أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 20-8-2022
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 6-10-2016
![]() |
علاجه أن يُعلم أن هذه الفضائل إنما تكون نافعة و منجية إذا لم يدخلها العجب ، و إذا دخلها العجب أبطلها و أفسدها ، فما للعاقل أن يرتكب رذيلة تضيع ما له من الفضائل ، و أنى له لا يظهر الذلة و التواضع في نفسه حتى يزيد فضيلة على فضائلها ، و يختم لأجلها الجميع بالخير وتصير عاقبته محمودة ، و تكون مساعيه مقبولة مشكورة.
وينبغي أن يعلم أن كل واحد من الفضائل التي يثبتها لنفسه موجودة مع الزيادة في كثير من بني نوعه ، و إذا علم اشتراك الناس معه في هذه الفضيلة زال إعجابه بها.
وقد نقل أن واحدا من مشاهير الشجعان إذا قابل خصمه اصفر لونه و ارتعدت فرائصه و اضطرب قلبه ، فقيل له ، ما هذه الحالة و أنت أشجع الناس و أقواهم؟ , فقال إني لم أمتحن خصمي ، فلعله أشجع مني.
وأيضا النصر و الغلبة و حسن العاقبة مع الذلة و المسكنة ، لا مع الإعجاب بالقوة و الشجاعة فإن اللَّه عند المنكسرة قلوبهم.
ومن المعالجات النافعة للعجب بكل واحد من الصفات الكمالية : أن يقابل سببه بضده ، إذ علاج كل علة بمقابلة سببها بضده، و لما كانت علة العجب هو الجهل المحض، فعلاجه المعرفة المضادة له ، فنقول :
الكمال الذي به يعجب إما أن يكون يعجب به من حيث إنه فيه و هو محله و مجراه ، أو من حيث إنه نشأ منه و حصل بسببه و قوته و قدرته ، فإن كان (الأول) ، فهو محض الجهل ، لأن المحل مسخر، و إنما يجري ما يجري فيه و عليه من جهة غيره ، و لا مدخل له في الإيجاد و التحصيل ، فكيف يعجب بما ليس له.
وإن كان (الثاني) ، فينبغي أن يتأمل في قدرته و إرادته و أعضائه ، و سائر الأسباب التي بها يتم كماله و عمله ، أنها من أين كانت له : فإن كان علم أن جميع ذلك نعمة من اللَّه إليه من غير حق سبق له ، فينبغي أن يكون إعجابه بجود اللَّه تعالى و كرمه و فضله ، إذ أفاض عليه ما لا يستحقه ، و آثره به على غيره من غير سابقه و وسيلة ، فإن ظن أنه تعالى وفقه لهذا العمل لاتصافه ببعض الصفات الباطنة المحمودة ، كحبه له تعالى أو مثله ، فيقال له الحب و العمل كلاهما نعمتان من عنده ، ابتدأك بهما من غير استحقاق من جهتك ، إذ لا وسيلة لك و لا علاقة فليكن الإعجاب بجوده ، إذ أنعم بوجودك و بوجود صفاتك و أعمالك و أسباب أعمالك.
فإذا لا معنى لعجب العالم بعلمه ، و عجب العابد بعبادته ، و عجب الشجاع بشجاعته ، و عجب الجميل بجماله ، و عجب الغني بماله ، لأن كل ذلك من فضل اللَّه ، و إنما هو محل لفيضان فضل اللَّه و جوده.
والمحل أيضا من فضله و جوده ، فإنه هو الذي خلقك ، و خلق أعضاءك ، و خلق فيها القوة و القدرة و الصحة ، و خلق لك العقل و العلم و الإرادة ، و لو أردت أن تنفي شيئا من ذلك لم تقدر عليه.
ثم خلق الحركات في أعضائك مستبدا باختراعها من غير مشاركة لك معه في الاختراع ، إلا أنه خلقها على ترتيب ، فلم يخلق الحركة ما لم يخلق في العضو قوة و في القلب إرادة ، و لم يخلق العلم ما لم يخلق القلب الذي هو محله ، فتدريجه في الخلق شيئا بعد شيء هو الذي خيل إليك أنك مستقل بإيجاد عملك ، و قد غلطت ، فإن تحريك البواعث ، و صرف العوائق ، و تهيئة الأسباب كلها من اللَّه ، ليس شيء منها إليك.
ومن العجائب أن تعجب بنفسك ، و لا تعجب بمن إليه الأمر كله ، و لا تعجب بجوده و كرمه و فضله في إيثاره إياك على الفساق من عباده ، إذ مكنهم من أسباب الشهوات و اللذات ، و زواها عنك ، و صرف عنهم بواعث الخير و هياها لك ، حتى يتيسر لك الخير من غير وسيلة سابقة منك.
روي : «أن أيوب (عليه السلام ) قال : (إلهي إنك ابتليتني بهذا البلاء ، و ما ورد علي أمر إلا آثرت هواك على هواي).
فنودي من غمامة بعشرة آلاف صوت : يا أيوب! أنى لك ذلك؟ , قال : فأخذ رمادا فوضعه على رأسه ، وقال منك يا رب! فرجع عن نسيانه ، و أضاف ذلك إلى اللَّه تعالى ، و لذلك قال اللَّه تعالى : {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور : 21].
وقال النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) : «ما منكم من أحد ينجيه عمله» ، قالوا : و لا أنت يا رسول اللَّه! قال : «و لا أنا إلا أن يتغمدني اللَّه برحمته» .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|