أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1467
التاريخ: 20-5-2022
1769
التاريخ: 29-01-2015
1786
التاريخ: 7-12-2015
2272
|
قال تعالى : {لِنَجعَلَهَا لَكُمْ تَذكِرَةً وَتَعِيَهَا اذُنٌ وَاعِيَةٌ}. (الحاقة/ 12)
لقد كان الهدف هو أن نجعل من نجاة المؤمنين بواسطة سفينة نوح واغراق الكافرين بواسطة الطوفان تذكرةً (لكم) لتعيها (والحوادث المشابهة لها) اذُنٌ واعية (كي تنقلوها للآخرين فيتّعظوا).
ينقل «السيوطي» في «الدر المنثور» من ستة طرق عن «بريدة» الصحابي المعروف، عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال لعلي عليه السلام : «إنّ اللَّه أمرني أن ادنيَكَ ولا اقصيَكَ، وأن اعَلّمَكَ وَأنْ تَعِيَ، وَحَقٌ لَكَ أنْ تَعِيَ، فنزلت هذهِ الآيةَ : وَتَعِيهَا اذُنٌ واعِيَةٌ» (1).
وينقل في نفس ذلك الكتاب عن «أبو نعيم الاصفهاني» في «حلية الاولياء» عن علي عليه السلام أنّ الرسول صلى الله عليه و آله قال له ... ثم يذكر نفس مضمون حديث «بريدة»، ويضيف في النهاية : «فَأنْتَ اذُنٌ وِاعَيَةٌ لِعِلْمي» (2).
وينقل أيضاً في نفس ذلك الكتاب من خمسة طرق عن «مكحول» وهو احد خدّام النبي صلى الله عليه و آله، عندما نزلت آية «وتعيها اذُنٌ واعية» قال الرسول صلى الله عليه و آله : «سألت ربي أن يجعلها اذن علي، قال محكول : فكان علي يقول ما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله شيئاً فنسيته» (3).
ونقل «الزمخشري» الحديث الأخير في «الكشاف» أيضاً دون أن يشكل عليه (4).
ونقل جمعٌ آخر من المفسرين مثل «الفخر الرازي» في «التفسير الكبير» (5)، و «الآلوسي» في «روح المعاني» (6)، و «البرسوني» في «روح البيان» (7)، و «القرطبي» في «التفسير الجامع» (8)، نقلوا جميعاً نهاية الآية بخصوص الحديث الأخير.
وأورد «الطبري» أيضاً في تفسيره هذا الحديث وطائفة اخرى من الأحاديث بصدد هذا الموضوع. (9)
وقد ذكر «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» ثلاثة عشر حديثاً في نهاية هذه الآية حيث نقلها من عدّة رواة، وتنتهي سلسلة سندها إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، وبعض هذه الأحاديث مروية عن «مكحول» خادم النبي صلى الله عليه و آله، وبعض منها عن «بريدة»، وبعضها عن شخص «علي بن أبي طالب عليه السلام»، والبعض الآخر عن «جابر بن عبد اللَّه الأنصاري»، حيث ستطالعون نماذج من تلك الأحاديث أدناه :
نقرأ في حديث عن «أبو الدنيا» عن علي عليه السلام أنّه عندما نزلت الآية «وَتَعْيِهَا اذُنٌ وَاعِيَة»، قال لي الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله : «سألت اللَّه أن يجعلها اذنك يا علي» (10).
ونقرأ في حديث آخر عن «مكحول» أنّه عندما تلا الرسول صلى الله عليه و آله آية «وَتَعيِهَا اذُنٌ وَاعِيَة»، التفت إلى علي عليه السلام وقال : «سألت اللَّه أن يجعلها اذُنك» (11).
وفي حديث آخر عن «بريدة» أورد مضمون الحديث الذي نقلناه بادىء الأمر نصاً (12) واخيراً ينقل عن «جابر بن عبد اللَّه الأنصاري» أنّه عندما نزلت الآية الآنفة الذكر، سأل الرسول اللَّه تعالى أن يجعل اذن علي عليه السلام (مصداقها الأتم) وتحقق مراد النبي هذا (13).
ونقل مؤلف كتاب «الفضائل الخمسة» هذا الحديث أيضاً، اضافة لما ذكر من «كنز العمال»، و «نور الابصار»، و «مجمع الزوائد» للهيثمي، و «أسباب النزول» للواحدي (14).
النتيجة :
مع الأخذ بنظر الاعتبار ما نقلناه سابقاً بخصوص شروط الإمامة والولاية وخلافة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله والتي تنص على ضرورة تمتع الأئمّة الإلهيين بالمقدار الكافي والسهم الأعظم من العلم والمعرفة لكي يتمكنوا تحمل مسؤولية قيادة الامّة، وهداية الخلق في أمر الدين والدنيا، ويحفظوا تعاليم الإسلام وقوانين اللَّه تعالى ويحرسوا القرآن والسنّة، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ علياً عليه السلام كان الشخص الوحيد من الامّة الذي يمتاز بمثل هذه المكانة والموهبة بما يطابق الروايات الآنفة الواردة في تفسير الآية المذكورة، فقد ثبت لنا دون أدنى شك بأنّه لم يكن اليق منه لإحراز مقام الإمامة والخلافة أحد.
___________________
(1) تفسير در المنثور، ج 6، ص 260.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) تفسير الكشاف، ج 4، ص 600.
(5) تفسير الكبير، ج 30، ص 107.
(6) تفسير روح المعاني، ج 29، ص 43.
(7) تفسير روح البيان، ج 10، ص 136.
(8) تفسير القرطبي، ج 10، ص 6743.
(9) تفسير جامع البيان، ج 29، ص 35.
(10) شواهد التنزيل، ج 2، ص 271.
(11) المصدر السابق، ص 277 ح 1015.
(12) المصدر السابق، ص 282، ح 1022.
(13) شواهد التنزيل، ج 2، ص 280، ح 1019.
(14) الفضائل الخمسة، ج 1، ص 320 و 321.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|