المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2793 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لهجة قريش، وعوامل سيادتها  
  
28506   06:05 مساءاً   التاريخ: 17-7-2016
المؤلف : محمد بن ابراهيم الحمد
الكتاب أو المصدر : فقه اللغة مفهومه  – موضوعاته  – قضايا
الجزء والصفحة : ص119-  123
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / اللغة العربية / اللغة المشتركة (الفصحى) /

أولاً: سيادة لهجة قريش:

مر بنا عند الحديث عن اللهجات أن هناك لغة مشتركة كان العرب ينظمون بها شعرهم وخطابهم، وأنهم اصطلحوا على هذه اللهجة الفصحى.

وهذه اللهجة أو اللغة المشتركة يطلق عليها أحياناً لغة قريش التي نزل بها القرآن الكريم، ووصلنا بها الشعر الجاهلي.

ولقد كان لقريش الحظ الأوفر من هذه اللغة، مما حدا ببعض الباحثين إلى تسميتها بالقرشية.

بل لقد استقر في نفوس الأسلاف أن هذه اللهجة الفصحى إنما هي لهجة قريش، وأن قريشاً كانوا أفصح العرب، وأنهم مع ذلك كانوا يتخيرون من كلام الناس أحسنه وأصفاه.

قال أبو نصر الفارابي: (كانت قريش أجود العرب انتقاءاً للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعاً، وأبينها إبانة عند النطق)(1).

ص119

وقال أحمد بن فارس رحمه الله: (أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بقزوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن عباس الخُشكي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عبدالله قال: أجمع علماؤنا بكلام العرب، والرواة لأشعارهم، والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالِّهم أن قريشاً أفصح العرب ألسنةً، وأصفاهم لغةً.

وذلك أن الله _جل ثناؤه_ اختارهم من جميع العرب، واصطفاهم، واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً " فجعل قريشاً قُطَّان(2) حرمه، وجيران بيته الحرام، وولاته؛ فكانت وفود العرب من فجاجها وغيرهم يفدون إلى مكة للحج، ويتحاكمون إلى قريش في أمورهم، وكانت قريش تعلمهم مناسكهم، وتحكم بينهم.

ولم تزل العرب تعرف لقريش فضلها عليهم، وتسميهم (أهل الله) لأنهم الصريح من إسماعيل _عليه السلام_ لم تَشُبْهُم شائبة، ولم تنقلهم عن مناسبهم ناقلة، فضيلةً من الله _جل ثناؤه_ لهم، وتشريفاً؛ إذ جعلهم رهط نبيه الأولين، وعترته الصالحين.

وكانت قريش _مع فصاحتها، وحسن لغاتها، ورقة ألسنتها_ إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم، وأصفى كلامهم؛ فاجتمع ما تخير من تلك اللغات إلى نحائزهم(3)، وسلائقهم التي طبعوا

ص120

عليها؛ فصاروا بذلك أفصح العرب.

ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عنعنة تميم، ولا عجرفيَّة قيس، ولا كشكشة أسد، ولا كسكسة ربيعة، ولا الكسر الذي تسمعه من أسد، وقيس مثل: تِعلمون، ونِعلم، ومثل: شِعير، وبِعير)(4).

ثانياً: عوامل سيادة لهجة قريش

لقد تضافرت عوامل عديدة جعلت قريشاً تسود العرب زعامة، ومدنية، ولغة قبل الإسلام.

ولقد مر شيء من ذلك فيما سبق، وفيما يلي إجمال لتلك العوامل:

1_ المكانة الدينية لموقع قريش: فقريش تقطن مكة، والعرب يحجون البيت الحرام، ويعترفون لقريش بالنفوذ الديني.

2_ العامل الاقتصادي: فأسواق مكة، وشهرتها الاقتصادية، وقيامها بين الشام واليمن جعل لقريش مكانة عظيمة بين القبائل.

3_ العامل الثقافي: حيث كان التجار والشعراء والخطباء يرتادون أسواق مكة، ومنتدياتهم الثقافية والأدبية.

ومما يدعم هذا العامل ما ذكره الرواة من أن العرب تعرض أشعارها على قريش؛ فما قبلوه كان مقبولاً، وما ردوه كان مردوداً، فقدم عليهم علقمة بن عَبَدَة التميمي فأنشدهم قصيدته:

هل ما علمت وما استودعت مكتوم            أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم

ص121

فقالوا: هذه سمط الدهر أي: قلادته.

ثم عاد من العام المقبل، فأنشدهم قصيدته:

طحابك قلبٌ في الحسان طروب               بُعيد الشبابِ عصر حان مشيب

فقالوا: هاتان سمطا الدهر.

ويدلك على عنايتهم بأمر الفصاحة ما وصل إلينا من نتائج أفكارهم، وبدائع خطبهم وقصائدهم في سوق عكاظ، وسوق مجنة؛ إذ يفدون عليهما في موسم الحج، ويقيمون في سوق عكاظ ثلاثين يوماً، وفي مجنة سبعة أيام يتناشدون ما وضعوه من الشعر، ويتفاخرون بجودة صنعة الكلام.

وعند احتفالهم يضربون قبة للشاعر العظيم في وقته (النابغة الذبياني) ويعرضون عليه منتخبات أشعارهم(5).

4_ العامل السياسي والجغرافي: حيث كانت مكة أبعد المناطق عن صراع الفرس والروم والأحباش؛ فعلى حين تَعَرُّضِ عرب الشام، والعراق واليمن وأطراف الجزيرة إلى الخطر دائماً من عدوهم، وأنهم قد اختلطوا بالأعاجم مما أدخل في لغتهم الكثير _ نجد أن أهل مكة يعيشون في استقلال، وحرية، وبعد عن الأخطار مما جعل العرب ينظرون إلى مكة وأهلها نظرة تقدير وإجلال.

5_ أيام العرب: وهي الحروب التي كانت تشنها قبائل العرب بعضها على بعض، أو تشنها على الأجانب لأي سبب من الأسباب.

ص122

وكان دعامتهم في هذه الحروب الكلام البليغ الذي يلجأ إليه قوادهم، ورؤساؤهم، وساداتهم، وجنودهم؛ للتفاخر، وتعداد المآثر، واستفزاز الهمم، والحث على الشجاعة.

وكان جميع ما يقال في هذه الحروب مؤلفاً بلغة قريش، وغنيٌّ عن البيان ما كان لذلك من أثر في نهضة هذه اللغة، وتجويدها، واتساع نطاقها.

6_ سعة لغة قريش وغزارتها: فلغة قريش كانت أوسع اللغات ثروة، وأغزرها مادة، وأبعدها عن اللهجات المعيبة _كما مر_.

7_ نزول القرآن بها: فالقرآن الكريم نزل بلغة عربية أكثرها لقريش، ولكنها معروفة للعرب جميعاً.

فهذه العوامل مكَّنت للغة قريش، وجعلت لها السيادة والريادة.

ص123

_________________

(1) المزهر للسيوطي 1: 211.

(2) قطان: جمع قاطن، وهو المقيم.

(3) النحائز: جمع نحيزة، وهي الطبيعة.

(4) الصاحبي ص28_29.

(5) انظر حياة اللغة العربية ص16، وفقه اللغة لـ: وافي ص91_93، وفي الأدب الجاهلي د. شوقي ضيف ص131_133، ومحاضرات أ.د. علي البواب على طلاب كلية اللغة العربية.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.