أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
414
التاريخ: 1-9-2016
734
التاريخ: 1-9-2016
593
التاريخ: 9-8-2016
267
|
إذا درسنا النتاج العلمي في الفترة التي توسعت فيها الحركة الاخبارية في أواخر القرن الحادي عشر وخلال القرن الثاني عشر وجدنا اتجاها نشيطا موفقا في تلك المدة إلى جمع الاحاديث وتأليف الموسوعات الضخمة في الروايات والاخبار، ففي تلك المدة كتب الشيخ محمد باقر المجلسي قدس سره المتوفي سنة (1110) ه، كتاب البحار، وهو أكبر موسوعة للحديث عند الشيعة، وكتب الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (قدس سرة) المتوفي سنة (1104) ه ، كتاب الوسائل ، الذي جمع فيه عددا كبيرا من الروايات المرتبطة بالفقه، وكتب الفيض محسن القاساني المتوفي سنة (1091) ه ، كتاب الوافي ، المشتمل على الاحاديث التي جاءت في الكتب الاربعة، وكتب السيد هاشم البحراني المتوفي سنة (1107) ه، أو حوالي ذلك كتاب البرهان في التفسير جمع فيه المأثور من الروايات في تفسير القرآن، ولكن هذا الاتجاه العام في تلك الفترة إلى التأليف في الحديث لا يعني أن الحركة الاخبارية كانت هي السبب لخلقه وإن كانت عاملا مساعدا في أكبر الظن، بالرغم من أن بعض أقطاب ذلك الاتجاه لم يكونوا أخباريين، وإنما تكون هذه الاتجاه العام نتيجة لعدة أسباب، ومن أهمها أن كتبا عديدة في الروايات اكتشفت خلال القرون التي أعقبت الشيخ لم تكن مندرجة في كتب الحديث الاربعة عند الشيعة، ولهذا كان لا بد لهذه الكتب المتفرقة من موسوعات جديدة تضمها وتستوعب كل ما كشف عنه الفحص والبحث العلمي من روايات وكتب أحاديث. وعلى هذا الضوء قد يمكن أن نعتبر العمل في وضع تلك الموسوعات الضخمة التي أنجزت في تلك الفترة عاملا من العوامل التي عارضت نمو البحث الاصولي إلى صف الحركة الاخبارية، ولكنه عامل مبارك على أي حال، لان وضع تلك الموسوعات كان من مصلحة عملية الاستنباط نفسها التي يخدمها علم الاصول.
البحث الاصولي في تلك الفترة:
وبالرغم من الصدمة التي مني بها البحث الاصولي في تلك الفترة لم تنطفئ جذوته ولم يتوقف نهائيا، فقد كتب الملا عبدالله التوني المتوفي سنة (1071) ه ، الوافية في الاصول ، وجاء بعده المحقق الجليل السيد حسين الخونساري المتوفي سنة (1098) ه ، وكان على قدر كبير من النبوغ والدقة ، فأمد الفكر الاصولي بقوة جديدة كما يبدو من أفكاره الاصولية في كتابه الفقهي مشارق الشموس في شرح الدروس ، ونتيجة لمرانه العظيم في التفكير الفلسفي انعكس اللون الفلسفي على الفكر العلمي والاصولي بصورة لم يسبق لها نظير، ونقول: انعكس اللون الفلسفي لا الفكر الفلسفي، لان هذا المحقق كان ثائرا على الفلسفة وله معارك ضخمة مع رجالاتها، فلم يكن فكره فكرا فلسفيا بصيغته التقليدية وإن كان يحمل اللون الفلسفي، فحينما مارس البحث الاصولي انعكس اللون وسرى في الاصول الاتجاه الفلسفي في التفكير بروحية متحررة من الصيغ التقليدية التي كانت الفلسفة تتبناها في مسائله وبحوثها، وكان لهذه الروح أثرها الكبير في تاريخ العلم فيما بعد..
وفي عصر الخونساري كان المحقق محمد بن الحسن الشيرواني المتوفي سنة (1098) ه ، يكتب حاشيته على المعالم، ونجد بعد ذلك بحثين أصوليين: أحدهما قام به جمال الدين بن الخونساري، إذ كتب تعليقا على شرح المختصر للعضدي، وقد شهد له الشيخ الانصاري في الرسائل بالسبق إلى بعض الافكار الاصولية. والآخر السيد صدر الدين القمي الذي تلمذ على جمال الدين وكتب شرحا لوافية التوني ودرس عنده الاستاذ الوحيد البهبهاني وتوفي سنة (1071) ه.
والواقع أن الخونساري الكبير ومعاصره الشيرواني وابنه جمال الدين وتلميذ ولده صدر الدين بالرغم من أنهم عاشوا فترة زعزعة الحركة الاخبارية للبحث الاصولي وانتشار العمل في الاحاديث كانوا عوامل رفع للتفكير الاصولي، وقد مهدوا ببحوثهم لظهور مدرسة الاستاذ الوحيد البهبهاني التي افتتحت عصر جديدا في تاريخ العلم ..، وبهذا يمكن اعتبار تلك البحوث البذور الاساسية لظهور هذه المدرسة والحلقة الاخيرة التي اكسبت الفكر العلمي في العصر الثاني الاستعداد للانتقال إلى عصر ثالث.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|