أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
645
التاريخ: 16-10-2016
643
التاريخ: 16-10-2016
724
التاريخ: 16-10-2016
660
|
يشكل إقليم مقدونيا Macedonia الجزء الجنوبي الأوسط من شبه جزيرة البلقان، كما يشكل جغرافياً الحلقة الواصلة بين البلقان وشبه جزيرة اليونان. تحدّ الإقليم جبال سار Sar من الشمال الغربي وجبال رودوب Rhodope من الشمال الشرقي، والبحر الإيجي وجبل أولمبوس Olympus وجبال البندوس Pindus من الشرق والجنوب الشرقي، وبحيرة أوهريد Ohrid من الجنوب الغربي.
تبلغ مساحة الإقليم نحو 67000كم2 يقع نصفها حالياً في بلاد اليونان، ونحو 6400كم2 في جمهورية بلغاريا، في حين يشكل المتبقي جمهورية مقدونيا التي أعلن عن تشكيلها سنة 1991م، ويفتقر إقليم مقدونيا عموماً إلى الأراضي الصالحة للزراعة والأنهار دائمة الجريان، ويتصف مناخ الجزء المقدوني والجزء البلغاري بصيف حار وشتاء ثلجي، في حين يتصف مناخ الجزء اليوناني بمناخ متوسطي، وتعد مدينة تسالونيكي Thessaloniki المدينة الرئيسة والمرفأ الطبيعي لمنطقة جنوبي البلقان في حين تعد سكوبيه Skopje الثانية في الأهمية والعاصمة المقدونية في آن واحد. يأتي إنتاج العنب في مقدونيا في مقدمة الثروات الزراعية، إضافة إلى الحبوب بأنواعها وخاصة القمح والشعير والذرة والأرز، وكذلك القطن والتبغ ودوار الشمس والحمضيات والزيتون. ويربي المقدونيون في سفوح جبالهم الأغنام والماعز، ويُعدُّ صيد الأسماك واحداً من النشاطات الاقتصادية المهمة لسواحل مقدونيا، وخاصة في منطقة تسالونيكي، كما تنتج مناجم الإقليم عدداً من المعادن المهمة، أهمها الرصاص والزنك والكروم والحديد والمنغنيز والحرير الصخري Asbestos وغيرها من المعادن الأقل أهمية. وتعد مقدونيا من أكثر بلاد أوربا بذلاً للجهود لتحديث أنشطتها الاقتصادية، وأهمها إنشاء معامل كبيرة لتصنيع المواد المشتقة من البترول إضافة إلى مصفاة للنفط في منطقة تسالونيكي ومشروعات صغيرة أخرى في جمهورية مقدونيا.
يزيد عدد سكانها على مليوني نسمة، ويتنوّع سكان إقليم مقدونيا تنوعاً كبيراً أفرزته الفترات التاريخية التي مرّ بها الإقليم، وأهم هؤلاء، الألبان والبلغار واليونان والغجر والسلاف والصرب والأتراك والفلاش Vlachos واليهود. وجميع هذه الأعراق ما زالت ظاهرة في تكوين مقدونيا البشرية، إلا أن اندماجهم في تكوين عادات وتقاليد مشتركة واعتزازهم بمقدونيتهم وتمسكهم بديانتهم المسيحية ـ باستثناء اليهود ـ جعل تفرقهم في ثلاث دول (بلغاريا واليونان ومقدونيا) وتمسك هذه الدول بحقوقها عليهم مواطنين، أمراً ممقوتاً يسعى الجميع إلى الانعتاق من أسره.
وقد تأثرت ثقافة مقدونيا تبعاً لذلك بتاريخ الأرض التي عاش عليها كل قسم من الأقسام الثلاثة، مع ارتباطهم بقاسم مشترك واحد هو المسيحية الأرثوذكسية على اختلاف الممارسات الكنسية التي يتبع لها كل قسم، ففي حين ظهر التعصب المقدوني الثقافي والتاريخي في جمهورية مقدونيا وتمركز في جامعة سكوبييه، عُدت التطورات الثقافية والتاريخية المقدونية جزءاً من الإرث الثقافي البلغاري، كما اتخذت هذه الثقافة شخصية يونانية واندمج المثقفون المقدونيون في
ثقافة العالم الإغريقي الواسع والأشمل.
يمتد ماضي مقدونيا غير المدون إلى العصور التاريخية الباكرة، وتشير المعثورات الأثرية إلى استيطان بشري باكر منذ العصر الحجري الحديث (النيوليتيكي) ومروراً بعصر البرونز ووصولاً إلى الغزو الدوري Doric، حيث يعيد المؤرخون القدماء - وعلى رأسهم هيرودوت- جد الإسكندر الأكبر المدعو بْرديكاس Perdikass الأول إلى أصول دوريه. ومع بداية تدوين التاريخ المقدوني بظهور فيليب الثاني وابنها لإسكندر (356 ـ 323ق.م) عرفت مقدونيا عدداً من الشعوب التي مرت بها أو استوطنتها مثل الإغريق والتراقيين والإلوريين Illyrians والرومان بقسميهم الروماني والبيزنطي، وصولاً إلى القبائل السلافية التي توطنت مقدونيا بعد اعتناقها المسيحية الأرثوذكسية، وفي العصور الوسطى تبعت مقدونيا الامبراطوريات التي أسسها البلغار والصرب والبيزنطيون حتى القرن الخامس عشر، حينما ضمت السلطنة العثمانية مقدونيا إلى أراضيها وسهلت لعدد من الأتراك والألبان القدوم إلى مقدونيا والاستيطان فيها, إلى جانب عدد من اليهود الذين هاجروا من إسبانيا في أواخر القرن الخامس عشر إلى منطقة تسالونيكي تحديداً وشاركوا الأتراك واليونانيين والفلاش في السيطرة على تجارة المنطقة، في حين استمر القسم الأكبر من سلاف المنطقة وألبانها ويونانها وأتراكها في ممارسة الأعمال
الزراعية واستيطان الأرياف.
وفي القرن التاسع عشر انضمت مقدونيا إلى الكيانات القومية الساعية إلى الانفصال عن الدولة العثمانية كالصرب واليونان والبلغار الذين أصبحت روسيا ظهيراً لهم، وأدت بتأييدها لهم إلى نشوب ما عرف باسم الحرب الروسية التركية (1877ـ 1878م)، وبموجب معاهدة سان ستفانو
ألحقت مقدونيا بالدولة البلغارية، على أنَّ تدخل ألمانيا في هذا الصراع أعاد النفوذ العثماني إلى مقدونيا التي انقسمت معارضتها الداخلية في حينها إلى جناحين؛ أولهما وهو الأقوى ينادي باستقلال مقدونيا التام، وثانيهما يؤيد العودة للانضمام إلى بلغاريا من جديد، وكان لكل جناح مؤيدون من القوى المحلية والعظمى في العالم. وفي الثاني من آب/أغسطس 1903 وهو يوم القديس إلياس Elijah، اندلعت في مقدونيا ثورة أدت إلى تدخل القوى الإقليمية، وأَعلنت بناء على ذلك كل من اليونان وبلغاريا وصربيا والجبل الأسود Montenegro سنة 1912 الحرب على الدولة العثمانية التي خسرت ما عرف باسم الحرب البلقانية الأولى، وكذلك سيطرتها على إقليم مقدونيا. لكن الخلاف بين المنتصرين حول غنائم الحرب أدى إلى قيام تحالف جديد بين اليونان والجبل الأسود وصربيا ورومانيا والدولة العثمانية ضد بلغاريا التي نزلت نتيجة الحرب البلقانية الثانية لليونان وصربيا عن معظم مقدونيا. وفي فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية استمرت المشكلة المقدونية ـ خاصة بعد تدخل يوغوسلافيا ـ من دون حل نهائي يرضي جميع الأطراف. وإثر انتصارات الجيوش الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية احتلت بلغاريا معظم مقدونيا التابعة لكل من ألبانيا واليونان ويوغسلافيا. لكن هزيمة قوات المحور أعادت القوات البلغارية إلى مراكزها قبل الحرب، وأصبحت جمهورية مقدونيا الشعبية جزءاً من دولة يوغوسلافيا. ولم تفلح المفاوضات التي جرت بعد الحرب سنة 46/1947 بين الأحزاب الشيوعية في بلغاريا ويوغوسلافيا في إعادة توحيد مقدونيا، كما كان مقرراً، بسبب موقف الاتحاد السوفييتي الذي أنهى المحادثات سنة 1948، واستسلم الجميع للواقع حتى سنة 1991، حينما أُعلن عن تشكيل جمهورية مقدونيا على قسم كبير من حدودها الطبيعية وعاصمتها سكوبييه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|