايمان فان اللّه تعالى عالم بسرك و جهرك ، و كن كالنازع روحه ، او كالواقف في العرض الاكبر، غير شاغل نفسك عما عناك مما كلفك به ربك في أمره و نهيه و وعده و وعيده ، و لا تشغلها بدون ما كلفك به ربك ، و اغسل قلبك بماء الحزن ، و اجعل ذكر اللّه تعالى من اجل ذكره تعالى إياك فانه ذكرك و هو غني عنك ، فذكره لك اجل و اشهى و اثنى و أتم من ذكرك له و اسبق ، و معرفتك بذكره لك تورثك الخشوع و الاستحياء و الانكسار، و يتولد من ذلك رؤية كرمه و فضله السابق ، و تصغر عند ذلك طاعتك و إن كثرت في جنب منته ، و تخلص لوجهه ، و رؤيتك ذكرك له ، يورثك الرياء و العجب و السفه و الغلظة في خلقه ، و استكثار الطاعة و نسيان فضله و كرمه ، و لا تزداد بذلك من اللّه تعالى إلا بعدا ، و لا تستجلب به على مضي الأيام إلا وحشة.
والذكر ذكران : ذكر خالص بموافقة القلب ، و ذكر صارف لك ينفى ذكر غيره ، كما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): (انا لا أحصى ثناء عليك ، انت كما أثنيت على نفسك). فرسول اللّه (صلى الله عليه واله) لم يجعل لذكره اللّه عز وجل مقدارا عند علمه بحقيقة سابقة ذكر اللّه عز و جل من قبل ذكره ، و من دونه أولى ، فمن أراد ان يذكر اللّه تعالى ، فليعلم انه ما لم يذكر اللّه العبد بالتوفيق لذكره ، لا يقدر العبد على ذكره».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|