أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2022
1952
التاريخ: 8-7-2019
2375
التاريخ: 2-7-2019
1606
التاريخ: 24-11-2021
1935
|
هو ناشئ إما من ضعف النفس و صغرها ، أو من الطمع المالي ممن يسامحه ، فيكون من رذائل القوة الغضبية من جانب التفريط ، أو من رذائل القوة الشهوية من جانب الإفراط و هو من المهلكات التي يعم فسادها و ضرها ، و يسرى إلى معظم الناس أثرها و شرها.
كيف و لو طوى بساط الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر اضمحلت الديانة ، و تعطلت النبوة وعمت الفترة ، و فشت الضلالة ، و شاعت الجهالة ، و ضاعت أحكام الدين ، و اندرست آثار شريعة رب العالمين ، و هلك العباد ، و خرجت البلاد.
ولذا ترى و تسمع أن في كل عصر نهض بإقامة هذه السنة بعض المؤيدين ، من غير أن تأخذهم في اللّه لومة لائمين ، من أقوياء العلماء المتكفلين لعلمها و إلقائها ، و من سعداء الأمراء الساعين في إجرائها و إمضائها ، رغب الناس إلى ضروب الطاعات و الخيرات ، و فتحت عليهم بركات الأرض و السماوات ، و في كل قرن لم يقم بإحيائها عالم عامل و لا سلطان عادل استشرى الفساد ، و اتسع الخرق و خرجت البلاد ، و استرسل الناس في اتباع الشهوات و الهوى ، و انمحت أعلام الهداية و التقوى.
ولذا ترى في عصرنا - لما اندرس من هذا القطب الأعظم عمله و علمه و انمحت بالكلية حقيقته و اسمه ، و عز على بسيط الأرض دين يحرس الشريعة و استولت على القلوب مداهنة الخليقة أن الناس في بيداء الضلالة حيارى وفي أيدي جنود الأبالسة أسارى ، و لم يبق من الإسلام إلا اسمه و من الشرع إلا رسمه.
ولأجل ذلك ورد الذم الشديد في الآيات و الأخبار على ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و المداهنة فيهما ، قال اللّه سبحانه : {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة : 63].
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «ما من قوم عملوا بالمعاصي ، و فيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعل ، إلا يوشك أن يعمهم اللّه بعذاب من عنده».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «إن اللّه تعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له» ، فقيل له : و ما المؤمن الذي لا دين له؟ , قال : «الذي لا ينهى عن المنكر», و قيل له (صلى اللّه عليه و آله) : «أتهلك القرية و فيها الصالحون؟ , قال: نعم! قيل : بم يا رسول اللّه؟ , قال : بتهاونهم و سكوتهم عن معاصي اللّه».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم» .
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «إن اللّه تعالى ليسأل العبد : ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكر؟».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «ان اللّه لا يعذب الخاصة بذنوب العامة ، حتى يظهر المنكر بين أظهرهم ، وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه».
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه : «إنما هلك من كان قبلكم ، حيث عملوا بالمعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن ذلك ، و أنهم لما تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات ، فأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر».
وقال (عليه السلام) : «من ترك إنكار المنكر بقلبه و يده و لسانه ، فهو ميت بين الأحياء».
وقال (عليه السلام) «أمرنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة».
وقال (عليه السلام) «إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ، ثم بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا و لم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه أسفله».
وقال الباقر (عليه السلام) : «أوحى اللّه عز و جل إلى شعيب النبي (عليه السلام) : إني معذب من قومك مائة ألف : أربعين ألفا من شرارهم ، و ستين ألفا من خيارهم , فقال (عليه السلام): يا رب ، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ , فأوحى اللّه عز و جل إليه : داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي».
وقال الصادق (عليه السلام) : «ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متعتع».
وقال (عليه السلام) : «ويل لقوم لا يدينون اللّه بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر».
وقال (عليه السلام) : «إن اللّه تعالى بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلبها على أهلها ، فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو اللّه و يتضرع إليه ، فقال أحد الملكين لصاحبه : أما ترى هذا الداعي؟ , فقال : قد رأيته ، و لكن أمضى ما أمر به ربي , فقال : لا ، و لكن لا أحدث شيئا حتى أراجع ربي , فعاد إلى اللّه تبارك و تعالى ، فقال : يا رب إني انتهيت إلى المدينة ، فوجدت عبدك فلانا يدعوك و يتضرع إليك , فقال : امض ما أمرتك به ، فإن ذا رجل لم يتمعر وجهه غيظا لي قط».
وقال (عليه السلام) لقوم من أصحابه : حق لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم و كيف لا يحق لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ولا تهجرونه ولا تؤذونه حتى يتركه».
وقال (عليه السلام) : «لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم , إلى أن قال : ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به الأذى ، أن تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه ، و تقولوا له قولا بليغا!» ، قيل له : إذن لا يقبلون منا ، قال : «اهجروهم و اجتنبوا مجالستهم».
وفي بعض الأخبار النبوية : «إن أمتي إذا تهاونوا في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليأذنوا بحرب من اللّه».
وقد وردت أخبار بالمنع عن حضور مجالس المنكر إذا لم يمكنه دفعه و النهي عنه ، و لو حضر نزلت عليه اللعنة.
وعلى هذا لا يجوز دخول بيت الظلمة و الفسقة ، و لا حضور المشاهد التي يشاهد فيها المنكر ولا يقدر على تغييره ، إذ لا يجوز مشاهدة المنكر من غير حاجة ، اعتذارا بأنه عاجز.
ولهذا اختار جماعة من السلف العزلة ، حذرا من مشاهدة المنكر في الأسواق و المجامع و الأعياد ، مع عجزهم عن التغيير.
ثم إذا كان الأمر في المداهنة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بهذه المثابة ، فيعلم أن الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف كيف حاله.
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «كيف بكم إذا فسدت نساؤكم و فسق شبابكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر؟» , فقيل له (صلى اللّه عليه و آله) : و يكون ذلك يا رسول اللّه؟! , قال : «نعم! كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف؟!» ، فقيل له يا رسول اللّه ويكون ذلك؟! , قال : «نعم! و شر من ذلك! كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا؟!» ، و في رواية : «و عند ذلك يبتلى الناس بفتنة ، يصير الحليم فيها حيران» .
ومن تأمل في الأخبار و الآثار، و اطلع على التواريخ و السير و قصص الأمم السالفة و القرون الماضية ، و ما حدثت لهم من العقوبات ، و ضم ذلك إلى التجربة و المشاهدة في عصره ، من ابتلاء الناس ببعض البلايا السماوية و الأرضية ، يعلم أن كل عقوبة سماوية وأرضية ، من الطاعون و الوباء ، و القحط و الغلاء ، و حبس المياه و الأمطار، و تسلط الظالمين و الأشرار ووقوع القتل و الغارات ، و حدوث الصواعق و الزلازل ، و أمثال ذلك ، تكون مسبوقة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|