أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2022
1802
التاريخ: 2024-01-22
1017
التاريخ: 12-3-2021
2703
التاريخ: 21-7-2016
1842
|
أن ضد الوسوسة الخاطر المحمود المستحسن شرعا و عقلا ، لأن القلب إذا كان مشغولا بشيء لا يمكن أن يشغله شيء آخر ، فإذا كان مشغولا بشيء من الخواطر المحمودة لا سبيل للخواطر المذمومة إليه ، و ربما كان للغفلة التي هي ضد النية تقابل لكل من الوسوسة و الخاطر المحمود إذ عند الغفلة لا يتحقق شيء منهما ، إلا أن خلو القلب عن كل نية و خاطر بحيث يكون ساذجا في غاية الندرة ، على أن الظاهر أن مرادهم من الغفلة خلو الذهن من القصد الباعث و إن كان مشغولا بالوساوس الباطلة ، كما يأتي تحقيقه.
ثم الخاطر المحمود إن كان قصدا و نية لفعل جميل معين كان متعلقا بالقوة التي يتعلق هذا الفعل بها ، و إلا كان راجعا إما إلى الذكر القلبي أو إلى التدبر في العلوم و المعارف و التفكر في عجائب صنع اللّه و غرائب عظمته ، أو إلى التدبر الإجمالي الكلي فيما يقرب العبد إلى اللّه سبحانه أو ما يبعده عنه تعالى ، و ليس وراء ذلك خاطر محمود متعلق بالدين أو غير ذلك من الخواطر المذمومة المتعلقة بالدنيا.
وإذا عرفت ذلك فاعلم : أنه من معالجات مرض الوسواس معرفة شرافة ضده الذي هو الخاطر المحمود ، ليبعثه على المواظبة عليه الموجبة لدفع الوساوس.
وفضيلة الخواطر المحمودة الباعثة على الأفعال الجميلة يأتي ذكرها في باب النية و ربما يعلم من بيان فضيلة نفس هذه الأفعال أيضا كما يأتي ذكرها في باب النية ، و فضيلة الذكر القلبي يعلم في باب مطلق الذكر.
أما بيان شرافة التفكر و بعض مجاريه من أفعال اللّه تعالى و الإشارة إلى كيفية التفكر فيها و فيما يقرب العبد إلى اللّه تعالى و فيما يبعده عنه ، فلنشر إلى مجمل منه هنا لتعلقه بالقوة النظرية فنقول : التفكر : هو سير الباطن من المبادئ إلى المقاصد ، و المبادئ : هي آيات الآفاق و الأنفس ، و المقصد : هو الوصول إلى معرفة موجودها و مبدعها و العلم بقدرته القاهرة و عظمته الباهرة ، و لا يمكن لأحد أن يترقى من حضيض النقصان إلى أوج الكمال إلا بهذا السير.
وهو مفتاح الأسرار و مشكاة الأنوار ، و منشأ الاعتبار و مبدأ الاستبصار، و شبكة المعارف الحقيقة و مصيدة الحقائق اليقينية ، و هو أجنحة النفس للطيران إلى وكرها القدسي ، و مطية الروح للمسافرة إلى وطنها الأصلي و به تنكشف ظلمة الجهل و أستاره و تنجلى أنوار العلم و أسراره ، و لذا ورد عليه الحث و المدح في الآيات و الأخبار كقوله سبحانه : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ } [الروم : 8] , وقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } [الأعراف: 185] , و قوله تعالى : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر : 2] , وقوله تعالى : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [العنكبوت : 20] , و قوله تعالى : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [آل عمران : 190] , و قوله تعالى : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [الذاريات : 20، 21] , و قوله تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [آل عمران : 191].
وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «التفكر حياة قلب البصير» , و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «فكرة ساعة خير من عبادة سنة» ، و لا ينال منزلة التفكر إلا من خصه اللّه عز و جل بنور التوحيد و المعرفة ، و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّه و في قدرته» ، و مراده من التفكر في اللّه التفكر في قدرته و صنعه و في عجائب أفعاله و مخلوقاته و غرائب آثاره و مبدعاته ، لا التفكر في ذاته ، لكونه ممنوعا عنه في الأخبار، و معللا بأنه يورث الحيرة و الدهشة و اضطراب العقل ، وقد ورد : «إياكم و التفكر في اللّه ، و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه».
و اشتهر عن النبي ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) أنه قال : «تفكروا في آلاء اللّه و لا تفكروا في اللّه ، فإنكم لن تقدروا قدره» ، و قول أمير المؤمنين (عليه السلام ) : «التفكر يدعو إلى البر والعمل به» ، و قوله (عليه السلام ) : «نبه بالتفكر قلبك ، و جاف عن الليل جنبك ، و اتق اللّه ربك» ، وقول الباقر (عليه السلام) : «بإجالة الفكر يستدر الرأي المعشب» , وقول الصادق (عليه السلام) : «الفكر مرآة الحسنات و كفارة السيئات ، و ضياء للقلوب و فسحة للخلق ، و إصابة في صلاح المعاد ، و اطلاع على العواقب ، و استزادة في العلم و هي خصلة لا يعبد اللّه بمثلها» ، وقول الرضا (عليه السلام) : «ليس العبادة كثرة في الصلاة و الصوم ، إنما العبادة التفكر في أمر الله عز و جل».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|