المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05



الموازنة بين الفقر و الغنى  
  
2566   05:30 مساءاً   التاريخ: 7-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص90-94.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-8-2020 1555
التاريخ: 11-10-2016 1757
التاريخ: 19/11/2022 1622
التاريخ: 1-8-2020 2936

لا ريب في أن الفقر مع الصبر و القناعة و قصد الفراغ أفضل من الغنى مع الحرص و الإمساك ، كما لا ريب في أن الغنى مع الإنفاق و قصد الاستعانة على العبادة أفضل من الفقر مع الحرص و الجزع ، وإنما وقع الشك في الترجيح بين الفقر و الغنى في مواضع :

(الأول) في الترجيح بين الفقر مع الصبر و القناعة ، و الغنى مع الإنفاق ، و قصد الاستعانة على العبادة ، فقال قوم إن الأول أفضل ، لما روي : «أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قال لأصحابه : أي الناس خير؟ , فقالوا : موسر من المال يعطي حق اللّه تعالى من نفسه و ماله ، فقال نعم الرجل هذا و ليس به المراد ، قالوا فمن خير الناس يا رسول اللّه؟ , فقال : فقير يعطى جهده» ، وما روى : «أن الفقراء بعثوا رسولا إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فقال : إني رسول الفقراء إليك ، فقال : مرحبا بك و بمن جئت من عندهم ، جئت من عند قوم أحبهم ، فقال : قالوا إن الأغنياء ذهبوا بالجنة يحجون ولا نقدر عليه ، و يعتمرون ولا نقدر عليه ، و إذا مرضوا بعثوا بفضل أموالهم ذخيرة لهم ، فقال النبي (صلى اللّه عليه و آله) : بلغ عني الفقراء أن لمن صبر و احتسب منكم ثلاث خصال ليست للأغنياء : أما (الأولى) فإن في الجنة غرفا ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الأرض إلى نجوم السماء ، لا يدخلها الا نبي فقير، أو شهيد فقير، أو مؤمن فقير، (و الثانية) يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم و هو خمسمائة عام.

(والثالثة) إذا قال الغني : سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر ، و قال الفقير مثل ذلك ، لم يلحق الغني بالفقير و إن انفق فيها عشرة آلاف درهم ، و كذلك أعمال البر كلها   فرجع إليهم ، فقالوا رضينا».

وقال آخرون : الثاني أفضل ، لأن الغنى من صفات الربوبية ، والفقر من لوازم العبودية ، و وصف الحق أفضل من وصف العبد.

(وأجيب عنه) بأن غنى الواجب سبحانه ليس بالأسباب والأغراض و غنى العبد بهما ، إذ هو غني بوجود المال و مفتقر إلى بقائه ، فأنى يكون الغني الذي يتصف العبد به من أوصاف الربوبية ، نعم الغنى الاستغناء من وجود المال وعدمه جميعا بأن يستوي كلاهما عنده يشبه أوصاف الحق ، إلا أنك قد عرفت أنه نوع من الفقر، و بأن التكبر من أوصاف الربوبية  فينبغي أن يكون أفضل من التواضع ، مع أن الأمر ليس كذلك ، بل الحق أن الأفضل للعبد إنما هو صفات العبودية كالخوف و الرجاء ، إذ صفات الربوبية لا ينبغي أن ينازع فيها ، ولذلك قال اللّه سبحانه :  «و العظمة إزاري ، و الكبرياء ردائي ، فمن نازعني فيهما قصمته».

وعلى هذا فالفقر أفضل من الغنى.

والحق أن ترجيح واحد من صفات الربوبية وصفات العبودية على الآخر للعبد على الإطلاق غير صحيح ، إذ كما ينتقض ترجيح الأولى على الثانية بالتكبير ينتقض العكس بالعلم والمعرفة والجهل و الغفلة ، فإن العلم من صفات الربوبية ، والجهل من صفات العبودية ، مع أن الأول أفضل من الثاني ضرورة.

والحق أن الأفضل من الفقر والغنى ما لا يشغل العبد عن اللّه ، فإن كان الفقر يشغله فالغنى أولى به ، و إن كان الغنى يشغله عن اللّه فالفقر أولى به ، و ذلك لأن الغني ليس محذورا بعينه ، بل لكونه عائقا عن الوصول إلى اللّه ، والفقر ليس مطلوبا لذاته ، بل لعدم كونه عائقا عن اللّه ، و ليس مانعية الأول و عدم ما نعية الثاني كليا ، إذ رب فقير يشغله الفقر عن المقصد و كم من غني لا يصرفه الغنى عنه ، إذ الشاغل ليس إلا حب الدنيا لمضادته حب اللّه تعالى ، والمحب للشيء مشغول به ، سواء كان في وصاله أو في فراقه.

فإذن فضل الفقير و الغنى بحسب تعلق قلبهما بالمال وجودا و عدما ، فإن تساويا فيه تساوت درجتهما.

وإن تفاوتا فيه فأيهما أقل تعلقا درجته أعلى و أفضل ، بل مع وجود تعلق لهما وتساويهما فيه يكون وجود قدر الحاجة من المال أفضل من فقده ، إذ الجائع يسلك سبيل الموت لا سبيل المعرفة و الطاعة ، و مع عدم تعلق قلبهما أصلا بحيث يستوي عندهما وجود المال و عدمه كان المال عندهما كهواء الجو و ماء البحر- و بالجملة حصلت‏ لهما المرتبة الأخيرة من الفقر أعني الاستغناء و الرضا - كان الواجد أفضل من الفاقد ، لاستوائهما في عدم الالتفات إليه ، و مزية الواجد باستفادة أدعية الفقراء و المساكين.

ثم الحكم بانقطاع القلب رأسا عن المال وجودا و عدما إنما يتصور في الشاذ النادر الذي لا يسمح الدهر بمثله إلا بعد أزمنة متطاولة ، و قلوب جل الناس غير خالية عن حب المال و التعلق به.

فتفصيل القول بأفضلية من هو أقل تعلقا بالمال ، و استواء درجتهما مع استوائهما في التعلق ، و مزية الواجد على الفاقد مع انقطاع قلبهما بالكلية عنه مزلة الأقدام و موضع الغرور، إذ الغني ربما يظن أنه منقطع القلب عن المال و يكون حبه دفينا في باطنه وهو لا يشعر به ، و إنما يشعر به إذا فقده ، فما عدا الأنبياء و الأولياء و شرذمة قليلة من أكابر الأتقياء لو ظنوا انقطاعهم عن الدنيا إذا جربوا أنفسهم بإخراج المال من أيديهم يظهر لهم أنهم مغرورون و ليس لهم تمام الانقطاع عن الدنيا ، و إذا كان ذلك محالا أو بعيدا فليطلق القول بأن الفقر أصلح لكافة الناس و أفضل ، لأنه عن الخطر أبعد ، إذ فتنة السراء من فتنة الضراء أشد ، و علاقة الفقير و أنسه بالدنيا غالبا أضعف ، و بقدر ضعف علاقته يتضاعف ثواب أذكاره و عبادته ، إذ حركات اللسان و الجوارح ليست مرادة لأعيانها بل ليتأكد بها الأنس بالمذكور و تأثيرها في إثارة الأنس في قلب فارغ عن غير المذكور أشد من تأثيرها في قلب مشغول ، و لهذا وردت الأخبار مطلقة في فضل الفقر على الغنى ، و في فضل الفقراء على الأغنياء.

(الثاني) في الترجيح بين الفقر مع الحرص و الجزع ، و الغنى مع الحرص و الإمساك.

والتحقيق فيه أن مطلوب الفقير إن كان ما لا بد منه في المعيشة و كان حرصه في تحصيل هذا القدر دون الزائد منه و كان قصده‏ الاستعانة به على الدين ، و كذا كان حرص الغني و إمساكه في هذا القدر بهذا القصد ، فحال الوجود أفضل لأن الفقد يصده عن أمور الدين لاضطراره في طلب القوت ، و هو أولى بالتفضيل إذا كان قصد الغني ذلك و كان مطلوب الفقير فوق الحاجة  أو قدر الحاجة ، أو قدر الحاجة بدون قصد الاستعانة به إلى أمر الدين.

وإن كان مطلوب كل منها فوق الحاجة أو لم يكن قصدهما الاستعانة به على أمر الدين ، فالفقد أصلح و أفضل ، لأنهما استويا في الحرص و حب المال ، و في عدم قصد الاستعانة به على الدين ، لكنهما افترقا في أن الواجد يتأكد حب الدنيا في قلبه ، و يطمئن إليها لأنسه بها ، والفاقد يتجافى قلبه عنها اضطرارا ، أو تكون الدنيا عنده كالسجن الذي يطلب الخلاص منه.

وهو أولى و أحرى بالتفضيل ، إذا كان قصد الفقير ذلك و كان قصد الغني فوق الحاجة ، أو قدر الحاجة بدون الاستعانة به على أمر الدين.

(الثالث) في الترجيح بين فقير حريص متكالب على الدنيا ليس له هم سواه ، و غني هو دونه في الحرص‏ على حفظ المال ، و تفجعه بفقد المال لو فقده أقل من تفجع الفقير بفقده ، و الظاهر حينئذ كون الفقير أسوأ حالا ، إذ البعد عن اللّه بقدر قوة التفجع بفقد المال ، و القرب بقدر ضعف التفجع به.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.