أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
4800
التاريخ: 9-11-2014
4899
التاريخ: 26-09-2014
5420
التاريخ: 2024-06-05
676
|
قال تعالى : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 101 - 104] .
بعد وقوع القيامة تبدأ مرحلة الحساب وقياس الأعمال بميزان خاصّ بيوم القيامة: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 8].
«الموازين» جمع «ميزان» وهو وسيلة للقياس. وكما قلنا سابقاً : إنّ الميزان لا يعني ما نعرفه في هذه الدنيا لوزن الموادّ، إنّ الميزان في هذه الآية يعني وسيلة ملائمة لقياس قيمة أعمال الإنسان، أي: للميزان مفهوم واسع يشمل جميع وسائل القياس. وكما ورد في الأحاديث المختلفة أنّه ميزان تقاس به الأعمال والناس، وهم قادة الإسلام الكبار، في الحديث: «إنّ أمير المؤمنين والأئمّة من ذريته هم الموازين» (1).
وعلى هذا فإنّ الرسل وأوصياءهم هم الذين يقاس الناس وأعمالهم بهم، ليتبيّن إلى أي درجة يشبهونهم. وبهذا يتميّز الناس ثقيلهم من خفيفهم، وثمينهم من تافههم، وعالمهم من جاهلهم. كما يتّضح لنا سرّ ذكر الموازين بصيغة الجمع، لأنّ قادة الناس الكبار في السابق ـ وهم موازين القياس ـ قد تعدّدوا في التاريخ.
ويمكن أن يكون الأنبياء والأئمّة وعباد الله المخلصون قدوة في مجال معيّن أو أكثر على وفق الظروف التي مرّوا بها، فاشتهروا ببعض الصفات دون أُخرى، فواحدهم ميزان بما اشتهر به من حسنات وخصال حميدة.
(ومن خفّت موازينه) وهم الذين فقدوا الإيمان والعمل الصالح، فوزنهم خفيف يوم القيامة، لأنّهم خسروا رأسمال وجودهم: {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 9] عبارة (خسروا أنفسهم) تصريح بحقيقة خسران المذنبين لأكبر رأسمال لهم ـ أي وجودهم ـ في سوق تجارة الدنيا دون أن يحصلوا على مقابل.
وتشرح الآيات التالية عذابهم الأليم (تلفح وجوههم النّار) ألسنة النّار ولهيبها المحرق تضرب وجوههم كضرب السيف (وهم فيها كالحون) وهم من شدّة الألم وعذاب النّار، في عبوس واكفهرار.
وكلمة «تلفح» مشتقّة من «لَفْح» على وزن «فتح» وتعني في الأصل ضربة السيف، وقد وردت هنا كناية، لأنّ لهيب النّار، أو نور الشمس المحرقة، وريح السموم، تضرب وجه الإنسان كضرب السيف.
وأمّا كلمة «كالح» فإنّها مشتقّة من «كلوح» على وزن «فُعُول» بمعنى التعبيس واكفهرار الوجه. وقد فسّره عدد كبير من المفسّرين بتقلّص في جلد الوجه بحيث يبقى الثغر مفتوحاً لا يمكن إغلاقه (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بحار الأنوار، المجلّد السابع، صفحة 251 (الطبعة الجديدة).
2- تفسير القرطبي، وتفسير الفخر الرازي، وتفسير مجمع البيان، وتفسير الميزان، الآيات موضع البحث.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يختتم مسابقة دعاء كميل
|
|
|