أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/11/2022
1643
التاريخ: 5/11/2022
2602
التاريخ: 15-04-2015
9688
التاريخ: 22-8-2016
3295
|
هو مفخرة البيت الأموي وسيد ملوكهم ونجيب بني أمية تقلد الخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة 99هـ ولمس الناس في عهده القصير الأمن والرفاه فقد أزال عنهم جور بني مروان وطغيانهم وكان محنكا وقد هذبته التجارب وقام على تكوينه عقل متزن وقد ساس المسلمين سياسة رشيدة لم يألفوها من قبله وكانت له ألطاف وأياد بيضاء على العلويين تذكر له بالخير على امتداد التأريخ ومن بينها رفع السب عن الامام علي .. .
كانت الحكومة الأموية منذ تأسيسها قد تبنت بصورة ايجابية سب الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتقاصه وقد رأوا أن ذاك هو السبب في بقاء دولتهم وبقاء سلطانهم لأن مبادئ الامام (عليه السلام) وما أثر عنه من روائع صور العدل السياسي والاجتماعي تطاردهم وتفتح أبواب النضال الشعبي ضد سياستهم القائمة على الظلم والجور والطغيان.
وقد أدرك عمر بن عبد العزيز بوعيه وأصالة تفكيره أن السياسة التي انتهجها آباؤه ضد الامام (عليه السلام) لم تكن حكيمة ولا رشيدة فقد جرت للأمويين الكثير من المصاعب والمشاكل وألقتهم في شر عظيم فعزم على أن يمحو هذه الخطيئة فأصدر أوامره الحاسمة والمشرفة إلى جميع أنحاء العالم الاسلامي برفع السب عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن يقرأ عوض السب {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90] وقد علل هو السبب في تركه لما سنه آباؤه من انتقاص الامام يقول : كان أبي إذا خطب فنال من علي تلجلج فقلت : يا أبت إنك تمضي في خطبتك فاذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا قال : أو فطنت لذلك؟ قلت : نعم فقال : يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا مثل أبطال سب الامام وقد أثارت هذه المكرمة إعجاب الجميع وأخذ الناس يتحدثون عنه بأطيب الذكر ويذكرون شجاعته النادرة في مخالفته لسلفه وقد وفد عليه الشاعر الكبير كثير عزة فتلا عليه هذه الأبيات :
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف بريا ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما تبين آيات الهدى بالتكلم
وصدقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه من الأود الباقي ثقاف المقوم
لقد لبست لبس الملوك ببابها وأبدت لك الدنيا بكف ومعصم
وتومض أحيانا بعين مريضة وتبسم عن مثل الجمان المنظم
فأعرضت عنها مشمئزا كأنما سقتك مدوفا من سمام وعلقم
وقد كنت من أجيالها في ممنع ومن بحرها في مزبد الموج مهم
وما زلت سباقا إلى كل غاية صعدت بها أعلى البناء المقدم
فلما رآك الملك عفوا ولم يكن لطالب دنيا بعده من تكلم
تركت الذي يفنى وان كان مونقا وآثرت ما يبقى برأي مصمم
فاضررت بالفاني وشمرت للذي أمامك في يوم من الهول مظلم
ومالك ان كنت الخليفة مانع سوى الله من مال رغيب ولا دم
سما لك هم في الفؤاد مؤرق صعدت به أعلى المعالي بسلم
فما بين شرق الأرض والغرب كلها مناد ينادي من فصيح وأعجم
يقول أمير المؤمنين : ظلمتني بأخذ لدينار ولا أخذ درهم
ولا بسط كف لأمرئ ظالم له ولا الفك منه ظالما ملء محجم
فلو يستطيع المسلمون تقسموا لك الشطر من أعمارهم غير ندم
فعشت به ما حج لله راكب مغذ مطيف بالمقام وزمزم
فاربح بها من صفقة لمبايع واعظم بها ثم اعظم
ولم يمدح أحد من ملوك بني أمية بمثل هذه الرائعة فقد رفعته إلى أفذاذ الخالدين وقد افتتحها بمكرمته في منع السب عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم صور سياسته القائمة على الزهد والاحسان إلى الرعية وقد أحب المسلمون سياسته حتى انهم يتمنون أن يفدوه بأعمارهم ليطول عمره وتمتد حياته.
وعقب عمر على هذه الأبيات بقوله : أفلحنا اذن لقد أفلح لأنه أرضى ضميره ولم يخن الأمة في سبه لقائد مسيرتها وعملاقها العظيم الامام أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأثنى عليه ومدحه بعاطر المدح الشريف الرضي يقول :
يا بن عبد العزيز لو بكت الع ين فتى من أمية لبكيتك
غير أني أقول : إنك قد طب ت وان لم يطب ولم يزك بيتك
أنت نزهتنا عن السب والقذ ف فلو أمكن الجزاء جزيتك
ولو اني رأيت قبرك لاستحيي ت من أن أرى وما حييتك
وقليل أن لو بذلت دماء الب دن ضربا على الذرى وسقيتك
دير سمعان فيك مأوى أبي حفص فبودي لو انني آويتك
دير سمعان لا أغبك غيث خير ميت من آل مروان ميتك
لقد قدم الشريف الرضي إلى عمر آيات الشكر والولاء وأعرب عن عميق وده بهذه الأبيات فهو لا ينسى فضله ولطفه على العلويين بما أسداء عليهم من رفع السب عن سيدهم الامام أمير المؤمنين (عليه السلام).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|