أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-14
1028
التاريخ: 2023-11-24
1498
التاريخ: 11/10/2022
1657
التاريخ: 8-11-2014
5345
|
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 111].
المشتري هو اللَّه سبحانه ، والبائع المؤمنون ، والثمن الجنة ، والمثمن الأنفس والأموال ، والواسطة في إتمام الصفقة بين البائع والمشتري هم الأنبياء ، على ان يسلم البائع الشيء المبيع عند الطلب ، أما الثمن فمؤجل ، واللَّه هو الضامن له ، إذ لا أحد أوفى منه وأغنى .
وتسأل : ان اللَّه خالق الأنفس ، ورازق الأموال ، فكيف يشتري المالك ما هو ملك له ؟ .
الجواب : ليس هذا شراء بالمعنى المعروف ، وانما هو حث وترغيب في الطاعة . . وعبّر سبحانه عنه بالشراء لأمرين : أن يثق المطيع بالجزاء والثواب على طاعته ، تماما كما يثق البائع باستحقاقه الثمن بدلا عن سلعته . الثاني : التنبيه إلى ان الايمان ليس مجرد كلمات تمضغها الأفواه ، وصورة تمر بالأذهان ، وعاطفة تحس في القلوب ، وانما هو بذل وتضحية بالنفس والمال النفيس رغبة في ثواب اللَّه الذي هو أغلى وأبقى ، تماما كما يتنازل البائع عن ملكه مختارا طمعا في الثمن الذي يراه أنفع وأجدى .
ان أعز شيء على الإنسان حياته ونفسه التي بين جنبيه ، أما حبه للمال فلأنه الوسيلة لحفظها وتحقق أهوائها ورغباتها ، وقد امتحن اللَّه سبحانه من يدّعون الايمان ، امتحنهم بأعز الأشياء لديهم ، ليتميز الصادق في إيمانه من الكاذب ، ولا يحتج هذا غدا بصومه وصلاته ، وقد بخل وأحجم عن العطاء والبذل من نفسه وماله .
( وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا ) هذا مثل قوله تعالى : {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام : 54] أي هو الذي أوجبها على نفسه ، فصارت حقا عليه بهذا الإيجاب ، وقد وعد سبحانه المجاهدين بالجنة فصارت حقا لهم عليه بهذا الوعد ، بخاصة بعد أن سجله ( فِي التَّوْراةِ والإِنْجِيلِ والْقُرْآنِ ومَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ) والغرض من هذا التأكيد ان يكون المجاهدون على يقين من الجزاء وعظيم الثواب ، حتى كأنهم يرونه رأي العين ، فيفرحون ويستبشرون . ( فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) هذا تأكيد آخر للوعد بالجزاء وحسن الثواب ، وقال علماء الكلام : إذا وعد اللَّه بالثواب فهو منجز ما وعد ، وإذا توعد بالعقاب فهو بالخيار ان عاقب فبعدله ، وان عفا فبفضله ، وما اللَّه بظلَّام للعبيد . . وتكلمنا عن ثمن الجنة في ج 1 ص 242 عند تفسير الآية 155 من سورة البقرة . . ثم وصف سبحانه الذين باعوا أنفسهم وأموالهم بجنته ، وصفهم بالأوصاف التالية :
( التَّائِبُونَ ) من كل تقصير ، ولو من فعل ما يكره فعله ولا يجب تركه ( الْعابِدُونَ ) أي المخلصون للَّه في جميع أعمالهم ، ( الْحامِدُونَ ) اللَّه في السراء والضراء ، ( السَّائِحُونَ ) في الأرض لطلب العلم أو الرزق الحلال ، ( الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ ) أي المصلون ، ( الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) أي ينشرون الدعوة إلى اللَّه وطاعته ، ويجاهدون كل من يحاول العبث بحق من حقوقه وحقوق عباده وعياله ، ( والْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ) وحدوده تعالى هي حلاله وحرامه ، ( وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) الموصوفين بهذه الصفات بأن لهم من اللَّه فضلا كبيرا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|