أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-09-2014
4891
التاريخ: 19-09-2014
2053
التاريخ: 19-09-2014
2066
التاريخ: 2-12-2015
4007
|
وأمّا الاقتضاب فهو قطع الكلام واستئناف كلام آخر غيره بلا علاقة بينه وبينه .
لكن منه ما يقرب مِن التخلّص ، ويُسمّى ( فصل الخطاب ) .
والذي أجمع عليه المحقّقون مِن علماء البيان هو قوله ( أمّا بعد ) كما هو المتعارف ، يفتتح الكلام في كل أمر ذي بال بذكر الله وتحميده والصلاة على نبيّه وآله ، فإذا أراد الخروج إلى الغرض المسوق له الكلام فصله بقوله : ( أمّا بعد ) .
ومن الفصل الذي هو أحسن من الوصل لفظة ( هذا ) تُجعل خاتمة الكلام السابق وفاتحة الكلام اللاحق ، وهي العلاقة الوكيدة بين الكلامين ، وقد استعملها القرآن على ألطف وجه ، كقوله تعالى :
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ * هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ * هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} [ص : 45 - 55].
أَلا ترى إلى ما ذُكر قبل ( هذا ) ؟ ذُكر مَن ذُكر مِن الأنبياء ( عليهم السلام ) وأراد أن يذكر على عقبه باباً آخر غيره ، وهو ذكر الجنّة وأهلها ، فقال : ( هذَا ذِكْرٌ ) ، ثمّ قال : ( وَإِنّ لِلْمُتّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ) ، ثمّ لمّا أتمّ ذِكر أهل الجنّة وأراد أن يعقّبه بذكر أهل النار قال : ( هذَا وَإِنّ لِلطّاغِينَ لَشَرّ مَآبٍ ) ، وذلك مِن ( فصل الخطاب ) الذي هو ألطف موقعاً من التخلّص (1) .
______________________
1. المَثل السائر : ج3 ص139 ـ 140 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|