المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الجيو ستراتيجية والجيوبولتيك
19-6-2017
التكتلات الاقتصادية - السوق الاشتراكية الدولية
29-1-2022
تقسيم المراعي (المراعي الطبيعية والمراعي الصناعية)
30-11-2016
مصاديق متعددة للفراش‌
26-2-2022
mass (adj.)
2023-10-09
phonological patterns PRICE, CHOICE
2024-03-15


كراهة المسلمين للحكم العباسي  
  
2873   05:53 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص200-201.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

كره المسلمون الحكم العباسي و نقموا منه كأشد ما تكون النقمة و تمنوا رجوع الحكم الأموي على ما فيه من قسوة و عذاب فقد ساسوا الأمة بسياسة الظلم و الجور يقول عبد الرحمن الإفريقي للمنصور الدوانيقي: ظهر الجور ببلادنا فجئت لأعلمك فاذا الجور يخرج من دارك و رأيت أعمالا سيئة و ظلما فاشيا ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر اعظم.

فالتاع المنصور من كلامه و أمر بإخراجه‏  و سأل المنصور ابن أبي ذؤيب فقال له: أي الرجال أنا؟.

فأجابه بمنطق الأحرار الذي لا يخضع للسلطان قائلا: أنت و اللّه عندي شر الرجال استأثرت بمال اللّه و رسوله و سهم ذوي القربى و اليتامى و المساكين و اهلكت الضعيف و اتبعت القوي و أمسكت أموالهم .

و كانت سياسة ملوك بني العباس متشابهة في الظلم و الجور يقول احمد بن أبي نعيم:

ما أحسب الجور ينقضي و على النا                س أمير من آل عباس‏

فنفاه المأمون بسبب هذا البيت إلى السند  و يقول أبو عطاء السندي:

يا ليت جور بني مروان دام لنا            و ليت عدل بني العباس في النار

و استنهض سليم العدوي الأمة لتثور على الحكم العباسي يقول:

حتى متى لا نرى عدلا نسر به‏            و لا نرى لولاة الحق اعوانا

مستمسكين بحق قائمين به‏                اذا تلون أهل الجور الوانا

يا للرجال لداء لا دواء له‏                   و قائد ذي عمي يقتاد عميانا

و يقول شاعر الاحرار سديف:

إنا لنأمل أن ترتد الفتنا               بعد التباعد و الشحناء و الاحن‏

و تنقضي دولة احكام قادتها        فينا كأحكام قوم عابدي وثن‏

و انتشر هذا الشعر و سمعه المنصور فأوعز إلى عامله عبد الصمد بدفنه حيا ففعل‏ .

و يقول الدكتور أحمد محمود صبحي: لكن ذلك المثل الأعلى للعدالة و المساواة الذي انتظره الناس من العباسيين قد اصبح و هما من الأوهام فشراسة المنصور و الرشيد و جشعهم و جور أولاد علي بن عيسى و عبثهم بأموال المسلمين يذكرنا بالحجاج و هشام و يوسف بن عمرو الثقفي و عم الاستياء افراد الشعب بعد ان استفتح ابو عبد اللّه المعروف بالسفاح و كذلك المنصور بالإسراف في سفك الدماء على نحو لم يعرف من قبل‏ .

لقد نقم المسلمون من الحكم العباسي الذي لم يحقق أي هدف من أهدافهم و لا أي أمل من آمالهم و انما كان سادرا في الطيش و العنف و ارغام الناس على ما يكرهون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.