أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2016
1123
التاريخ: 30-9-2016
1847
التاريخ: 30-9-2016
1386
التاريخ: 30-9-2016
1353
|
العجب هو إعظام النعمة و الركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم فان كان خائفا على زوالها مشفقا على تكدّرها أو يكون فرحه بها من حيث إنّه من اللّه من دون إضافتها إلى نفسه فليس بمعجب ، فان أضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه ان له عند اللّه حقّا و أنّه منه بمكان و يستبعد أن يجري عليه مكروه سمي إدلالا بالعمل ، فكأنه يرى لنفسه على اللّه دالة ، و كذلك قد يعطي غيره شيئا فيستعظمه و يمنّ عليه، فيكون معجبا فان استخدمه أو اقترح عليه الاقتراحات أو استبعد تخلّفه عن قضاء حقوقه كان مدلا عليه قال اللّه تعالى في معرض الانكار : {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ } [التوبة : 25] , و قال عزّ و جلّ : {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا } [الحشر: 2] , و قال تعالى : {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104] , و هذا أيضا يرجع إلى العجب بالعمل ، و قد يعجب الانسان بعمل هو مخطىء فيه كما يعجب بعمل هو مصيب فيه قال اللّه تعالى : {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } [فاطر: 8] , و قال النبي (صلى الله عليه واله): «ثلاث مهلكات : شحّ مطاع وهوى متّبع ، و اعجاب المرء بنفسه» (1) , و قال (صلى الله عليه واله): «إذا رأيت شحا مطاعا و هوى متبعا و إعجاب كلّ ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك»(2) , و قال (صلى الله عليه واله): «لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب»(3).
وقال الصّادق (عليه السلام): «إنّ اللّه تعالى علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب و لو لا ذلك ما ابتلى مؤمنا بذنب أبدا»(4) , و قال « ان الرجل ليذنب الذّنب فيندم عليه و يعمل العمل فيسرّه ذلك فيتراخى عن حاله تلك فلان يكون على حاله تلك خير له ممّا دخل فيه»(5) , و عنه (عليه السلام) قال : «اتى عالم عابدا فقال له : كيف صلاتك؟ , فقال : مثلي يسأل عن صلاته و أنا أعبد اللّه منذ كذا و كذا قال : و كيف بكاؤك؟ , قال : أبكي حتّى تجري دموعي فقال العالم إن ضحكك و أنت خائف أفضل من بكائك و أنت مدلّ إن المدلّ لا يصعد من عمله شيء»(6).
وعن الباقر (عليه السلام) قال : دخل رجلان المسجد أحدهما عابد و الاخر فاسق فخرجا من المسجد و الفاسق صديق و العابد فاسق ، و ذلك إنّه دخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدلّ بها فتكون فكرته في ذلك ، وتكون فكرة الفاسق في النّدم على فسقه و يستغفر اللّه ممّا صنع من الذّنب»(7) , و قال النبي (صلى الله عليه واله): قال موسى لابليس : «أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه فقال : إذا أعجبته نفسه ، و استكثر عمله ، و صغر في عينه ذنبه» (8) , و قال (صلى الله عليه واله): «قال اللّه تعالى لداود : «بشّر المذنبين و أنذر الصّديقين» قال داود : كيف ابشر المذنبين و انذر الصدّقين؟ , قال : يا داود بشر المذنبين أني أقبل التوبة و أعفو عن الذنب ، و أنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم ، فانّه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك» .
وعن الكاظم (عليه السلام) أنّه سئل عن العجب الذي يفسد العمل ، قال (عليه السلام): «العجب درجات منها أن يزيّن للعبد سوء عمله فرآه حسنا فيعجبه فيحسب أنه يحسن صنعا و منها أن يؤمن العبد بربه فيمنّ على اللّه و للّه عليه فيه المن»(9).
وفي مصباح الشريعة قال الصّادق (عليه السلام): «العجب كل العجب ممن يعجب بعمله و هو لا يدري بم يختم له فمن أعجب بنفسه و فعله فقد ضلّ عن نهج الرّشاد و ادعى ما ليس له ، و المدعي من غير حق كاذب و إن خفى دعواه و طال دهره فانه أوّل ما يفعل بالمعجب نزع ما اعجب به ليعلم أنه عاجز فقير و يشهد على نفسه لتكون الحجّة عليه أوكد كما فعل ابليس و العجب نبات حبّها الكفر و أرضها النفاق و ماؤها البغي و أغصانها الجهل و ورقها الضّلالة و ثمرها اللعنة و الخلود في النار ، فمن اختار العجب فقد بذر الكفر و زرع النّفاق و لا بدّ من أن يثمر و يصير الى النار» (10).
_________________
1- العوالي : ج 1 , ص 273 , و احياء علوم الدين : ج 3 , ص 344.
2- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 344
3- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 345.
4- الكافي : ج 2 , ص 313 , و الاختصاص : ص 242.
5- الكافي : ج 2 , ص 313.
6- الكافي : ج 2 , ص 313.
7- الكافي : ج 2 , ص 414.
8- الكافي : ج 2 , ص 314.
9- الكافي : ج 2 , ص 314.
10- الكافي : ج 2 , ص 313.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|