أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
1836
التاريخ: 29-9-2016
1098
التاريخ: 2023-02-21
1127
التاريخ: 29-9-2016
1498
|
الغيبة لا تنحصر باللسان ، بل كل ما يفهم نقصان الغير، و يعرف ما يكرهه فهو غيبة ، سواء كان بالقول أو الفعل ، أو التصريح أو التعريض أو بالإشارة و الإيماء ، أو بالغمز و الرمز، أو بالكتابة و الحركة ، و لا ريب في أن الذكر باللسان غيبة محرمة.
لتفهيمه الغير نقصان أخيك و تعريفه بما يكرهه ، لا لكون المفهم والمعرف لسانا ، فكل ما كان مفهما ومعرفا فهو مثله.
فالغيبة تتحقق بإظهار النقص بالفعل و المحاكاة ، كمشية الأعرج ، بل هو أشد من الغيبة باللسان لأنه أعظم في التصوير و التفهيم منه ، و بالإيماء و الإشارة ، وقد روي : «أنه دخلت امرأة على عائشة ، فلما ولت ، أومأت بيدها أنها قصيرة , فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قد اغتبتها».
وبالكتابة ، إذ القلم أحد اللسانين ، وبالتعريض ، كأن يقول : الحمد للّه الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة ، و التبذل في طلب الجاه و المال ، أو يقول : «نعوذ باللّه من قلة الحياء ، ونسأله أن يعصمنا منه ، معرضا في كل ذلك بمن ارتكب ذلك ، فيذكره بصيغة الدعاء ، وربما قدم مدح من يريد غيبته ، ثم اتبعه بإظهار عيبه ، كأن يقول : لقد كان فلان حسن الحال ، ولكنه ابتلى بما ابتلى به كلنا من سوء الحال ، و هو جمع بين الرياء و الغيبة ، و مدح نفسه بالتشبه بالصلحاء في ذم أنفسهم.
ومن المغتابين المنافقين من يظهر في مقام غيبة مسلم الاغتمام و الحزن من سوء حاله ، كأن يقول : لقد ساءني ما جرى على صديقنا فلان من الاهانة و الاستخفاف ، أو ارتكابه معصية كذا فنسأل اللّه أن يجعله مكرما أو يصلح حاله، أو يقول: قد ابتلى ذلك المسكين بآفة عظيمة ، تاب اللّه علينا و عليه.
و هو كاذب في ادعائه الحزن و الكآبة ، و في إظهار الدعاء ، إذ لو اغتم لأغتم بإظهار ما يكرهه أيضا ، و لو قصد الدعاء لأخفاه في خلواته ، فاظهار الحزن و الدعاء ناش عن خبث سريرته ، و هو يظن أنه ناش عن صفاء طويته ، هكذا يلعب الشيطان بمن ليس له قوة البصيرة بمكائد اللعين و تلبيساته ، فيسخر بهم و يضحك عليهم ، ويحبط أعمالهم بمكائده ، وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
وربما ذكر بعض المغتابين عيب مسلم و لم يتنبه له بعض الحاضرين ، فيقول اسماعا له و اعلاما لما يقوله : «سبحان اللّه ما أعجب هذه!» حتى يتوجه إليه و يعلم ما يريد ، فيستعمل اسم اللّه آلة لتحقيق خبثه.
ثم المستمع للغيبة أحد المغتابين ، كما ورد به الخبر , و قد دل ذلك أيضا ما تقدم من حديث الشيخين ، و ما روي : «أنه (صلى اللّه عليه و آله) لما رجم ما عزا في الزنا ، قال رجل لآخر: هذا أقعص كما يقعص الكلب.
فمر النبي (صلى اللّه عليه و آله) معهما بجيفة ، فقال : انهشا من هذه الجيفة ، فقالا : يا رسول اللّه ننهش جيفة! فقال : ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه». فجمع بينهما ، مع ان أحدهما كان قائلا و الآخر مستمعا.
وهو إما لا يسر باستماعها ، إلا أنه لا ينكرها باللسان و لا يكرهها بالقلب ، أو يسر و يفرح باستماعها ، إلا أن النفاق و التزهد حملاه على عدم التصديق ، و ربما منع منها رياء و تزهدا مع كونه مشتهيا لها بقلبه ، و ربما توصل بالحيل المرغبة للمغتاب في زيادة الغيبة.
مع التباس الأمر عليه بأنه يشتهيها ، مثل أن يظهر التعجب و يقول : عجبت منه ما علمت أنه كذلك و ما عرفته إلى الآن إلا بالخير، و كنت أحسب فيه غير هذا عافانا اللّه من بلائه.
فان ذلك تصديق للمغتاب ، و باعث لزيادة نشاطه في الغيبة ، فكأنه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق.
والحاصل أن المستمع لا يخرج عن اثم الغيبة إلا بأن ينكر بلسانه ، أو يقطع الكلام بكلام آخر أو يقوم من المجلس ، و إن لم يقدر على شيء من ذلك ، فلينكر بقلبه ، و إن قال بلسانه : اسكت وهو يشتهيه بقلبه فذلك نفاق ، و لا يخرجه من الإثم ما لم يكرهه بقلبه , و مع عدم الخوف لا يكفي أن يشير باليد أو حاجبه أو جبينه ، أي اسكت ، إذ ذلك استحقار للمذكور، مع أنه ينبغي أن يعظمه فيذب عنه صريحا.
قال النبي (صلى اللّه عليه و آله): «من أذل عنده مؤمن و هو يقدر على أن ينتصر له فلم ينصره أذله اللّه يوم القيامة على رءوس الخلائق».
وقال «من رد عن عرض أخيه بالغيب ، كان حقا على اللّه ان يرد عن عرضه يوم القيامة».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من ذب عن عرض أخيه بالغيب ، كان حقا على اللّه أن يعتقه من النار».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من رد عن عرض أخيه ، كان له حجابا من النار».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «ما من رجل ذكر عنده اخوه المسلم ، و هو يستطيع نصره و لم بكلمة و لم ينصره ، إلا أذله اللّه عز و جل في الدنيا و الآخرة , و من ذكر عنده اخوه المسلم فنصره ، نصره اللّه في الدنيا والآخرة» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من حمى عرض أخيه المسلم في الدنيا ، بعث اللّه له ملكا يحميه يوم القيامة من النار», وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «من تطول على أخيه في غيبته ، سمعها عنه في مجلس فردها ، رد اللّه عنه الف الف باب من الشر في الدنيا و الآخرة و ان لم يردها و هو قادر على ردها ، كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة» , وقال الباقر (عليه السلام) «من اغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره و اعانه نصره اللّه في الدنيا و الآخرة ، و من لم ينصره و لم يدفع عنه و هو يقدر على نصرته و عونه ، إلا خفضه اللّه في الدنيا و الآخرة».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|