من الضروري عند اجراء تخطيط لتنمية أي اقليم واستثمار موارده تتبع القوى العاملة فيه لتحديد نسبة هذه القوى الى جملة السكان ، و لمعرفة نسبة الاعالة في الاقليم ، ويقابل مثل هذه الدراسة كيفية تحديد العاملين وغير العاملين بين فئات السن الصغيرة ، وايضاً بين الاناث وخاصة ان تعريف المرأة العاملة يختلف من دولة لأخرى ، ففي دول شرق أوربا الزراعية وفي فرنسا تدرج النساء العاملات في النشاط الزراعي ضمن القوى العاملة عكس الوضع بالنسبة لمثيلاتهن العاملات في مصر والبرازيل مثلا حيث يعتبرون من غير العاملين . لذا كان من الصعب تحديد حجم القوى العاملة في العالم والتي تمثل أساس ثروته بدقة ووضوح .

وكما سبق أن ذكرنا فقد بلغ عند عدد سكان العالم 5026 مليون نسمة عام 1987 ، وقد يكون العاملون منهم حوالي 41,5% من جملة سكان العالم ، وهذا يعني أن نحو 41,5% من سكان العالم يعولون 58,5% من اجمالي السكان ، وقد قدر العاملون من الرجال بما يوازي 65% من جملة العاملين في العالم ، في حين شكلت العاملات ما يعادل 35% من جملة العاملين ، ومعنى ذلك أن النساء تسهمن بدور فعال في النشاط الاقتصادي في العالم مما يوضح عدم أمكانية الاستغناء عنهن كقوة عاملة عند التخطيط لمشاريع التنمية وان كان ذلك يتوقف بطبيعة الحال على ظروف كل دولة وتقاليدها السائدة.

وتختلف هذه النسب (نسب العاملين من الذكور والاناث) من قارة لأخرى ومن دولة لأخرى بل وأيضاً من اقليم لآخر ، وتسهم مثل هذه الدراسة – دراسة القوى العاملة – في وضع خطط التنمية وتحديد الاستخدام الامثل للقوى البشرية وخاصة أنها تظهر مستوى البطالة السائد في الاقاليم قيد الدراسة ، كما أنها تساعد في تقدير موارد القوى العاملة حسب فئات السن والنوع والمستوى الفني ونوعيته .