أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016
1625
التاريخ: 2023-03-26
1304
التاريخ: 10-6-2021
2919
التاريخ: 18-7-2016
1767
|
الإخلاص : ضدّ الرياء ، وهو صفاء الأعمال مِن شوائب الرياء ، وجعلها خالصةً للّه تعالى .
وهو قوام الفضائل ، وملاك الطاعة ، وجوهر العبادة ، ومناط صحّة الأعمال ، وقبولها لدى المولى عزّ وجل .
وقد مجّدته الشريعة الإسلاميّة ، ونوّهت عن فضله ، وشوّقت إليه ، وباركَت جهود المتحلّين به في طائفة مِن الآيات والأخبار : قال تعالى : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف : 110] , وقال سُبحانه : {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر : 2، 3] , وقال عزَّ وجل : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [البينة : 5].
وقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( مَن أخلص للّه أربعين يوماً ، فجّر اللّه ينابيع الحكمة مِن قلبه على لِسانه ) (1) .
وقال الإمام الجواد ( عليه السلام ) : ( أفضل العبادة الإخلاص ) (2) .
وعن الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( الدنيا كلّها جهل إلاّ مواضع العِلم ، والعِلم كلّه حجّة إلاّ ما عُمِل به ، والعمَل كلّه رياءٌ إلاّ ما كان مخلِصاً والإخلاص على خطر ، حتّى ينظُر العبد بما يُختَم له ) (3) .
وقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( يا أبا ذر ، لا يفقه الرجل كلّ الفقه ، حتّى يرى الناس في جنب اللّه أمثال الأباعر ، ثُمّ يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقرٍ له ) (4) .
فضيلة الإخلاص :
تتفاوت قِيَم الأعمال ، بتفاوت غاياتها والبواعث المحفّزة عليها ، وكلّما سمَت الغاية ، وطهُرَت البواعث مِن شوائب الغشّ والتدليس والنفاق ، كان ذلك أزكى لها ، وأدعى إلى قبولِها لدى المولى عزّ وجل .
وليس الباعث في عرف الشريعة الإسلامية إلاّ ( النيّة ) المحفّزة على الأعمال ، فمتى استهدفت الإخلاص للّه تعالى ، وصَفَت مِن كدر الرياء نبلت وسعدت بشرف رضوان اللّه وقبوله ، ومتى شابها الخِداع والرياء ، باءت بسخَطِه ورفْضِه .
لذلك كان الإخلاص حجَراً أساسيّاً في كيان العقائد والشرائع ، وشرطاً واقعيّاً لصحّة الأعمال إذ هو نظام عقدها ، ورائدها نحو طاعة اللّه تعالى ورضاه .
وناهيك في فضل الإخلاص أنّه يُحرّر المرء من إغواء الشيطان وأضاليله : {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص : 82، 83] .
عوائق الإخلاص :
وحيث كان الإخلاص هو المنار الساطع ، الذي ينير للناس مناهج الطاعة الحقّة ، والعبوديّة الصادقة ، كان الشيطان ولوعاً دؤوباً على إغوائهم وتضليلهم بصنوف الأماني والآمال الخادعة : كحب السمعة والجاه ، وكسب المحامد والأمجاد ، وتحرّي الأطماع المادّيّة التي تمسخ الضمائر وتمحق الأعمال ، وتذرها قفراً يباباً من مفاهيم الجمال والكمال وحلاوة العطاء.
وقد يكون إيحاء الشيطان بالرياء هامساً خفيفاً ماكراً ، فيمارس الانسان الطاعة والعبادة بدافع الإخلاص ، ولو محصها وأمعن فيها وجدها مشوبةً بالرياء.
وهذا مِن أخطر المزالق ، وأشدّها خفاءً وخداعاً .
ولا يتجنّبها إلاّ الأولياء الأفذاذ .
كما حُكي عن بعضهم أنّه قال : ( قضَيت صلاةَ ثلاثين سنة كنت صلّيتها في المسجد جماعة في الصفّ الأوّل ، لأنّي تأخّرت يوماً لعُذرٍ ، وصلّيت في الصفّ الثاني ، فاعترتني خَجْلةٌ مِن الناس حيث رأوني في الصفّ الثاني ، فعرفت أنّ نظر الناس إليّ في الصفّ الأوّل كان يسرّني وكان سبب استراحة قلبي .
نعوذ باللّه مِن سُبات الغفلة ، وُخِدَع الرياء والغرور .
من أجل ذلك يحرص العارفون على كتمان طاعاتهم وعباداتهم ، خَشية من تلك الشوائب الخفيّة.
فقد نُقل : أنّ بعض العبّاد صام أربعين سنة لم يعلَم به أحد مِن الأباعد والأقارب ، كان يأخذ غذاءه فيتصدّق به في الطريق ، فيظنّ أهله أنّه أكل في السوق ، ويظنّ أهل السوق ، أنّه أكل في البيت .
كيف نكسب الإخلاص :
بواعث الإخلاص ومحفّزاته عديدة تلخصّها النقاط التالية :
1 - استجلاء فضائل الإخلاص السالفة ، وعظيم آثاره في دنيا العقيدة والإيمان .
2 - إنّ أهمّ بواعث الرياء وأهدافه استثارة إعجاب الناس ، وكسب رضاهم ، وبديهي أنّ رضا الناس غايةٌ لا تُدرك ، وأنّهم عاجزون عن إسعاد أنفسهم ، فضلاً عن غيرهم ، وأنّ المُسعِد الحقّ هو اللّه تعالى الذي بيده أزِمّة الأُمور ، وهو على كلّ شيء قدير ، فحريٌّ بالعاقل أنْ يتّجه إليه ويخلص الطاعة والعبادة له .
3 - إنّ الرياء والخِداع سرعان ما ينكشفان للناس ، ويسفران عن واقع الإنسان ، ممّا يفضح المرائي ويعرضه للمقت والازدراء .
ثوب الرياء يشفّ عمّا تحته فإذا التحفتَ به فإنّك عاري
فعلى المرء أنْ يتّسم بصدق الإخلاص ، وجمال الطوية ، ليكون مثلاً رفيعاً للاستقامة والصلاح.
فقد جاء في الآثار السالفة : ( إنْ رجلاً مِن بني إسرائيل قال : لأعبدنّ اللّه عبارة أُذكَر بها فمكث مدّةً مبالِغاً في الطاعات ، وجعَل لا يمرّ بملأٍ من الناس إلاّ قالوا : متصنّعٍ مراءٍ ، فأقبل على نفسه وقال : قد أتعبت نفسك ، وضيّعت عُمرك في لا شيء ، فينبغي أنْ تعمل للّه سُبحانه وأخلص عمله للّه ، فجعل لا يمرّ بملأٍ من الناس إلاّ قالوا ورعٍ تقيّ ) .
________________________________
1- ، 2- البحار : م 15 , ص 87 عن عدّة الداعي لابن فهد .
3- البحار : م 15 , ص 85 عن الأمالي والتوحيد للصدوق .
4- الوافي : ج 14 , ص 54 في وصيّة النّبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) لأبي ذر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|