أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2018
683
التاريخ: 24-10-2014
1299
التاريخ: 2-07-2015
1115
التاريخ: 24-10-2014
1098
|
انه تعالى قادر ليس بعاجز لا يعجزه شيء من الأشياء و الدليل على ذلك عدة أمور:
اولا : استحالة الصانعية بدون القدرة التي هي من صفات الكمال .
ثانيا : ان العجز نقص لا يليق بالكامل و قد تقدم وجوب كمال الواجب.
ثالثا : صدور الأفاعيل العجيبة منه تعالى الدالة على كمال قدرته. و يكفي في كمال قدرته التفكر في عجائب مخلوقاته التي خلقت في الإنسان فضلا عن غيره ، وليتدبر فيما للأطفال في البكاء من المنافع العظيمة حيث إن في أدمغتهم رطوبة عظيمة إن بقيت فيها أحدثت عليهم احداثا جليلة و عللا عظيمة من ذهاب البصر و غيره ، وكيف جعلت آلات الجماع في الذكر و الأنثى جميعا على وفق الحكمة فجعل في الذكر آلة منتشرة تمتد حتى تصل النطفة إلى الرحم إذ كان محتاجا إلى أن يقذف ماءه في غيره ، وخلق للأنثى وعاء قعر ليشتمل على الماءين جميعا و يحتمل الولد و يصونه . وتفكر في منافع أعضاء البدن فاليدان للعلاج ، والرجلان للسعي ، والعينان للاهتداء ،والفم للاغتذاء ، والمعدة للهضم ، والكبد للتخليص ، والمنافذ لتنفيذ الفضول ، و الأوعية لحملها ،والفرج لإقامة النسل ، وهكذا. وليتفكر في وصول الغذاء إلى البدن و ما فيه من التدبير فإن الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه و تبعث بصفوه إلى الكبد ، ويستحيل في الكبد بلطف التدبير دما و تنفذه إلى البدن كله في مجاري مهيأة لذلك ، و ينفذ ما يخرج منه من الخبث و الفضول إلى مفايض قد أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة و الصفراء جرى إلى المرارة ، وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال ، وما كان من البلة و الرطوبة جرى إلى المثانة. وانظر إلى ما خص به الإنسان في خلقه تشريفا و تفضيلا على البهائم ، فإنه خلق ينتصب قائما و يستوي جالسا ؛ يستقبل الأشياء بيديه و جوارحه و يمكنه العلاج والعمل بهما فلو كان مكبوبا على وجهه كذات الأربع لما استطاع أن يستعمل شيئا من الأعمال ، وإلى ما خص به الإنسان من الحواس في خلقه و شرف بها على غيره كيف جعلت العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة ليتمكن من مطالعة الأشياء و لم تجعل في الأعضاء التي تحتهن كاليدين و الرجلين فتعرضها الآفات و تصيبها من مباشرة العمل و الحركة ما يعللها و يؤثر فيها و ينقص منها ، و لا في الأعضاء التي وسط البدن كالبطن و الظهر فيعسر اطلاعها نحو الأشياء ، وفكر في الأعضاء التي خلقت زوجا و فردا ، فإن الرأس مثلا لو كان زوجا لكان كلاّ على الإنسان لا فائدة فيه ، بخلاف اليدين و الرجلين و العينين و نحوها فإن حكم تعددها لا يخفى ، و تأمل في الجفن على العين كيف جعل كالغشاء و الأشفار كالعرى ، وتفكر في نعمة اللّه على الإنسان في مطعمه و مشربه و آلاتهما و تسهيل خروج الأذى منه و كيف جعل منفذ الخلاء من الإنسان في أستر موضع منه ، فلم يجعله بارزا من خلقته و لا ناشرا من بين يديه بل هو مغيب في موضع غامض من البدن مستور محجوب تلتقي عليه الفخذان و تحجبه الأليتان بما عليهما من اللحم فيواريانه ، فإذا احتاج الإنسان إلى الخلاء و جلس تلك الجلسة وجد ذلك المنفذ منه منصبا مهيئا لانحدار الثفل ، وتفكر في هذه الطواحن التي جعلت للإنسان فبعضها محدد لقطع الطعام و قرضه ، وبعضها عراض لمضغه و رضه ، وتفكر فيما أنعم اللّه على الإنسان من النطق الذي يعبر به عما في ضميره و ما يخطر بقلبه ، ولو لا ذلك كان بمنزلة البهائم التي لا تخبر عن نفسها بشيء ، وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين ، وأخبار الباقين للآتين ، وبها ترقم العلوم و الآداب ، و بها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه و بين غيره من المعاملات و الحساب و لولاه لاختلت أمور الناس في معادهم و معاشهم و فيما أعطى الإنسان علمه و ما منع منه و ستر عنه فأعطى علم جميع ما فيه صلاح دينه من معرفة خالقه و تكاليفه، وما فيه صلاح دنياه من الزراعة و الغرس و النساجة و الحياكة و الخياطة و الصيد و نحو ذلك من الأعمال و الأفعال ، وكيف ستر عنه العلم بعمره فإنه لو علمه قصيرا لم يتهنأ بالعيش مع ترقب الموت ، ولو علمه طويلا وثق بالبقاء و انهمك باللذات و المعاصي و فسد عليه دينه و دنياه ، وكيف جعلت أحلامه ممزوجة بالصدق و الكذب فإنها لو صدقت كلها لادعى الناس النبوة ، ولو كانت كاذبة كلها لم ينتفع بها فجعلت صدقا أحيانا ليهتدي بها في جلب نفع أو دفع مضرة ، وكذبا أحيانا لأن لا يعتمد عليها كل الاعتماد. وتعداد مقدورات اللّه و عجائب مصنوعاته يحتاج ذكرها إلى مجلدات كثيرة و هذه الجملة المذكورة من كلام الصادق عليه السّلام و ما ذكر كما يدل على القدرة كذلك يدل على سائر الصفات الكمالية و لذا أطنبنا الكلام في هذا المقام و يكفي في ثبوت القدرة النقل أيضا ، قال اللّه تعالى في مواضع : {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة: 20]. وقال تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 27].
ثم إن قدرته تعالى عامة لكل المقدورات كما يدل عليه العقل وهو استلزام العجز لولاه ، والنقل من الآيات و الروايات.
أ- بطلان قول المعتزلة إن اللّه لا يقدر على فعل بعض الأشياء:
أما قول المعتزلة انه لا يقدر على القبيح و الشر لاستلزامه الظلم باطل ، فإن القدرة على القبيح ليست بظلم ، فسبحانه قادر على ذلك منزه عن فعله ، وقد فروا من الظلم ووقعوا في العجز ، ونحن بفضل اللّه نفينا كلا منهما عنه تعالى ، والمؤمن الصالح قادر على المعاصي و الشرور و لا يفعلها مع قدرته عليها لعلمه بقبحها و لا يقال هو عاجز عنها ، قال اللّه تعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44].
و قال تعالى : {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا } [الجن: 12]. وقال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82] .
ب- بطلان قول الأشاعرة بأن اللّه يفعل الشر:
و قول الأشاعرة بنسبة فعل الشر إليه تعالى و وقوعه منه باطل أيضا ، لأنه ظلم مناف للحكمة و هم قد فروا من الشرك في خلق الأفعال زاعمين أن في أفعاله تعالى الشرور و قد وقعوا في الظلم الذي هو كفر أيضا ، و لا قبح في أفعاله تعالى بل كلها خير لا شر فيها ، ولأن ذلك مناف للقدرة و العلم و الحكمة و خفاء الحكمة لا يدل على عدمها و لا يلزم العجز من عدم فعل الشرور و القبائح ، فإن أولياء اللّه قادرون عليها و لا يفعلونها لقبحها ، فكيف بخالقهم . و لا يلزم العجز أيضا بعدم وجود الممتنع كشريك الباري و اجتماع الضدين ، ولا ينافي ذلك عموم قدرته تعالى لأن ذلك ممتنع لذاته عن قبول الوجود و عدم قابليته واستعداده لتعلق القدرة ، لا لأنه تعالى ليس بقادر على ذلك فإنه تعالى لا يوصف بالعجز. و قد روى الصدوق في التوحيد و غيره عن الصادق عليه السّلام : إن ابليس قال لعيسى بن مريم أيقدر ربك على أن يدخل الأرض في بيضة لا تصغر الأرض و لا تكبر البيضة. فقال عيسى عليه السّلام : ويلك إن اللّه تعالى لا يوصف بعجز و من أقدر ممن يلطف الأرض و يعظم البيضة . وعنه عليه السّلام قال قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة. قال إن اللّه تبارك و تعالى لا ينسب إلى العجز والذي سألتني لا يكون . وفي رواية أخرى ويلك إن اللّه لا يوصف بالعجز و من أقدر ممن يلطف الأرض و يعظم البيضة .
و ما ورد في الجواب عن ذلك الإمكان و تمثيله بدخول الدنيا في البيضة فهو لحكم ذكرناها في مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|