المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05



الخاطر المحمود و التفكر  
  
1359   09:19 صباحاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج‏1. ص : 199-202
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التفكر والعلم والعمل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2022 1802
التاريخ: 2024-01-22 1017
التاريخ: 12-3-2021 2703
التاريخ: 21-7-2016 1842

أن ضد الوسوسة الخاطر المحمود المستحسن شرعا و عقلا ، لأن القلب إذا كان مشغولا بشي‏ء لا يمكن أن يشغله شي‏ء آخر ، فإذا كان مشغولا بشي‏ء من الخواطر المحمودة لا سبيل للخواطر المذمومة إليه ، و ربما كان للغفلة التي هي ضد النية تقابل لكل من الوسوسة و الخاطر المحمود   إذ عند الغفلة لا يتحقق شي‏ء منهما ، إلا أن خلو القلب عن كل نية و خاطر بحيث يكون ساذجا في غاية الندرة ، على أن الظاهر أن مرادهم من الغفلة خلو الذهن من القصد الباعث و إن كان مشغولا بالوساوس الباطلة ، كما يأتي تحقيقه.

ثم الخاطر المحمود إن كان قصدا و نية لفعل جميل معين كان متعلقا بالقوة التي يتعلق هذا الفعل بها ، و إلا كان راجعا إما إلى الذكر القلبي أو إلى التدبر في العلوم و المعارف و التفكر في عجائب صنع اللّه و غرائب عظمته ، أو إلى التدبر الإجمالي الكلي فيما يقرب العبد إلى اللّه سبحانه أو ما يبعده عنه‏ تعالى ، و ليس وراء ذلك خاطر محمود متعلق بالدين أو غير ذلك من الخواطر المذمومة المتعلقة بالدنيا.

وإذا عرفت ذلك فاعلم : أنه من معالجات مرض الوسواس معرفة شرافة ضده الذي هو الخاطر المحمود ، ليبعثه على المواظبة عليه الموجبة لدفع الوساوس.

وفضيلة الخواطر المحمودة الباعثة على الأفعال الجميلة يأتي ذكرها في باب النية و ربما يعلم من بيان فضيلة نفس هذه الأفعال أيضا كما يأتي ذكرها في باب النية ، و فضيلة الذكر القلبي يعلم في باب مطلق الذكر.

أما بيان شرافة التفكر و بعض مجاريه من أفعال اللّه تعالى و الإشارة إلى كيفية التفكر فيها و فيما يقرب العبد إلى اللّه تعالى و فيما يبعده عنه ، فلنشر إلى مجمل منه هنا لتعلقه بالقوة النظرية   فنقول : التفكر : هو سير الباطن من المبادئ إلى المقاصد ، و المبادئ : هي آيات الآفاق و الأنفس ، و المقصد : هو الوصول إلى معرفة موجودها و مبدعها و العلم بقدرته القاهرة و عظمته الباهرة ، و لا يمكن لأحد أن يترقى من حضيض النقصان إلى أوج الكمال إلا بهذا السير.

وهو مفتاح الأسرار و مشكاة الأنوار ، و منشأ الاعتبار و مبدأ الاستبصار، و شبكة المعارف الحقيقة و مصيدة الحقائق اليقينية ، و هو أجنحة النفس للطيران إلى وكرها القدسي ، و مطية الروح للمسافرة إلى وطنها الأصلي و به تنكشف ظلمة الجهل و أستاره و تنجلى أنوار العلم و أسراره ، و لذا ورد عليه الحث و المدح في الآيات و الأخبار كقوله سبحانه : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ } [الروم : 8] , وقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } [الأعراف: 185] , و قوله تعالى : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر : 2] , وقوله تعالى : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [العنكبوت : 20] , و قوله تعالى : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [آل عمران : 190] , و قوله تعالى : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [الذاريات : 20، 21] , و قوله تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [آل عمران : 191].

وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه و آله و سلم )  : «التفكر حياة قلب البصير» , و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «فكرة ساعة خير من عبادة سنة» ، و لا ينال منزلة التفكر إلا من خصه اللّه عز و جل بنور التوحيد و المعرفة ، و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّه و في قدرته» ، و مراده من التفكر في اللّه التفكر في قدرته و صنعه و في عجائب أفعاله و مخلوقاته و غرائب آثاره و مبدعاته ، لا التفكر في ذاته ، لكونه ممنوعا عنه في الأخبار، و معللا بأنه يورث الحيرة و الدهشة و اضطراب العقل ، وقد ورد : «إياكم و التفكر في اللّه ، و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه».

و اشتهر عن النبي ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) أنه قال : «تفكروا في آلاء اللّه و لا تفكروا في اللّه ، فإنكم لن تقدروا قدره» ، و قول أمير المؤمنين (عليه السلام ) : «التفكر يدعو إلى البر والعمل به» ، و قوله (عليه السلام ) : «نبه بالتفكر قلبك ، و جاف عن الليل جنبك ، و اتق اللّه ربك» ، وقول الباقر (عليه السلام) : «بإجالة الفكر يستدر الرأي المعشب» , وقول الصادق (عليه السلام) : «الفكر مرآة الحسنات و كفارة السيئات ، و ضياء للقلوب و فسحة للخلق ، و إصابة في صلاح المعاد ، و اطلاع على العواقب ، و استزادة في العلم و هي خصلة لا يعبد اللّه بمثلها» ، وقول الرضا (عليه السلام) : «ليس العبادة كثرة في الصلاة و الصوم ، إنما العبادة التفكر في أمر الله عز و جل».




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.