المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

الحث على الزواج
24-7-2016
الدعاء في النسيان ـ بحث روائي
17-10-2016
Recurrence Plot
2-10-2021
هيئة الأمر موضوعة للبعث والإغراء
9-8-2016
المناطق الاحيائية Biomes
20-8-2021
نزلَ القرآن بإيّاك أعْني واسمعي يا جارة
9-10-2014


ما ينبغي للمؤمن في الطهارة  
  
1453   11:07 صباحاً   التاريخ: 22-9-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص313-316.
القسم : الاخلاق و الادعية / آداب / آداب الصلاة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016 1019
التاريخ: 2024-03-18 569
التاريخ: 22-6-2017 1051
التاريخ: 22-9-2016 1002

ينبغي لكل مؤمن أن يستحضر عند اشتغاله بالطهارة عن الحدث : أن تكليفه بها للدخول في العبادات و المناجاة مع خالق البريات إنما هو لكون اعضائه التي أمر بغسلها مباشرة للأمور الدنيوية ، منهمكة في الكدورات الطبيعية ، فخرجت عن أهلية القيام بين يدي اللّه - سبحانه - ، و الاشتغال بعبادته .

فالأمر بغسلها ، لتتطهر عن هذه الكدورات ، فيتأهل للمناجاة .

ولا ريب في ان مجرد غسلها لا يطهرها عن الادناس الدنيوية و الكدورات الجسمانية ، ما لم يطهر قلبه عن الأخلاق الذميمة ، و العلائق الدنيوية ، و ما لم يعزم على الرجوع إلى اللّه ، و الانقطاع عن الدنيا و شهواتها .

فينبغي أن يكون قلبه عند الطهارة مطهرا عن ذمائم الصفات و خبائث الشهوات ، جازما على فطام الأعضاء التي هي اتباعه و خدامه عن شهوات الدنيا ، لتسري نوريته و طهارته إلى تلك الأعضاء ، ثم أمر في الوضوء أولا : بغسل الوجه ، الذي هو مجمع أكثر الحواس الظاهرة  التي هي أعظم الأسباب الباعثة على مطالب الدنيا ، ليتوجه و يقبل بوجه القلب على اللّه ، و هو خال من تلك الادناس ، وثانيا : بغسل اليدين ، لمباشرتهما أكثر الأمور الدنيوية والمشتهيات الطبيعية المانعة من الإقبال على الآخرة ، و ثالثا : بمسح الرجلين ، للتوصل بهما إلى أكثر المطالب الدنيوية و المقاصد الطبيعية .

فأمر بتطهير جميعها ليسوغ له الدخول بها في العبادات و الإقبال عليها .

وأمر في الغسل بغسل جميع البشرة ، لأن أدنى حالات الإنسان و أشدها تعلقا بالملكات الشهوية حالة الوقاع ، و لجميع بدنه مدخل في تلك الحالة .

ولهذا قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «تحت كل شعرة جنابة» , فحيث كان جميع بدنه بعيدا عن المرتبة العلية ، منغمسا في اللذات الدنية ، كان غسله أجمع من أهم المطالب الشرعية  ليتأهل لمقابلة الجهة الشريفة ، و الدخول في العبادة المنيفة.

وأمر في التيمم بمسح الأعضاء بالتراب ، عند تعذر غسلها بالماء ، وضعا لتلك الأعضاء الرئيسة ، و هضما لها بملاقاتها أثر التربة الخسيسة .

ثم لما كان القلب هو الرئيس الأعظم لهذه الجوارح و الأعضاء ، و المستخدم لها في تلك الأمور المبعدة عن جنابه - تعالى-، و هو الموضع لنظر اللّه- سبحانه- ، كما قال (صلى الله عليه واله): «إن اللّه لا ينظر إلى صوركم ، و لكن ينظر إلى قلوبكم» ، فله من ذلك الحظ الا وفر و النصيب الاكمل .

فيكون الاشتغال بتطهيره من الرذائل و التوجهات المانعة من درك الفضائل أولى من تطهير الأعضاء الظاهرة عند اللبيب العاقل .

وإذا لم يمكن تطهيره من الأخلاق الرذيلة ، و تحليته بالأوصاف الجميلة ، لرسوخه على حب الدنيا الدنية ، فليقمه في مقام الهضم و الازراء ، و يسقه بسياط الذل و الاغضاء .

كما أنه عند تعذر غسل الأعضاء بالماء يهضمها و يذللها بالوضع على التراب ، عسى أن يرحم ربه تواضعه و انكساره ، فيهبه نفحة من نفحات نوره اللامع ، فانه عند المنكسرة قلوبهم ، كما ورد في الأثر، فترق من هذه الإشارات و نحوها إلى ما يوجب لك الإقبال ، و يتدارك سالف الإهمال.

ثم ما ذكر من السر في الطهارة ، يمكن استنباطه - مع الزيادة - من كلام مولانا الصادق (عليه السلام) في (مصباح الشريعة)، حيث قال : «اذا أردت‏ الطهارة و الوضوء ، فتقدم إلى الماء تقدمك إلى رحمة اللّه ، فان اللّه- تعالى- قد جعل الماء مفتاح قربته و مناجاته ، و دليلا إلى بساط خدمته ، و كما ان رحمة اللّه تطهر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لا غيره  قال اللّه - تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان : 48].

وقال اللّه - تعالى - : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } [الأنبياء : 30]‏ .

فكما احيى به كل شي‏ء من نعيم الدنيا، كذلك برحمته و فضله جعل حياة القلوب بالطاعات  وتفكر في صفاء الماء و رقته ، و طهره و بركته ، و لطيف امتزاجه بكل شي‏ء , و استعمله في تطهير الأعضاء التي أمرك اللّه بتطهيرها ، و تعبدك بآدابها في فرائضه و سننه , فان تحت كل واحد منها فوائد كثيرة ، فإذا استعملتها بالحرمة انفجرت لك عيون فوائد عن قريب.

ثم عاشر خلق اللّه - تعالى- كامتزاج الماء بالأشياء ، يؤدي كل شي‏ء حقه ، ولا يتغير عن معناه  معتبرا لقول الرسول (صلى الله عليه واله) : (مثل المؤمن الخالص كمثل الماء).

ولتكن صفوتك مع اللّه - تعالى - في جميع طاعتك كصفوة الماء حين انزله من السماء و سماه طهورا ، و طهر قلبك بالتقوى و اليقين عند طهارة جوارحك بالماء» .

ومن الاسرار الواردة في الطهارة و تخصيص بعض الأعضاء بالتطهير في الوضوء ، ما أشار إليه مولانا الرضا (عليه السلام) بقوله : «إنما امر بالوضوء ليكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار عند مناجاته إياه، مطيعا له فيما امره ، نقيا من الادناس و النجاسة ، مع ما فيه من ذهاب الكسل ، و طرد النعاس ، و تزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار , و إنما وجب ذلك على الوجه و اليدين و الرأس و الرجلين ، لان العبد إذا قام بين يدي الجبار، فانما ينكشف من جوارحه و يظهر ما يجب فيه الوضوء ، و ذلك انه بوجهه يسجد و يخضع ، وبيده يسأل و يرغب و يرهب ويتبتل ، وبرأسه يستقبل في ركوعه و سجوده , و برجليه يقوم و يقعد , وامر بالغسل من الجنابة دون الخلاء ، لان الجنابة من نفس الإنسان ، وهو شي‏ء يخرج من جميع جسده ، و الخلاء ليس هو من نفس الإنسان ، إنما هو غذاء يدخل من باب و يخرج من باب».




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.