أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2016
1458
التاريخ: 5-6-2016
1819
التاريخ: 15-7-2016
1615
التاريخ: 17-4-2016
1900
|
العلماء المحدثون الذي منعوا تفسير آيات القرآن الكريم تفسيراً علمياً ، لم يخرجوا عما قاله الإمام الشاطبي ، ومن هؤلاء الشيخ أمين الخولي زوج الدكتورة بنت الشاطبي وقد نقله عنه وارتضاه الشيخ محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون ، أما أبرز أولئك المانعين فهو الشيخ محمود شلتوت ، شيخ الأزهر الأسبق ، وهو إمام ذو عقلية فذة يقول الشيخ :
وأما الناحية الثانية : فإن طائفة أخرى هي طائفة المثقفين الذي أخذوا بواف من العلم الحديث وتلقنوا أو تلقفوا شيئا من النظريات العلمية والفلسفية وغيرها أخذوا يستندون الى ثقافتهم الحديثة ، ويفسرون آيات القرآن على مقتضاها .
نظروا في القرآن فوجدوا الله سبحانه وتعالى يقول {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38] فتأولوها على نحو زين لهم أن يفتحوا في القرآن فتحاً جديداً ، ففسروه على أساس من النظريات العلمية المستحدثة ، وطبقوا آياته على ما وقعوا علهي من قواعد العلوم الكونية وظنوا أنهم بذلك يخدمون القرآن ، ويرفعون من شأن الإسلام ، ويدعون له أبلغ دعاية في الأوساط العلمية والثقافية .
نظروا في القرآن على هذا الاساس ، فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن ، وأفضى بهم الى صور من التفكير لا يريدها القرآن ، ولا تتفق مع الغرض الذي من اجله أنزله الله ، فإذا مرت آية فيها ذكر للمطر ، أو وصف للسحاب ، أو حديث عن الرعد أو البرق ، تهللوا واستبشروا وقالوا : هذا هو القرآن يتحدث الى العلماء الكونيين ويصف لهم أحدث النظريات العلمية عن المطر والسحاب وكيف ينشأ وكيف تسوقه الرياح وإذا رأوا القرآن يذكر الجبال أو يتحدث عن النبات والحيوان واما خلق الله من شيء قالوا : هذا حديث القرآن عن علوم الطبيعة واسرار الطبيعة ، وإذا رأوه يتحدث عن الشمس والقمر والكواكب والنجوم قالوا : هذا يتحدث عن الشمس والقمر والكواكب والنجوم ، قالوا ، هذا حديث يثبت لعلماء الهيئة والفلكيين أن القرآن كتاب علمي دقيق ! .
ومن عجيب ما رأينا من هذا النوع أن يفسر بعض الناظرين في القرآن قوله تعالى : {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان : 10، 11] بما ظهر في هذا العصر من الغازات السامة ، والغازات الخانقة التي انتجها العقل البشري بعيداً عن قوله تعالى : {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان : 12] {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ } [الدخان : 13، 14].
ويعرض الشيخ الآيات التي فسرت ببعض النظريات العلمية ، ثم يقول إن هؤلاء في عصرنا الحديث لمن بقايا قوم سالفين فكروا مثل هذا التفكير ولكن على حسب ما كانت توحي به إليهم أحوال زمانهم ، فحاولوا أن يخضعوا القرآن لما كان عندهم من نظريات علمية أو فلسفية أو سياسية .
ولسنا نستبعد – إذا راجت عند الناس في يوم ما نظرية – داروين مثلا – أن يأتي إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول : إن نظرية داروين قد قال بها القرآن منذ مئات السنين ! (1) .
__________________________
1- رحم الله الشيخ فقد جاء من فسر بعض آيات القرآن بنظرية دارون ، وهو الدكتور مصطفى محمود . فيقول في كتابه محاولة لفهم عصري إن دارون قد أحسن ووفق فيما توصل إليه من اكتشاف وشائج القربى بين المخلوقات جميعها ، فها هي ذي نفس عضلات الأذن التي كانت تحرك آذان (أجداده) الحمير ، وقد تليفت وضمرت حينما لم تعد لها وظيفة ص 44 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|