المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الأرض المناسبة لزراعة التين
2023-05-05
تنحصر وحدات تحليل المضمون في خمس وحدات
20-3-2022
Acidity of Phenol
6-9-2019
الادارة السليمة للمخلفات كأحد الوسائل التحكم في تلوث الهواء
6-2-2016
Time Reversal
5-10-2016
وقت صلاة الكسوفين
3-12-2015


الملاحم التي اخبر عنها  
  
2838   03:46 مساءاً   التاريخ: 16-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص210-212.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

اجمع المؤرخون والرواة على أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد أخبروا عن وقوع كثير من الملاحم والاحداث وتحققت بعد ذلك على مسرح الحياة كما أخبروا عنها فقد اخبر الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بما سيجري على الصحابي العظيم حجر بن عدي من صنوف القتل والتنكيل من قبل معاوية وجرى عليه ذلك واخبر (عليه السلام) عن حكومة مروان ابن الحكم القصيرة الأمد فقال (عليه السلام) : ليحملن راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه وله امرة كلعقة الكلب أنفه وأخبر (عليه السلام) عن حكومة بني العباس فقد روى المبرد وغيره قال : لما ولد علي بن عبد الله ابن العباس جاء به ابوه الى الامام علي (عليه السلام) فقال له : ما سميته؟ فقال عبد الله : أو يجوز لي أن اسميه قبلك؟ فقال (عليه السلام) قد سميته باسمي وكنيته بكنيتي وهو أبو الاملاك واخبر (عليه السلام) عن مصرع ولده أبي الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) فقد روى الاصبغ قال : أتينا مع علي (عليه السلام) فمررنا بموضع قبر الحسين (عليه السلام) فقال علي : هاهنا مناخ ركابهم وهاهنا موضع رحالهم وهاهنا مهراق دمائهم فتية من آل محمد (صلى الله عليه واله) يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض كما اخبر (عليه السلام) عن الاحداث التي تجري آخر الزمان وما يخترعه الانسان من الآلات والاجهزة الحديثة وسائر الوان التقدم التكنلوجي في العالم كل ذلك اخبر عنه الامام (عليه السلام).

ولم تقتصر هذه الظاهرة على الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وإنما شملت جميع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فهذا الامام الصادق قد قال : للمنصور الدوانيقي تتلاعب بها ـ أي الخلافة ـ الصبيان من ولدك وقال (عليه السلام) : لابن عمه عبد الله بن الحسن انه لا يلي الخلافة وإنما يليها السفاح وتحقق جميع ما أخبر به.

وقد اعترف ابن خلدون بهذه الظاهرة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) يقول : واذا كانت الكرامة تقع لغيرهم فما ظنك بهم علما ودينا وآثارا من النبوة وعناية بالاصل الكريم تشهد لفروعه الطيبة والشريعة قد قررت ان البشر محجوبون عن الغيب إلا من أطلعه الله عليه من عنده في نوم أو ولاية وقد وقع لجعفر وأمثاله من اهل البيت كثير من ذلك مستندهم فيه والله اعلم الكشف بما كانوا من الولاية فهم أولى الناس بهذه الرتب الشريفة والكرامات الموهوبة ... .

تنبأ الامام بدولة بني العباس يقول أبو بصير : كنت مع محمد ابن علي إذ دخل المنصور وداود بن سليمان قبل ان يفضي الملك لبني العباس فجاء داود الى الامام محمد الباقر فسلم عليه فقال (عليه السلام) له : ما منع الدوانيقي أن يأتي؟ ..

فاعتذر داود بن سليمان وقال : ان فيه جفاء واحاطه الامام (عليه السلام) علما بما يصير إليه المنصور قائلا : لا تذهب الأيام حتى يلي هذا الرجل أمر الخلق فيطأ اعناق الرجال ويملك شرقها وغربها ويطول عمره حتى يجمع من كنوز المال ما لا يجمع غيره ..

وبادر داود نحو المنصور وهو يحمل إليه البشرى بما قاله الامام وخف المنصور مسرعا نحو الامام ليتبين مقالته فيه وأبدى للإمام معاذيره في عدم السلام عليه قائلا : ما منعني من الجلوس إليك إلا اجلالا لك ثم سأله عما اخبر به داود فقال (عليه السلام) : هو كائن ..

وراح المنصور يطلب المزيد من الايضاح قائلا : ملكنا قبل ملككم؟.

- نعم .

- ويملك أحد بعدي من ولدي.؟

- نعم .

- فمدة بني أمية أطول أم مدتنا؟.

مدتكم أطول ليلعبن بهذا الملك صبيانكم كما يلعبون بالكرة بهذا عهد إلي أبي ..

وانصرف المنصور وهو جذلان مسرور قد صار على يقين بأن الملك سيؤل إليه وظلت مقالة الامام تراوده في جميع أوقاته فلما صارت إليه الخلافة تعجب من تنبأ الامام , ويقول الدوانيقي : كنت هاربا من بني أمية أنا واخي أبو العباس فمررنا بمسجد النبي (صلى الله عليه واله) ومحمد بن علي جالس فقال (عليه السلام) : لرجل إلى جانبه كأني بهذا الأمر قد صار الى هذين وأشار إلينا فجاء الرجل وأخبرنا بمقالته فملنا إليه وقلنا له : يا ابن رسول الله ما الذي قلت؟ فقال (عليه السلام) : هذا الأمر صائر إليكم عن قريب ولكنكم تسيئون إلى ذريتي وعترتي فالويل لكم  فكان كما اخبر (عليه السلام) وقد اساء المنصور حينما ولى الخلافة إلى ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله) وعترته فنكل بهم كأفظع ما يكون التنكيل وقد قاست عترة رسول الله (صلى الله عليه واله) في عهد هذا الطاغية من صنوف العذاب ما لم تقاسيه في عهد الامويين فقد كانت أيامه عليهم كلها محنة والما وعذابا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.