أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
1097
التاريخ: 12-8-2016
820
التاريخ: 2-2-2018
917
التاريخ: 9-2-2018
817
|
اسمه :
الشهيد الثاني( 911 ـ 966 هـ ) زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين الجبعي العاملي، المعروف بالشهيد الثاني ، ولد في جبع (بلبنان) في شهر شوال سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
أقوال العلماء فيه :
ـ قال الشيخ الحر في أمل الآمل: " الشيخ الاجل زين الدين بن علي ابن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح ( تلميذ العلامة ) العاملي الجبعي الشهيد الثاني ، أمره في الثقة والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق ( والتبحر ) وجلالة القدر وعظم الشأن وجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يذكر ، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى وتحصر ، ومصنفاته كثيرة مشهورة .
ـ ذكره السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي في كتاب الرجال وقال فيه : وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها كثير الحفظ نقي الكلام ـ له تلاميذ أجلاء و ـ له كتب نقية جيدة ـ منها شرح شرائع المحقق الحلي ـ قتل ـ لأجل التشيع ! ـ في قسطنطينية سنة 966 إنتهى .
وكان فقيها محدثا نحويا قارئا متكلما حكيما جامعا لفنون العلم ، وهو أول من صنف من الامامية في دراية الحديث لكنه نقل الاصطلاحات من كتب العامة كما ذكره ولده وغيره .
ـ قال ابن العودي الجزّيني في حق شيخه المترجَم: بلغ من كل فنّ منتهاه ... وأمّا الفقه فكان قطبَ مداره وفلك شموسه وأقماره وكأنّه هوى نجم سعوده في داره، وأما الحديث فقد مدّ فيه باعاً طويلاً، وذلّل صعاب معانيه تذليلاً، أدأب نفسه في تصحيحه وإبرازه للناس حتى فشا ... وأما علوم القرآن العزيز وتفاسيره من البسيط والوجيز فقد حصل على فوائدها وحازها وعرف حقائقها ومجازها، وعلم إطالتها وإيجازها.
ـ قال السيد مصطفى التفريشي: وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها، كثير الحفظ، نقيّ الكلام، له تلاميذ أجلاّء، وله كتب نفيسة جيدة.
نبذه من حياته :
أحد أعيان الاِمامية وكبار مجتهديهم وقرأ في الفقه والعربية على والده نور الدين علي إلى أن توفّي (سنة 925هـ)، انتقل إلى ميس، ولازم زوج خالته علي بن عبد العالي الميسي ما يربو على سبع سنوات، وقرأ عليه في الفقه، وانتفع به كثيراً، ثم ارتحل إلى كرك نوح، فقرأ على السيد بدر الدين الحسن بن جعفر الاَعرجي الكركي في الأصوليين والنحو، وزار دمشق مرتين، وقرأ بها على الفيلسوف محمد بن مكي الدمشقي في الطب والهيئة والفلسفة، وعلى شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن طولون الحنفي جملةً من الصحيحين.
وورد مصر سنة (942 هـ) وقرأ بها على كثير من شيوخ أهل السنّة، منهم: شهاب الدين أحمد الرملي المنوفي الشافعي (المتوفّى 957 هـ)، وناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي الشافعي (المتوفّى 966 هـ)، وأبو الحسن محمد بن محمد ابن عبد الرحمان البكري الشافعي (المتوفّى 952 هـ)، وزين الدين الجرمي المالكي، وشمس الدين محمد بن أبي النحاس، وشمس الدين الديروطي، وغيرهم، وأحاط إحاطة واسعة بمختلف المذاهب الاِسلامية في الفقه والحديث والتفسير.
وحجّ (بعد أن أقام بمصر ثمانية عشر شهراً)، ورجع إلى بلدته جبع (سنة 944هـ)، فازدحم عليه أولو العلم والفضل وظهر من فوائده ما لم يطرق الاَسماع ، وفي هذه السنة آنس من نفسه الاجتهاد، والقدرة على استنباط الاَحكام الشرعية، إلاّ أنّه لم يظهر ذلك حتى عام (948 هـ)، وسافر إلى بلاد الروم، فدخل استانبول (سنة 952 هـ)، وأقام بها ثلاثة أشهر ونصفاً، وجُعل مدرساً للمدرسة النورية ببعلبك، وقد صنّف هناك رسالة في عشرة فنون، وجال في البلاد الرومية، واجتمع بالعلماء، ثم توجه إلى العراق لزيارة المراقد الشريفة، وعاد إلى بلاده (سنة 953هـ)، فأقام ببعلبك، ودرّس فيها مدّة في المذاهب الخمسة وكثير من الفنون، وأفتى كل فرقة بما يوافق مذهبها، وأظهر براعة لما كان يتمتع به من علم غزير، ونظر دقيق، وعقلية منفتحة، فانثال عليه العلماء، وانقادت له النفوس.
وعاد الشهيد الثاني إلى جبع، وعكف على التدريس والتأليف، والحكم بين المتخاصمين، واشتهرت فتاواه وآراوَه الفقهية، وتتلمّذ عليه جماعة، وقرأوا عليه في الفقه والاَصول والحديث والمنطق والاَدب، منهم: السيد نور الدين علي بن الحسين الجزّيني الشهير بالصائغ (المتوفّى 980هـ)، ونور الدين علي بن الحسين بن محمد بن أبي الحسن الموسوي الجبعي، وعز الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الجبعي (المتوفّى 984هـ)، ومحمد بن الحسن المشغري العاملي، ونور الدين علي بن عبد الصمد بن محمد الحارثي الجبعي، وبهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي الجزّيني، وأجاز لنصير الدين إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي، والحسن بن نور محمد بن علي الحسيني الشقطي، وتاج الدين بن هلال الجزائري، ومحمود بن محمد بن علي اللاهيجي، وعز الدين الحسين بن زمعة المدني.
آثاره :
صنّف كتباً ورسائل كثيرة، وشرحَ بعض الكتب شرحاً مزجياً (ولم يسبقه إلى ذلك أحد من علماء الاِمامية) وتفرّد بالتأليف في مواضيع لم يطرقها غيره أو طرقها ولم يستوف الكلام فيها وقد عدّ له السيد الاَمين العاملي (97) مؤلفا، منها:
1- الروضة البهية في شرح «اللمعة الدمشقية» في الفقه (مطبوع) وقد عكف العلماء على شرحه والتعليق عليه وتدريسه من حين تأليفه إلى هذا الوقت.
2- روض الجنان في شرح «إرشاد لأذهان» في الفقه (مطبوع).
3- المقاصد العلية في شرح «الرسالة الاَلفية» في فقه الصلاة (مطبوع).
4- مسالك الاَفهام إلى «شرائع الاِسلام» في الفقه (مطبوع).
5- تمهيد القواعد الاَصولية والعربية وصفه مؤلفه بأنّه كتاب واحد في فنه.
6- البداية في علم الدراية وشرحه (مطبوعان).
7- منية المريد في آداب المفيد والمستفيد (مطبوع).
8- كفاية المحتاج في مناسك الحاج.
9- مسكّن الفؤاد عند فقد الاَحبة والاَولاد (مطبوع).
10- غنية القاصدين في اصطلاحات المحدّثين.
11- رسالة في ميراث الزوجة (مطبوعة).
12- رسالة في عدم جواز تقليد الاَموات من المجتهدين.
13- رسالة في حكم صلاة الجمعة حال الغيبة (مطبوعة).
14- حاشية على «قواعد الاَحكام» في الفقه للعلاّمة الحلّي.
15- رسالة في تفسير قوله تعالى (والسابقون الاَولون).
16- رسالة في شرح البسملة.
17- منظومة في النحو وشرحها.
18- جوابات المسائل الهندية.
19- وجوابات المسائل الشامية.
وله شعر.
وفاته :
قُتل المترجم شهيداً سنة ست وستين وتسعمائة، وكان قد أمضى السنوات العشر الاَخيرة من عمره في خوف وترقّب، فقد نشط أعداوَه وحسّاده في مراقبته ورصد تحركاته، بسبب المكانة المرموقة التي كان يحتلّها الشهيد في أوساط الاَمّة ودوره المتميّز في توعيتها وتعريفها بمذهب أهل البيت عليهم السَّلام .
قالوا: كتب قاضي صيدا إلى سلطان الروم أنّه وُجد ببلاد الشام مبدع خارج عن المذاهب الاَربعة، فأرسل السلطان رجلاً يطلبه، فوجده في طريق الحجّ، وبعد أداء الحجّ أخذه إلى الروم ولكنّه بعد الوصول إلى ساحل البحر قتله، وأخذ برأسه إلى السلطان فأُنكر عليه ذلك وقتل القاتل.
وكان سبب قتله على ما سمعته من بعض المشائخ ورأيته بخط بعضهم أنه ترافع إليه رجلان فحكم لاحدهما على الآخر ، فغضب المحكوم عليه وذهب إلى قاضي صيدا واسمه معروف ، وكان الشيخ مشغولا في تلك الايام بتأليف شرح اللمعة وفي كل يوم يكتب منه غالبا كراسا ويظهر من نسخة الاصل أنه ألفه في ستة أشهر وستة أيام لأنه كتب على ظهر النسخة تاريخ ابتداء التأليف ، فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف ، فقال له ـ بعض ـ أهل البلد قد سافر عنا مدة ، فخطر ببال الشيخ أن يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختباء فسافر في محمل مغطى وكتب قاضي صيدا إلى سلطان روم أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الاربعة ، فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال له : إثني به حيا حتى أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي .
فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة ، فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة فقال له : تكون معي حتى نحج بيت الله ثم افعل ما تريد ، فرضي بذلك فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم ، فلما وصل إليها رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال : رجل من علماء الشيعة الامامية أريد أن أوصله إلى السلطان .
فقال : أو ما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك ، بل الرأي أن نقتله وتأخذ برأسه إلى السلطان ، فقتله في مكانه من ساحل البحر ، وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء وتصعد فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة ، وأخذ الرجل راسه إلى السلطان ، فأنكر عليه وقال : أمرتك أن تأتيني به حيا فقتلته ، وسعى السيد عبدالرحيم العباسي في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان " .*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ينظر: معجم رجال الحديث ج8/رقم الترجمة 4917، وموسوعة طبقات الفقهاء ج10/104.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|