أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-28
1138
التاريخ: 2024-09-04
335
التاريخ: 26-10-2014
4203
التاريخ: 2023-03-24
1556
|
كانت الأساطير والخرافات شائعةً بين العرب ، نظراً لانخفاض مستواهم الفكري ، وأُمّيّتهم بصورةٍ عامّة ، فكانوا يعتقدون ـ مثلاً ـ أنّ نفس الإنسان طائر ينبسط في جسم الإنسان ، فإذا ما مات أو قتل يكبر هذا الطائر حتّى يصير في حجم البوم ، ويبقى أبداً يصرخ ويتوحّش ويسكن في الديار المعطّلة والمقابر ويسمونه إلهام.
كما كانوا يعتقدون بالغِيلان ويؤمنون بأساطيرها ، ويزعمون أنّ الغول يتغوّل لهم في الخلوات ، ويظهر لخواصّهم في أنواع من الصور ، فيخاطبونها وربما ضيّفوها ، وكانت لهم أبيات من الرجز يتناقلون حفظها ، ويعتقدون أنّ فائدتها هي طرد الغِيلان إذا اعترضتهم في طريقهم وأسفارهم ، إلى غير ذلك من العقائد الخرافية التي كانوا يؤمنون بها.
وقد جاء القرآن الكريم برسالة الإسلام ، فحارب تلك العقائد والخرافات ، ومحا تلك الأوهام عن طريق تنوير عقول العرب والدعوة إلى التفكير الأصيل ، والتدبّر والاعتماد على العقل ، والمطالبة برفض التقليد ، وعدم الجمود على تراث السلف ، بدون تمحيص أو تحقيق؛ قال الله تعالى :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة : 170].
وقد أدّت هذه الدعوة من القرآن إلى تعريض كلّ الأفكار السابقة والموروثة إلى الامتحان من جديد في ضوء المنطق ، والعقل ، وعلى هدى الإسلام ، فأسفر ذلك عن اضمحلال تلك الخرافات ، وزوال تلك العقائد الجاهلية ، وتحرّر العقول من قيودها ، وانطلاقها في طريق التفكير السليم.
وقد حثّ القرآن بصورةٍ خاصّة على التفكير في الكون ، والتأمّل في أسراره ، واكتشاف آيات الله المنتشرة فيه ، ووجّه الإنسان هذه الوجهة الصالحة بدلاً من التشاغل بخرافات الماضين وأساطيرهم :
{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس : 101].
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [العنكبوت : 20].
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج : 46].
{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية : 17 - 20].
ولم يكتف القرآن بالحث على دراسة الكون وما فيه من أسرار ، بل ربط ذلك بالإيمان بالله وأعلن أنّ العلم هو خير دليلٍ للإيمان بالله وأنّ الإيمان يتأكّد كلّما ازداد اكتشاف الإنسان وتقدّم في ميادين العلم؛ لأنّه يطّلع على عظيم آيات الله ، وحكيم صنعه وتدبيره ، قال الله تعالى :
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53].
وبذلك أعطى القرآن مفهوم مواكبة الإيمان للعلم ، وأنّ العقيدة بالله تتمشّى مع العلم على خطٍّ واحد ، وأنّ اكتشاف الأسباب والقوانين في هذا الكون يعزِّز هذه العقيدة بأنّه يكشف عن عظيم حكمة الصانع وتدبيره.
وعلى أساس هذا الموقف القرآني ، وما رفضه من التقليد ، وما شجّع عليه من التفكير والتدبّر كانت الأُمّة التي صنعها الكتاب الكريم مصدر العلم والثقافة في العالم ، بدلاً من خرافات البوم والغِيلان ، حتّى اعترف المؤرّخون الأوربيّون بهذه الحقيقة أيضاً؛
فقال الدوري الوزير والمؤرِّخ الفرنسي :
(إنّ النبي جمع قبائل العرب أُمّة واحدة رفعت أعلام التمدّن في أقطار الأرض ، وكانوا في القرون المتوسّطة مختصّين بالعلوم ، من بين سائر الأُمم ، وانقشعت بسببهم سحائب البربريّة التي امتدّت على أُوربّا).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|