المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

فوسفات الكلسيوم phosphates Calcium
29-9-2016
زراعة الباذنجان في المشاتل ورعايته
22/12/2022
انتاج بصيلات التخليل
4-12-2020
فاطمة (عليها السلام) تتزوج سيدا في الدنيا والاخرة
16-12-2014
تفسير آية (70-71) من سورة المائدة
17-10-2017
Quartic in Three Dimensions
19-8-2016


اخفاق ثورة ابن الزبير  
  
2642   04:53 مساءاً   التاريخ: 12-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص183-184.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

كان من الطبيعي أن يخفق ابن الزبير في ثورته بعد أن بلي بالبخل والشح والاستبداد بالرأي والعجب بنفسه كما يقول عبد الملك بن مروان وقد أخذت جيوش الأمويين بقيادة السفاك الحجاج بن يوسف الثقفي توالي ضرباته عليه وهو معتصم بيت الله الحرام يلتمس السلامة والنجاة إلا أن الجيش الأموي لم يرجوا للبيت وقارا ولم يرع له حرمة فقد أخذت قذائف النار تتساقط عليه وعجز ابن الزبير عن مقاومة الجيوش الأموية وخرج أكثر أصحابه إلى الحجاج يطلبون منه الأمان فأمنهم وبقي عبد الله في قليل من أنصاره , ويروي بعض المؤرخين أن ابن الزبير لما أيقن بدنو أجله وعجزه عن الدفاع عن نفسه أخذ يأكل المسك والصبر أياما لعلمه أن الحجاج سوف يصلبه فأراد أن يخرج المسك من بدنه ولما استولى عليه الحجاج وقتله وصلبه كان المسك يخرج من بدنه وفطن لذلك الحجاج فصلب إلى جانبه سنورا أو كلبا حتى تضيع رائحة المسك التي تخرج من جثته وبقي ابن الزبير مصلوبا لم يسمح الحجاج بموراته حتى أذن له عبد الملك فدفن في مقره الأخير وبانتهاء ثورة ابن الزبير دانت لعبد الملك جميع أقاليم الدولة الاسلامية ومن المؤكد أن ثورة ابن الزبير لم تستهدف مصلحة الأمة وإنما كانت تهدف إلى الاستيلاء على الحكم والظفر بخيرات البلاد.

هذه بعض الثورات العارمة التي تفجرت في ذلك العصر مضافا إلى الثورات المحلية كثورات الخوارج وغيرهم وهي تكشف عن عدم الاستقرار السياسي في ذلك العصر وإن الحياة العامة كانت قلقة ومضطربة إلى حد بعيد ومن الطبيعي أن ذلك كان ناجما عن سوء السياسة الأموية التي لم تع مصلحة شعوبها وإنما كانت تسعى جاهدة لتحقيق رغباتها وشؤونها فلذا كتب لها الاخفاق وعدم النجاح.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.