أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
1927
التاريخ: 29-9-2016
2264
التاريخ: 2024-01-25
1028
التاريخ: 25/12/2022
2125
|
هو أن يقدر و يعتقد بقاءه إلى مدة متمادية ، مع رغبته في جميع توابع البقاء : من المال و الأهل والدار و غير ذلك ، و هو من رذائل قوتي العاقلة و الشهوة ، إذ الاعتقاد المذكور راجع إلى الجهل المتعلق بالعاقلة ، و حبه لجميع توابع البقاء و ميله إليه من شعب حب الدنيا.
و جهله راجع إلى تعويله! إما على شبابه ، فيستبعد قرب الموت مع الشباب ، ولا يتفكر المسكين في ان مشايخ بلده لو عدوا لكانوا أقل من عشر عشير أهل البلد ، وانما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر، و إلى أن يموت شيخ يموت الف صبي و شاب أو على صحته و قوته ، و يستبعد مجيء الموت فجأة ، و لا يتأمل في أن ذلك غير بعيد ، ولو سلم بعده فالمرض فجأة غير بعيد ، إذ كل مرض انما يقع فجأة ، و إذا مرض لم يكن الموت بعيدا.
ولو تفكر هذا الغافل ، و علم أن الموت ليس له وقت مخصوص ، من شباب و شيب و كهولة ومن شتاء و خريف و صيف و ربيع ، و ليل و نهار، و حضر و سفر، لكان دائما مستشعرا غير غافل عنه ، و عظم اشتغاله بالاستعداد له ، لكن الجهل بهذه الأمور و حب الدنيا بعثاه على الغفلة و طول الأمل ، فهو ابدا يظن أن الموت بين يديه ، و لا يقدر نزوله و وقوعه فيه.
و يشيع الجنائز و لا يقدر ان تشيع جنازته ، لأن هذا قد تكرر عليه ، و الفه بتكرر مشاهدة موت غيره.
وأما موت نفسه ، فلم يألفه و لا يتصور ان يألفه ، لأنه لم يقع ، و إذا وقع لا يقع دفعة أخرى بعده ، فهو الأول و هو الآخر! و اما حبه لتوابع البقاء! من المال و الدار و المراكب و الضياع والعقار، فراجع إلى الانس بها و الالتذاذ بها في مدة مديدة ، فيثقل على قلبه مفارقتها ، فيمنع قلبه عن التفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها ، اذ كل من كره شيئا يدفعه عن نفسه.
والإنسان لما كان مشغوفا بالاماني الباطلة ، و بالدنيا و شهواتها و لذاتها و علائقها ، فتتمنى نفسه أبدا ما يوافق مراده ، و مراده البقاء في الدنيا ، فلا يزال يتوهمه و يقرره في نفسه ، و يقدر توابع البقاء من أسباب الدنيا ، فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه ، فيلهو عن ذكر الموت و لا يقدر قربه ، فان خطر له في بعض الاحيان امر الموت و الحاجة إلى الاستعداد له ، سوّف و وعد نفسه إلى ان يكبر فيتوب.
وإذا كبر اخر التوبة إلى ان يصير شيخا ، و إذا صار شيخا يؤخرها إلى أن يفرغ من عمارة هذه الضيعة او يرجع من سفر كذا او يفرغ من تدبير هذا الولد و جهازه و تدبير مسكن له ، و لا يزال يسوف و يؤخر إلى ان يخطفه الموت في وقت لا يحتسبه ، فتعظم عند ذلك بليته و تطول حسرته ، و قد ورد ان أكثر أهل النار صياحهم من سوف ، يقولون و احزناه من سوف والمسوف المسكين لا يدري ان الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا ، وانما يزداد بطول المدة قوة و رسوخا ، إذ الخائض في الدنيا لا يتصور له الفراغ منها قط ، اذ ما قضى من أخذ منها لبانته ، وانما فرغ منها من اطرحها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|