أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
734
التاريخ: 9-12-2018
472
التاريخ: 25-10-2014
613
التاريخ: 25-10-2014
1106
|
قد عدّ بعض المتكلمين الإِدراك من صفاته ، و المدرِك بصيغة الفاعل من أَسمائه ، تَبَعاً لقوله سبحانه : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ} [الأنعام: 103].
ولا شك أَنَّه سبحانه بحكم الآية الشريفة مُدْرِك ، لكن الكلام في أنَّ الإِدراك هل هو وصف وراء العلم بالكليّات والجزئيات؟ ، أو هو يعادل العلم و يرادفه؟ ، أو هو عِلْم خاص وهو العِلم بالموجودات الجزئية العَيْنِيّة ، فإِدراكُه سبحانه هو شهود الأَشياء الخارجية ووقوفه عليها وقوفاً تاماً.
يقول العلامة الطباطبائي : الأَلفاظ المستعملة في القرآن الكريم في أَنواع الإِدراك كثيرة ربما بلغت العشرين كالعِلْم والظَّن و الحُسبان و الشعور و الذِكر و العِرفان والفَهْم و الفِقْه و الدِراية و اليقين و الفِكر و الرَأي و الزَّعم و الحِفْظ و الحِكْمة و الخِبْرة والشَّهادة و العَقْل ويلحق بها مثل القَوْل والفَتوى و البَصيرة.
وهذه الأَلفاظ لا تخلو معانيها عن ملابسة المادَّة و الحركة و التَّغيّر ، غير خمسة منها و هي : العِلْم الحفظ و الحكمة و الخبرة والشهادة. فلأجل عدم استلزامها النقص والفقدان استعملت في حقه سبحانه. قال تعالى : {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة: 282]. و قال تعالى: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } [سبأ: 21].
وقال تعالى : {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 234] و قال سبحانه : {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 83] و قال تعالى : {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت: 53] (1) .
وبذلك يظهر أنّ إدراكه سبحانه ليس شيئاً وراءَ ما جاءَ في هذه الآيات و عبّر عنه بالعليم و الحفيظ و الخبير و الحكيم و الشهيد. و الأقرب هو كونه بمعنى الأَخير (الشهيد) ، فشهوده للموجودات و حضورها لدى ذاته و قيامُها به قيام المعنى الحرفي بالإِسمي ، معنى كونه مدركاً للأَشياء :{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- لا حظ فيما ذكرناه الميزان ، ج 2 ، ص 259 ـ 261.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|