المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

العنف وسوء الخلق.
2024-01-30
Payam Number
18-1-2021
تخزين ثمار الفلفل
20-9-2020
مميزات الإعلام الجديد عبر شبكة الانترنت
27-1-2023
Insulin Structure
19-11-2021
مفهوم مقياس رسم الخريطة وانواعه - المقياس الخطي Bar Scale
26-3-2022


حدوث كلام الله  
  
1198   09:17 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص241-244
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / التكلم و الصدق /

  لا خفاء في أنّ كلامه حادث ، فإنّه عبارة عن إيجاد الصوت القائم بالهواء المعدوم في الأزل ، بناءً على حدوث العالَم ، وأيضاً قِدمه يستلزم وجود المخاطب القديم صوناً عن اللغوية ، والمسلّم بين المتكلّمين عدمه ، فيبطل قِدم الكلام ولو بتوارد الأمثال ، ويثبت حدوثه شخصاً ونوعاً .

وأيضاً الحروف المسموعة من الموجودات الغير القارّة ، ولا يمكن جمع حرفين منهما في آن واحد ، فلابدّ من الترتّب بينهما ، ولا شكّ أنّ الحرف المسبوق المتأخر عن السابق حادث ، فكذا السابق فإنّه سابق عليه بزمان محدود ، والمتقدّم على الحادث بمقدار محدود حادث بالضرورة ، كلّ ذلك واضح لا سترة عليه ، وقد نصّ عليه القرآن الكريم أيضاً حيث قال : {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2]وقال : {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} [الشعراء: 5] .

ومع ذلك فالحنابلة ـ أتباع أحمد بن حنبل ، من أهل السُنة ـ ادّعوا أنّ كلامه حرف وصوت يقومان بذاته تعالى ، وأنّه قديم ، وقد بالغوا فيه حتى قال بعضهم جهلاً : الجلد والغلاف قديمان فضلاً عن المصحف (1) ، سبحانك عن هذه الضلالة العظيمة .

وأمّا الكرامية فهم وإن خالفوا هؤلاء في قِدم الكلام وقالوا بحدوثه ، لكنّهم وافقوهم في قيامه بذاته تعالى ؛ لتجويزهم قيام الحوادث به (2) ...  وأنّ قيام الحوادث وحلولها به تعالى ممتنع عقلاً .

ومن هنا اخترع الأشاعرة الكلام النفسي ؛ ليصحّ قيامه بذاته ، ولا يلزم منه ما ذكره الكرامية ، فكأنّ هؤلاء الأحزاب لم يصلّوا إلى الحقّ أصلاً ، ولم يفهموا أنّ الحروف لا تصير قديمةً ، وأنّ الحادث لا يحلّ فيه تعالى ، وأنّ قيام الحادث به لا يستلزم الحلول حتى يحتاج إلى الاختراع الفاسد المذكور ، فإنّ قيام المبادئ بذويها على أنحاء شتّى ، ونحن نذكرها هنا فإنّه ينفعك في غير المقام أيضاً ، فلا تقع في الغلط والضلالة كما وقع فيه أقوام ، فنقول وبالله الاعتماد :

1 ـ القيام الحلولي : مثل : مريض ، ميت ، جائع ، خائف ، شجاع ، عالم ، حليم ، طويل ، أسود ، قائم ، عاشق ، غضبان ، راضٍ ، محبّ ، عدو ... إلى غير ذلك من المبادئ التي تحلّ محالها ، ويسمّى قيامها بالقيام الحلولي .

2 ـ القيام الانتزاعي : وهو ما ليس بإزاء المبدأ في الخارج شيء متأصّل ، ويعبّر عنه في بعض أفراده بالمحمول بالصميمة ، مثل : ممكن ، زوج ، مالك ، حر ، عبد ، مملوك ، أب ، ابن ، قريب ، بعيد ، واحد ... إلى غير ذلك من المبادئ الاعتبارية التي لا تحقّق لها في الخارج أصلاً ، وإنّما الموجود هو نفس الذات ، وأمّا المبدأ فهو إمّا في الذهن فقط كما هو الغالب ، أو في نفس الأمر كما في مثل الإمكان والامتناع ، وزوجية الأربعة ، ونحوها .

3 ـ القيام الوقوعي : مثل : محمود ، مضروب ، مشكور ، منصور ، معلوم ، معبود .... إلى غير ذلك من المشتقات التي تُحمل مبادئها على ذويها باعتبار وقوعها عليها وقوعاً حسّياً أو اعتبارياً .

4 ـ القيام الذاتي : وهو ما كان المبدأ نفس الذات ، مثل : قولنا : الوجود موجود ، فإذا قلت في تحليل الموجود : شيء له الوجود ، فذلك الشيء نفس الوجود بلا مداخلة شيء آخر ، ومثله قولنا : الضوء مضيء والنور منور .

ومن هذا القبيل الصفات الذاتية الثابتة للواجب الوجود ، بناءً على مذهب أهل الحقّ من عينيتها مع الذات ، فإذا قلنا إنّه عالم ، قادر ، حيّ ، وغير ذلك فقد اعترفنا بقيام مبادئها بذاته تعالى ، والحال أنّها نفس ذاته المقدّسة .

وأمّا على زعم الأشعريين فهي داخلة في القسم الأَوّل ، وعلى حسبان جمع من الاعتزاليين داخلة في القسم الثاني كما لا يخفى على البصير .

فإن قلت : فقد اختلف إطلاق هذه الصفات عند أهل الحقّ على الخالق والمخلوق ؛ حيث إنّ قيام مبادئها في الأَوّل ذاتي وفي الثاني حلولي ، فهل يلتزمون بالاشتراك أو المجاز أو غير ذلك ؟

قلت : لا بل الإطلاق على كلا الموردين حقيقة ، والاستعمال بنحو فارد ، والاختلاف الواقع في ناحية المصداق ، غير مرتبط بجانب المفاهيم التي عليها مدار وضع الألفاظ ، وتحقيق هذه المسألة في أُصول الفقه .

5 ـ القيام الصدوري : وهو ما كان المبدأ صادراً عن الفاعل وحالاًّ في غيره ، كالقاتل ، والكاسر ، والجارح ، والضارب ، والمعطي ، والمكرِم ونحوها ، ومن هذا القبيل التمّار ، والحدّاد ، واللابن ، والصبّاغ ، ونحوها بناءً على تفسيرها ببائع التمر والحديد واللبن أو صانع الحديد وعامل الصبغ ، وأمّا لو فسّرناها بغير هذا المعنى ، فلابدّ من جعل القيام فيها قسماً برأسه ، وتسميته بالقيام الاعتباري ؛ إذ لا يدخل في القسم الثاني كما لا يخفى .

وهذا التقسيم ممّا لا يحتاج إلى دليل وشاهد ، فإنّه بيّن في نفسه ، فإنّ العاقل إذا تصوّره على وجهه يصدّقه لا محالة ، ويذعن بأنّ المشتقّات وما بحكمها لم توضع للقيام الحلولي فقط ، بل لمطلق القيام وتعيين أحد الأقسام من خصوصيات الموارد ، كما في سائر الألفاظ الموضوعة ، كلفظ الإنسان مثلاً فإنّه وضع للطبيعي الجامع ، وأمّا كونه متحرّكاً أو ساكناً ، عالماً أو جاهلاً ، ذكراً أو أُنثى ، إلى غير ذلك من أقسامه ، فهو يستفاد من الخارج وهذا واضح جداً ، اللهم إلاّ أن يرجّح الشخص تقليد مشايخه الأَوّلين على وجدانه وإدراكاته الأَوّلية .

فإذا تحقّق ذلك فاعلم أنّ جميع أفعاله تعالى قائمة به قياماً صدورياً ، كما أنّ صفاته الذاتية قائمة به قياماً ذاتياً كما مرّ ، فالتكلّم كنظائره من الأفعال صادر عنه وقائم به قياماً صدورياً ، ويحلّ في جسم من الأجسام لا فيه تعالى ، بل الصحيح أنّ قيام مبدأ التكلّم بالمتكلّم الممكن أيضاً قيام صدوري ، وفرقه عن الواجب بالجارحة المخصوصة لا يرتبط بما هو محل البحث ، فإنّ صدور الكلام عن العضو المذكور ، غير معتبر في مفهوم  التكلّم أصلاً ، كعدم اعتبار جهل المتكلّم ، أو فقره ، أو سيادته ، أو علمه ، أو غير ذلك من الخصوصيات ، بل معناه هو إيجاد الكلام ...

وأنت من عقائد الحنابلة والكرامية في الكلام اللفظي ، ومن أوهام الأشعرية في الكلام النفسي الآتي وغيره من المسائل الأُصولية ، تعلم قيمة قول نبيك الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، مَن ركبها نجا ، ومَن تركها غرق ) والهداية من الله تعالى .

________________________

(1) شرح المواقف 3 / 76 وكذلك في غيره .

وفي الحاشية شرحها : نقل عن بعضهم ، أنّ الجسم الذي كُتب به القرآن فانتظم حروفاً ورقوماً هو بعينه كلام الله ، وقد صار قديماً بعد ما كان حادثاً !.

(2) المصدر نفسه .

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.