الاستعمال الامثل لتقانات الأسمدة الكيميائية في الزراعة العراقية |
1674
07:49 صباحاً
التاريخ: 30-8-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ:
858
التاريخ: 20-11-2017
2521
التاريخ: 14-6-2019
1690
التاريخ: 29-8-2016
669
|
الاستعمال الامثل لتقانات الأسمدة الكيميائية في الزراعة العراقية
يضم العراق عدداَ من الوحدات الفيزوغرافية المختلفة وعدداَ كبيراَ من انواع الترب المختلفة في الصفات الكيميائية والفيزيائية، الا انها من الناحية الخصوبية يتصف بشكل عام بانخفاض المحتوى من المادة العضوية والنتروجين وقلة جاهزية الفسفور والعناصر المغذية الصغرى. هذا فضلاَ عن وجود عوامل محددة لخصوبة التربة ممثلة بوجود الكلس وارتفاع قيم تفاعل التربة Soil pH ومشكلة الملوحة في ترب السهل الرسوبي. لذا فان التخطيط الشامل لاستعمال تقانات الأسمدة الكيميائية في الزراعة العراقية يجب ان يأخذ بعين الاعتبار كل العوامل والظروف ذات العلاقة بخصوبة التربة. الاستعمال الامثل والكفؤ لتقانات الأسمدة الكيميائية يعتمد على عدداَ من العوامل والظروف، وفي مقدمة ذلك توافر قاعدة بيانات متعلقة بخصوبة التربة تكون الاساس للتوصية السمادية المناسبة.
المستوى الخصوبي للترب العراقية:
اولاَ: خصائص الترب ذات العلاقة بخصوبة التربة:
1. نسجه التربة: على الرغم من تفاوت النسجة في ترب العراق الا انه بشكل عام فأن النسبة المئوية للطين + الغرين تمثل 40 - 60 % وهذا يشير الى ان معظم ترب العراق تتصف بنسجات متوسطة الى ناعمة. كما ان مقد التربة يتصف بالطباقية وسيادة معادن السمكتايت في التركيب المعدني لدقائق الطين.
2. معادن الكاربونات (الكلس): من المميزات الرئيسة التي تتميز بها ترب المناطق الجافة وشبه الجافة (القاحلة وشبه القاحلة) ومنها ترب العراق هي المحتوى العالي نسبياَ من معادن الكاربونات التي تتراوح بين 20 - 30 %، باستثناء بعض المواقع المحدودة في شمال العراق التي تحوي تربها على نسب اقل. ان لوجود معادن الكاربونات بالتربة تأثيرات مهمة في صفات التربة المختلفة ولاسيما الخصوبية من خلال التأثير في جاهزية الفسفور والعناصر المغذية الصغرى.
3. درجة تفاعل التربة Soil pH: نتيجةَ لوجود معادن الكاربونات فان قيم درجة تفاعل التربة Soil pH تقع ضمن الوسط القاعدي (7.4 - 8.4) باستثناء بعض الحالات المحددة.
تعتمد جاهزية العديد من العناصر المغذية للنبات على درجة تفاعل التربة Soil pH ويعد الوسط القاعدي غير مناسب لجاهزية وذوبانية عناصر مغذية عدة مثل الفسفور والحديد والمنغنيز والزنك والنحاس. اذ ان الوسط القاعدي يؤدي الى ترسيب هذه العناصر المغذية الى مركبات قليلة الجاهزية او غير جاهزة للامتصاص بوساطة جذور النباتات.
4. السعة التبادلية للايونات الموجبة CEC: قيم السعة التبادلية للأيونات الموجبة لترب العراق تتراوح بين 7 في الترب الخشنة (الرملية) الى 45 في الترب الناعمة (الطينية) وبمتوسط 22 سنتي مول + كغم -1 تربة.
تعد قيم السعة التبادلية للأيونات الموجبة احد مؤشرات خصوبة التربة وذلك لأنها تعكس مدى قابلية التربة للاحتفاظ ومسك وتجهيز العناصر المغذية.
5. المادة العضوية Soil Organic Matter" SOM": بشكل عام يعد محتوى ترب العراق من المادة العضوية واطئاَ وبحدود 2 - 20 غم كغم -1 تربة (0.2– 3.0 %) وبمتوسط 5 غم كغم -1 تربة (0.5%). هذا فضلاَ عن ما تعانيه المادة العضوية في الترب العراقية من ارتفاع في سرع التحلل لاسيما خلال اشهر الصيف.
6.الملوحة Salinity: تعد الملوحة وتراكم الاملاح من العوامل الرئيسة المحددة للزراعة العراقية سيما في ترب وسط وجنوب العراق، التي تشغل فيها الترب المتأثرة بالأملاح حوالي 70 % من اراضي السهل الرسوبي.
ان انتشار الترب المتأثرة بالأملاح في السهل الرسوبي يحدد زراعة العديد من المحاصيل الزراعية الاقتصادية الحساسة للملوحة من جهة ويكون عاملاَ محدداَ لاستعمال التقانات الحديثة ومنها استعمال الاسمدة الكيميائية في الزراعة. لذلك بذلت جهود حثيثة لاستصلاح الاراضي الملحية وابتكار الوسائل المختلفة لاستثمار هذه الاراضي.
ثانياَ: مستوى العناصر المغذية بالتربة:
1. مستوى العناصر المغذية الكبرى:
* النتروجين: نتيجةَ للمستوى الواطئ من المادة العضوية في الترب العراقية فان المحتوى من النتروجين الكلي واطئ جداَ. اذ تتراوح كمية النتروجين بين 0.031 - 0.239% (0.31 - 2.39 غم كغم -1 تربة) وبمعدل 0.097% (0.97 غم كغم -1 تربة ). وبشكل عام تكون نسب النتروجين في الترب الديمية (البعلية) اعلى من الترب الاروائية. لذا تعد الترب العراقية فقيرة بهذا العنصر المهم ولابد من توفير وسائل لإمداد التربة بالنتروجين (من خلال تقانات التسميد) لتحقيق انتاجية عالية.
* الفسفور: يتراوح مدى الفسفور الجاهز للامتصاص بوساطة جذور النبات في ترب العراق بين 3 - 14 ملغم فسفور كغم -1 تربة) وبشكل عام يكون المحتوى في الترب الديمية (البعلية) اعلى من الترب الاروائية. وفي دراسة شملت بعض الاراضي في محافظة نينوى غطت مساحة 1.5 مليون هكتار كان حوالي 78.5 %من المساحة المزروعة ذات محتوى واطئ جداَ للفسفور (0 -12 ملغم فسفور كغم -1 تربة) و 13.5% من الترب ذات مستوى متوسط (12 - 17 ملغم فسفور كغم -1 تربة) وان 8% فقط من الترب احتوت مستوى عال من الفسفور. هذا يعني هناك حاجة لإضافة الاسمدة الفوسفاتية للوصول الى الانتاجية المطلوبة.
* البوتاسيوم: كان هناك اعتقاد سائد ان الترب العراقية كبقية الترب في المناطق الجافة غنية بالبوتاسيوم الا ان نتائج الابحاث في العقد الاخير اكدت ان هذا الاعتقاد ليس حقيقة مطلقة وان كفاية البوتاسيوم في التربة يعتمد على نمط وكثافة الزراعة المعتمدة. ان التحول الى الزراعة الكثيفة ولاسيما زراعة البيوت المحمية واعتماد اصناف عالية الانتاجية يتطلب اضافة الاسمدة البوتاسية للحصول على الانتاجية المطلوبة. اذ ان هناك محاصيل عدة استجابت لإضافات الاسمدة البوتاسية حتى في ترب تحوي على كميات بوتاسيوم جاهزة لاتعد قليلة.
* مستوى العناصر المغذية الصغرى: بسبب المحتوى العالي من معادن الكاربونات وارتفاع قيم درجة تفاعل التربة Soil pH فان معظم العناصر المغذية الصغرى تتعرض للامتزاز والترسيب وتصبح غير جاهزة للامتصاص بوساطة جذور النباتات.
الحديد: على الرغم من ان محتوى الترب العراقية من الحديد الجاهز يعد متوسط الا ان الاستجابة لإضافته واردة في الزراعة الكثيفة.
الزنك والنحاس: مستوى الزنك والنحاس واطئ ومن المتوقع وجود استجابة لإضافة اسمدة الزنك والنحاس في ترب العراق. وهناك بعض الدراسات التي اشارت الى استجابة بعض ترب العراق لإضافة اسمدة الزنك (علي واخرون 2002).
المنغنيز: المحتوى واطئ عموماَ في الترب العراقية وهناك احتمالية مبيرة لاستجابة المحاصيل لإضافة اسمدة المنغنيز لاسيما اذا كانت الرطوبة في التربة غير جيدة.
البورون: كمية البورون عموماَ كافية في الترب المروية الا ان هناك احتمالية الاستجابة في الترب الديمية.
المولبدنم: هناك كمية كافية في ترب العراق بشكل عام.
واقع استعمال الأسمدة الكيميائية في العراق:
يعد عام 1966 بداية استعمال الأسمدة الكيميائية في العراق لعدم توافر احصاءات تسبق هذا التاريخ ز ويعد عام 1971 تاريخ ميلاد صناعة الأسمدة في العراق اذ بدأ انتاج اليوريا في القطر. والجدول التالي يبين انتاج واستهلاك الاسمدة الكيميائية لبعض الدول وحسب ما متوافر من معلومات تمكن الحصول عليها.
الاسمدة النتروجينية
الاسمدة الفوسفاتية
الاسمدة البوتاسية
FAO year book 1995
المجموع الكلي
FAO year book 1995
*وزارة الصناعة والمعادن العراقية 1995
انواع الاسمدة الكيميائية المنتجة بالعراق:
1. سماد اليوريا: يتصف هذا السماد بمواصفات عالمية بمحتوى نتروجين 46% و بيوريت لا يتجاوز 1% وبسيطرة نوعية جيدة. يوجد اكثر من معمل في ابي الخصيب وخور الزبير في البصرة وهذه المعامل تابعة للشركة العامة لصناعة الأسمدة في المنطقة الجنوبية وبد المعمل بالإنتاج عام 1971 وتنتج المعامل اضافةَ الى اليوريا حامض الكبريتيك وكبريتات الامونيوم والامونيا. هذا اضافةَ الى معمل بيجي لإنتاج اليوريا ايضاَ.
2. الاسمدة الفوسفاتية: ينتج العراق الاسمدة الفوسفاتية المختلفة:
* السوبرفوسفات الثلاثي (TSP) ومواصفاته:
- خامس اوكسيد الفسفور P2O5 50-47 %
- الرطوبة 0.5 - 1.5 %
* سماد فوسفات احادي الامونيوم (MAP) ومواصفاته:
- خامس اوكسيد الفسفور P2O5 53 - 55%
- نتروجين 10.5 - 11.5 %
- الرطوبة 1%
* الاسمدة المركبة: هناك انتاج للأسمدة مركبة 27 - 27 - 0 و 23 - 23 - 0 و 18 – 18- 18 لكل من النتروجين N خامس اوكسيد الفسفور P2O5 واوكسيد البوتاسيوم K2O على التتابع.
تنتج هذه الأسمدة في الشركة العامة للفوسفات التي تأسست عام 1976 للقيام بأعمال التعدين وصناعة الاسمدة الفوسفاتية.
بعض الدراسات حول استعمال الأسمدة غير التقليدية في العراق:
* اليوريا المغطاة بالكبريت (SCU ): هناك انتاج بسيط لهذا السماد واثبتت بعض التجارب ان اليوريا المغلفة بالكبريت كانت افضل من اليوريا في التأثير في انتاج الشعير (العابدي واخرون 1978) والحنطة (الحلي 2007) والذرة الصفراء (العابدي واخرون 2007)، والاضافة تكون على دفعة واحدة بدلاَ من دفعات هذا فضلاَ عن ان اليوريا المغلفة بالكبريت تحوي على الكبريت مع النتروجين.
* سماد فوسفات احادي الامونيوم MAP)): اختلفت النتائج حول استجابة المحاصيل المختلفة لهذا السماد مقارنةَ بسماد السوبرفوسفات لاسيما اذا ما تم اضافة النتروجين الى السوبرفوسفات (علي واحمد 2000).
* سماد فوسفات ثنائي الامونيوم (DAP) :اثبتت النتائج حول استجابة المحاصيل المختلفة لهذا السماد مقارنةَ بسماد السوبرفوسفات وسماد فوسفات احادي الامونيوم (الحمداني ).
* استعمال مثبطات النترجة: اشارت بعض البحوث المنفذة الى اهمية المثبطات في زيادة كفاءة الاسمدة النتروجينية (المختار واخرون 1993 والنعيمي 1999 والشماع 1997).
* ادارة الري والملوحة والتسميد: تم تنفيذ العديد من البحوث التي هدفت الى التعايش مع العجز في المياه وادارة الترب الملحية واستعمالات المياه المالحة ومياه الابار. وكان هناك فريق عمل من دوائر زراعية وتعليمية مختلفة وتوصلت هذه البحوث الى امكانية استعمال المياه المالحة عند توافر الادارة السليمة للتربة والمياه والمحصول والاستعمال الامثل للسماد لاسيما السماد البوتاسي لأهميته في زيادة كفاءة استعمال المياه (علي ومحمد 2003 والصحاف واخرون 2007). ومع هذا الاستجابة ممكن ان تكون لمستوى ملحي معين بعده تكون اضافة الاسمدة غير مجدية (Alzubaidi & Alsemak 1997).
مواعيد وطرائق اضافة الأسمدة:
في دراسات عدة قام بها ابو ضاحي 1994 و 1999 و 2002 و الدجيلي واخرون 1994 وعلي واخرون 2005 وسعد الله واخرون 2006 وبهية 2001 والدليمي والعلواني 1995 والالوسي 1996 تبين ان التسميد الورقي كان ذو كفاءة عالية لاسيما اذا ما تمت الاضافة بعناية وفي الوقت المناسب وتم من خلاله توفير كميات كبيرة من الاسمدة ولكن مع هذا يبقى التسميد الورقي مكملاَ للتسميد الارضي لاسيما عند اضافة كميات سماديه عالية كما هو الحال في الخضر المزروعة في الزراعة المحمية. وفي دراسات حول تجزئة اضافة الاسمدة البوتاسية تبين ان التجزئة لأكثر من دفعة كانت افضل مقارنة بإضافة الاسمدة دفعة واحدة (العامري 2005 وسعد الله واخرون 2006 والبطاوي 2007).
استعمال نظام التشخيص والتوصية المتكامل" DRIS "
Diagnosis and Recommendation Intigrated System
ان اتباع هذا النظام والمعتمد بشكل اساسي على تحليل النبات ساعد كثيراَ في تحديد العنصر المغذي المحدد للإنتاج ومن ثم تحديد متى الاضافة المناسب والتوصية المناسبة (حسان 2000 ،السامرائي 2005 ،البطاوي 2007).
التسميد الحيوي: اخذ هذا الموضوع اهتمامَ كبيراَ في البحث العلمي وهناك دراسات عدة حول التلقيح بالرايزوبيا (بكتريا العقد الجذرية) والمايكورايزا (سلمان 2003).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|