أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
1723
التاريخ: 12-9-2016
2320
التاريخ: 2023-06-01
1142
التاريخ: 17-12-2020
3735
|
يلاحظ فيما يتعلق بنظام الحكم في هذا العصر ، استمرار صفة التأليه للملوك التي كانت سائدة اثناء مرحلة الدولة الاكدية . فبالنسبة للملك جوديا ، فربما يكون قد اله (1) خلال حياته ولكنه ليس هناك شك في انه كان يعبد بعد موته بوقت قصير ، وأقيمت أوقاف منتظمة لتقديم القرابين لتمثاله ، وتوجد لوحات حسابية تؤيد ذلك (2). وقد أطلق جوديا على نفسه ابن الالهات " نن سون " Ninsun (الام المقدسة لشولجى) و (نانشى) Nanshe (الهة الحكمة والعلم) أو " بابا " (3) وهذه ثلاثة الهات تشابهت في أصولها ولكنها اختلفت على مدى الزمن للدرجة التي لم يستطيع جوديا ان يستخدم أسماءها كمرادفات . كما ذكر انه ابن الالهة جاتومدوج Gatumdug (الام المقدسة لجوديا) الذي خاطبها قائلا : (ليس لي ام انت امى ، ليس لي اب أنت ابى) (4) .
ويتضح من دراسة النصوص والاثار المنتمية الى تلك المرحلة ، ان الملك شولجى أمر كما فعل نرامسن من قبل أن تقدم له فروض التمجيد الالهي ، فبنيت له المعابد ، وقدمت العطايا لتمثاله ، وكان احد الشهور في بعض التقاويم المحلية ، يسمى " شهر عيد شولجى " ، كما تقدم القرابين أمام التماثيل ، وكان الناس يقسمون بالالهة والحاكم منذ أيام أور. وقد ألفت الاناشيد في تمجيده .
" ... أنا ملك الاحياء الاربعة (العالم) ....
واله كل البلاد،
والابن المولود نن سون .
....
أنا الذي باركني انليل ،
....
ومنحني انكى الحكمة (5) .... " .
ولقد استعمل اسم شولجى كجزء من اسماء رعاياه ، مثل شولجى ايلى " شولجى الهي "، وشولوجى بانى " شولجى خالقى " ، وشولجى أبى " شولجى والدى " . ولم يقتصر الامر على تأليه شولجى بل تعداه الى حكامه . ويوجد لدينا نموذج لاحد الحكام ، (انسى) الذي كان يعتبر مؤلها (6) . وعندما خلف شولجى ابنه امرسن ، قبل العطايا في المعابد المكرسة له كما فعل أبوه وقد ظل هذا الملك في عداد مجمع الآلهة ، كما عاد ظهوره في القرن السابع في موكب اله اور (7) .
ومن الادلة التي تعزز الوهية الملك جيميل سن ،احد ملوك اسرة اور الثالثة ، نشير الى النص الذي وجد منقوشا على احجار معبد في تل آسر (عاصمة اشنونا) " .... الى جيميل سن المقدس ، المذكر باسم آنو وحبيب أنليل ، والملك الذي فكر فيه انليل في قلبه المقدس من اجل رعاية البلاد والاحياء الاربعة ، الملك القدير ، ملك اور ، ملك الاحياء الاربعة الهة ، اتوريا Ituria (ايشاكو اشنونا) خادمة بنى معبده .... " (8) .
ويستدل من النص على ان جيميل سن كان يسمى اله اتوريا (ايشاكو اشنونا) وأن هذا البناء الذي يوجد فيه معبد كامل ، قد خصص لعبادة جيميل سن (*) ولكن الواقع ان النص فعلا يشير الى ان الملك لم يشير اليه على انه اله اتوريا قال الهه أتوريا (ايشاكو اشنونا) .
وقد أطلق على جيميل سن، ملك اور، وملك الاحياء الاربعة. ومن الادلة النصية كذلك المدعمة لألوهية الملك جيميل سن، نشير الى نص أغنية موجهة الى هذا الملك. يقول النص " .... شوسن (جيميل سن) ، المحبوب من انليل ، الى مليكي ، اله بلاده (9) ... " .
كما نشير الى عارضة باب أحد المعابد التي أقيمت للملك جيميل سن تكريسا من ايشاكو آور (لوجال ماجورى) تمجيدا لجيميل سن الهه (10) .
وعلى هذا فان ملوك اور الثالثة الذين استخدموا القابا مقدسة تسبق اسماءهم ، قد وضعوا أنفسهم في مكان آلهة المدينة . وملا يستطيع ايبى سن الاحتفاظ بالملك ، تمكنت العناصر العيلامية من انهاء اسرة اور الثالثة .
وتشير الادلة النصية التي تعالج نهاية هذه الاسرة ، الى استمرار الارتباط الوثيق بين نظام الملكية العراقية ، وبين القوى الالهية . وبنهاية حكم ايبى سن ، تنتهي محاولة احياء السيادة السومرية حيث نستطيع القول بأن نهاية أسرة أور الثالثة كانت في الواقع نهاية لحياة السومريين السياسية . ولو ان مظاهر حضارتهم سواء في اللغة أو الادب استمرت تترك بصماتها في حضارة العراق القديم زمنا طويلا .
_______
(1). ل . ديلابورت ، المرجع السابق ، ص 40 – 41 .
(2) . ل . ديلابورت ، نفس المرجع ، ص 38 .
(3) . زوجة ننجرسو وابنه آنو
Moscati, S., Op. Cit, P. 27.
(4). Frankfort, H., Op. Cit, P. 300.
(5). Kramer, S.N., Sumerian Hymns «The King of the Road: A Self Laudatory Shulgi Hymn», (in) A.N.E.T., P. 585.
(6). Gadd, C.J., Op. Cit, P. 619.
(7). ل . ديلابورت ، المرجع السابق ، ص 41 .
(8). Frankfort, H., Lioyd, S., and Jacobsen, T., The Gimilsin Temple and the Palace of the Rulers at Tell Asmar (in) O. I.P., VOL, XLIII, Chicago 1940, PP. 134-135.
(*) يذكر فرانكفورت
Frankfort, H., Op. Cit., p. 302.
انه عندما استقلت اشنونا في عهد خليفة جيميل سن ايبى سن آخر ملوك الاسرة ، حول المعبد الذي بناه اتوريا الى غرض دنيوي واصبح جزءا من قصر الحكام المحليين . وهؤلاء الاخرين لقبوا انفسهم خداما لاله المدنية تشابك Tishpak وليس للحكام الارضي . وعلى هذا فأن ملوك أور الذين استخدموا القابا مقدسة تسبق اسماءهم قد وضعوا انفسهم في مكان آلهة المدنية . ولكن المعابد التي كرست لهؤلاء الالهة الملوك لم تكشف خارج اشنونا فقط ، بل وجدت كذلك في لجش واوما . وقد يشير ذلك الى ان ملوك العراق المؤلهين عبدوا في معابد المدن التي كانوا يسيطرون عليها وليس في المدن التي تولوا السلطة فيها باسم آلهة المدينة .
(9) Kramer, S.N., Sumerian Love Song, «Love-Song to a King», (in) A.N.E.T., P. 495.
الانشودة مكتوبة على لوح عثر عليها في حفائر نيبور وقد نشرها ادوارد شيرا .
Chiera, E., Op. Cit, No. 23, 1924.
(10). ل . ديلابورت ، المرجع السابق ، ص 40-41 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|