أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2016
1812
التاريخ: 15-10-2016
1803
التاريخ: 11-10-2016
1328
التاريخ: 15-10-2016
1498
|
سادت خلال هذا الدور حضارتان هما: الأبفيلية والأشولية على التوالي:
أ- الحضارة الأبفيلية: (1)
هي على العموم أقدم الحضارات الإنسانية، وكانت تسمى قبل ذلك بالحضارة الشيلية نسبةً إلى بلدة "Chelles" على نهر المارن؛ ولكن نظرًا لأن الموقع الشيلي وجدت به آلات خليطة من الحضارتين الشيلية والأشولية فقد تركت هذه التسمية واستعيض عنها باسم الأبفيلية؛ حيث تمثل حضارة الموقع "أبفيل" الذي وجدت به أقدم حضارة قبل الأشولية، وفي أثنائها أخذ الإنسان يحاول الإفادة بما يلتقطه من قطع حجرية وفروع أشجار في الدفاع عن نفسه وفي الصيد وجمع القوت، وقد أخذ يهذب القطع الحجرية كي تصبح مناسبة لقبضة اليد ولتصبح ذات حافة حادة في نفس الوقت؛ فكان يتخذ كتلة كروية من الحجر الصلب بمثابة مطرقة يهذب بها قطعة صوانية يريد تهذيبها؛ ويبدأ بطرق حافات هذه القطعة الصوانية من أحد وجهيها بعناية ثم يقلبها على الوجه الآخر ويطرقها على النحو السابق؛ بحيث تصبح كمثرية الشكل, ويكون حوالي ثلثي محيط القطعة حادًّا كالمبراة؛ بينما يبقى الثلث الباقي بقشرته الأصلية دون تهذيب وذا شكل مستدير في الغالب؛ لكي تتمكن اليد من القبض عليه، وقد عرفت هذه الآلة باسم الفأس اليدوية "Hand Axe" "Conp de poing" ومن هذا يتضح أن الآلة كانت تتخذ من النواة نفسها.
ومن المحتمل أن المكاشط "Serapers" وجدت في هذه الحضارة إلى جانب الفؤوس اليدوية, وهذه كانت عبارة عن قطع من الصوان تمتاز بحافة حادة مستقيمة, وكانت تستخدم في قطع اللحم وكشط الجلد، وربما وجد الإنسان نفسه في أواخر هذه الفترة في حاجة إلى ثقب الجلد؛ فجعل بعض فؤوسه اليدوية تدق وتستطيل بحيث أصبحت مثقابًا "borer".
وعلى العموم لا نجد تنوعًا كبيرًا في شكل الآلات إذا كانت مطالب الإنسان قليلة وكان يستعمل الآلة الواحدة في عدد من أغراضه؛ إلا أنه كان لا بد من أن يستعمل عددًا كبيرًا من هذه الآلات؛ لأنه كثيرًا ما كان يضطر إلى إلقائها على عدوه أو على فريسته.
وقد عاش الإنسان في هذه الفترة في العراء صيادًا متجولًا ينتقل من مكان لآخر؛ إذ كان المناخ دافئًا فلم يلجأ إلى الكهوف إلا حيث يشتد البرد، وكانت قدرته على التفكير محدودة؛ لأنه كان من تلك الأجناس قريبة الشبه بالقردة العليا, ولم يعثر على آثار له إلا في أماكن قليلة من العالم، وربما كان ذلك لقلة أعداده نسبيًّا، ومن المرجح أنه وصل في هذا الدور إلى أوروبا قادما من شمال إفريقية عن طريق جبل طارق ويستدل على ذلك من أن آثاره لم تكتشف في وسط أوروبا وشرقها ولم توجد إلا محطة شيلية واحدة في شمال إيطاليا, أما معظم آثاره فقد وجدت في غرب أوروبا وأسبانيا.
ب- الحضارة الأشولية:
لا نكاد نجد فارقا كبيرا بين هذه الحضارة وسابقاتها، فقد ظل الإنسان يستعمل الفأس اليدوية ولكنها كانت أكثر إتقانًا من الفأس الشيلية وأصغر منها حجمًا, إذ إن الإنسان الأشولي لم يكتفِ بتهذيب حافة الآلة بل كان يهذب سطحها كله تاركًا أقل مساحة ممكنة من القشرة الأصلية في أسفل الأداة؛ لكي يجعل شكلها متناسقًا. ولم يكتف باستعمال الفأس اليدوية المأخوذة من النواة وحدها بل بدأ يستغل كذلك بعض الشظايا فاتخذ منها بعض أدواته، كما استعمل بعض الآلات الخشبية والعظمية وكثر عدد المكاشط والمثاقيب التى استخدمها.
ويبدو أن المناخ ظل على حالته السابقة من الدفء وكثرة التساقط؛ ولكنه أخذ بعد ذلك في البرودة والجفاف؛ ولذا نجد أن آلات الإنسان التي عثر عليها من ذلك العصر كانت مختلطة أحيانًا ببقايا حيوانات من التي تعيش في أجواء دفيئة, وفي أحيان أخرى كانت مختلطة ببقايا حيوانات من ذات الفراء، ولكن مع ذلك لم يكن المناخ عمومًا من القسوة؛ بحيث يضطر الإنسان الالتجاء إلى الكهوف؛ ولذا ظل يعيش في العراء صيادًا وكان يفضل القرب من مجاري المياه بدليل وجود معظم آثاره عندها، وربما كان اشتداد البرودة أحيانًا هو الذي أدى به إلى اختراع النار واستعمالها؛ فقد وجدت بين أدواته مخلفات المواقد ولكنها كانت قليلة.
ويرى البعض تسمية صناعات هذه الحضارة بأسماء مختلفة على حسب الأماكن التي عثر فيها على مخلفاتها في بعض جهات أوروبا نظرًا لوجود اختلافات طفيفة فيها(2) ولكنها على العموم لا تخرج عن كونها صناعات أشولية.
وقد ظلت السلالات البشرية البدائية تعيش خلال هذه الفترة ويمثلها في أوروبا إنسان هيدلبرج وفي إفريقيا إنسان روديسيا، أما في الشرق فلم يوجد من البقايا العظمية ما يبين نوع إنسان هذا العصر بصفة مؤكدة وإن كان من المرجح أنه من السلالات التي تعد سلفًا للإنسان الحديث وإليها تنسب بقايا عظمية وجدت في فلسطين "في جبل الكرمل"(3) وفي بلاد النهرين "في كهف شاندر"(4) وفي السودان "في سد نجا"(5)؛ ولكن هذه كلها ما زالت في حاجة إلى المزيد من الدراسة.
__________
(1) اسم يطلق على أقدم حضارة قبل الأشولية في أوروبا نسبة إلى موقع في مدرج لنهر السوم على ارتفاع 43 مترًا ويحتمل أنه من عصر مندل الجليدي.
(2) مثل الصناعة الكلاكتونية في إنجلترا والصناعة المسفينية في بلجيكار الليفالوازية في فرنسا.
(3) Dorothy A. F. Garrod, The Stone Age of Mount Garmel "Oxford 1937".
(4) مجلة سومر سنة 1951.
(5) A. J. Arkell, Bate, Wells, & Lacailles, "The Fossil Mammal of Africa II. The PleistoceneFauna Of Two Blue Nile Sites" "London 1951".
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|