المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تغر وتضر وتمر
26-2-2021
عقوبة إصدار شيك بدون رصيد في القانون المصري
26-5-2021
فلسفة تحريم الغناء
23-12-2016
التربة المناسبة لزراعة الكيوي
2023-11-01
مسؤولية المقيم في أداء الضريبة من غير المقيم
12-4-2016
أدوات الرقابة.
28-4-2016


الحزن‏  
  
2053   11:55 صباحاً   التاريخ: 6-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص214-217.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / رذائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2022 1998
التاريخ: 24-10-2019 3099
التاريخ: 2023-03-12 2929
التاريخ: 6-10-2016 1562

هو التحسر و التألم ، لفقد محبوب ، او فوت مطلوب , و هو أيضا كالاعتراض و الإنكار  مترتب على الكراهة للمقدرات الإلهية.

والفرق : ان الكراهة في الاعتراض أشد من الكراهة في الحزن ، كما ان ضد الكراهة - اعني الحب في ضدهما - بعكس ذلك ، اي ظهوره في السرور الذي ضد الحزن أشد من ظهوره في الرضا الذي هو ضد الاعتراض.

فان الرضا هو منع النفس في الواردات من الجزع مع عدم كراهة و فرح ، و السرور هو منعها فيها عن الجزع مع الابتهاج و الانبساط , فالسرور فوق الرضا في الشرافة ، كما أن الحزن تحت الاعتراض في الخسة و الرذالة ، و سبب الحزن و شدة الرغبة في المشتهيات الطبيعية و الميل إلى مقتضيات قوتي الغضب و الشهوة ، و توقع البقاء للأمور الجسمانية , و علاجه : ان يعلم ان ما في عالم الكون و الفساد من : الحيوان ، و النبات ، و الجماد ، و العروض ، و الأموال ، في معرض الفناء و الزوال ، و ليس فيها ما يقبل البقاء ، و ما يبقى و يدوم هو الأمور العقلية ، و الكمالات النفسية المتعالية عن حيطة الزمان و حوزة المكان و تصرف الاضداد و تطرق الفساد ، و إذا تيقن بذلك زالت عن نفسه الخيالات الفاسدة ، و الاماني الباطلة. فلا يتعلق قلبه بالأسباب الدنيوية ، و يتوجه بشراشره إلى تحصيل الكمالات العقلية ، و السعادات الحقيقية الموجبة للاتصال بالجواهر النورية الباقية ، و المجاورة للانوار القادسة الثابتة ، فيصل إلى مقام البهجة و السرور، و لا تلحقه احزان عالم الزور، كما أشير إليه في الكتاب الإلهي بقوله : {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس : 62] ‏ .

وفي اخبار داود (عليه السلام): «يا داود! ما لاوليائي و الهمّ بالدنيا؟ ان الهم يذهب حلاوة مناجاتي من قلوبهم ، ان محبي من اوليائي ان يكونوا روحانيين لا يغتمون».

والحاصل : ان حب الفانيات و التعلق بما من شأنه‏ الفوات خلاف مقتضى العقل ، و حرام على العاقل أن يفرح بوجود الأمور الفانية ، أو يحزن بزوالها , و لقد قال سيد الأوصياء - عليه آلاف التحية و الثناء- : «ما لعلي و زينة الدنيا، و كيف افرح بلذة تفنى ، و نعيم لا يبقى؟!» بل ينبغي أن يرضى نفسه بالموجود ، و لا يغتم بالمفقود ، و يكون راضيا بما يرد عليه من خير و شر.

وقد ورد في الآثار : «ان اللّه - تعالى- بحكمته و جلاله ، جعل الروح و الفرح في الرضا و اليقين» ، و من رضى بالموجود و لا يحزن بالمفقود، فقد فاز بأمن بلا فزع ، و سرور بلا جزع ، و فرح بلا حسرة ، و يقين بلا حيرة ، و ما لطالب السعادة أن يكون أدون حالا من سائر طبقات الناس ، فان كل حزب بما لديهم فرحون ، كالتاجر بالتجارة ، و الزارع بالزراعة ، بل الشاطر بالشطارة ، و القواد بالقيادة ، مع أن ما هو السبب و الموجب المفرّح في الواقع و نفس الامر ليس إلا لأهل السعادة و الكمال ، و ما لغيرهم محض التوهم و مجرد الخيال. فينبغي لطالب السعادة أن يكون فرحانا بما عنده من الكمالات الحقيقية ، و السعادات الأبدية ، ولا يحزن على فقد الزخارف الدنيوية ، و الحطام الطبيعية ، و يتذكر ما خاطب اللّه به نبيه (صلى الله عليه واله) : { وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه : 131] ‏ .

ومن تصفح فرق الناس ، يجد أن كل فرقة منهم فرحهم بشي‏ء من الأشياء ، و به اهتزازهم و قوامهم و نظام امرهم , فالصبيان فرحهم باللعب‏ و تهيئة أسبابه ، و هو في غاية القبح و الركاكة عند من جاوز مرتبتهم.

والبالغون حد الرجولية ، بعضهم فرحان بالدرهم و الدينار، و بعضهم بالضياع و العقار، و آخر بالاتباع و الأنصار ، و فرقة بالنسوان و الأولاد ، و طائفة بالحرف و الصنايع ، و بعضهم بالحسب و النسب ، و الآخر بالجاه و المنصب ، و بعضهم بالقوة الجسمانية ، و آخر بالجمال الصوري ، و طائفة بالكمالات الدنيوية : كالخط ، و الشعر ، و حسن الصوت ، و الطب ، و العلوم الغريبة ، و غير ذلك ، حتى ينتهي إلى من لا يفرح إلا بالكمالات النفسية و الرياسات المعنوية ، و هم أيضا مختلفون ، فبعضهم غاية فرحه بالعبادة و المناجاة ، و آخر بمعرفة حقائق الأشياء ، حتى يصل إلى من ليس فرحه إلا بالأنس بحضرة الربوبية ، و الاستغراق في لجة أنواره ، و سائر المراتب عنده في‏ء زائل و خيال باطل.

و لا ريب في أن العاقل يعلم أن ما ينبغي أن يفرح و يبتهج به حصول هذه المرتبة ، و سائر الأمور كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء , فلا ينبغي للعاقل أن يحزن بفقدها و يفرح بوجودها. ثم ، من تأمل ، يجد أن الحزن ليس أمرا وجوديا لازما ، بل هو أمر اختياري يحدثه الشخص في نفسه بسوء اختياره , إذ كلما يفقد من شخص و يحزن لأجله ليس موجودا لكثير من الناس  بل ربما لم يملكوه في مدة عمرهم أصلا ، و مع ذلك لا تجدهم محزونين على عدمه ، بل فرحون راضون ، و لو كان الحزن لازما لفقد هذا الامر لكان كل من فقده محزونا ، و ليس كذلك , و أيضا كل حزن يعرض لأجل مصيبته يزول بعد زمان و يتبدل بالسرور، و لو كان الحزن لاجلها أمرا ضروريا لازما لما زال أصلا.

ثم العجب من العاقل أن يحزن من فقد الأمور الدنيوية ، مع أنه يعلم ان الدنيا دار الفناء ، و زخارفها متنقلة بين الناس ، و لا يمكن بقاؤها لأحد ، و جميع الأسباب الدنيوية ودائع اللّه ينتقل إلى الناس على سبيل التبادل و التناوب , و مثلها مثل شمامة تدار في مجلس بين أهله على التناوب ، يتمتع بها في كل لحظة واحد منهم ، ثم يعطيها غيره , فطامع البقاء للحطام الدنيوية كمن طمع في ملكية الشمامة و اختصاصها به ، إذا وصلت إليه نوبة الاستمتاع ، و إذا استردت منه عرض له الحزن و الخجلة , و ما المال و الأهلون الا ودائع ، و لا بد يوما أن ترد الودائع. فلا ينبغي للعاقل أن يغتم و يحزن لأجل رد الوديعة ، كيف و الحزن بردها كفران للنعمة؟ , اذ أقل مراتب الشكر ان ترد الوديعة إلى صاحبها على طيب النفس ، لا سيما اذا استرد الاخس اعني الخبائث الدنيوية ، و بقى الأشرف- اعني النفس و كمالاتها العلمية و العملية- ، فينبغي لكل عاقل الا يعلق قلبه بالأمور الفانية ، حتى لا يحزن بفقدها .

قال سقراط : «إنى لم أحزن قط ، إذ ما أحببت قط شيئا حتى أحزن بفوته ، و من سره الا يرى ما يسوؤه ، فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا» .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.