يمكن تفسير قدرة الماء على التشريد ، بأن ذرته القطبية تستطيع ان تترابط كهربائياً مع شوارد الاخرى المجاورة . وينتهي بها الامر الى ان تترك سطح البلورة وقد  حاط بها عدد من ذرات الماء . ففي حالة كلور الصوديوم مثلا تحيط ست ذرات ماء بكل شاردة كلور او شاردة صوديوم ، فتترك الشاردة البلورة وتدخل المحلول . وتتوجه ذرات الماء القطبية طبعا بالشكل المناسب ، بحيث تكون الاطراف السالبة لذرات الماء (جوهر الاوكسجين) متجهة نحو الشاردة الموجبة (الصوديوم) والعكس في حالة شاردة الكلور .

والحقيقة ان ذرة الماء ما كانت لتستطيع ان تقوم بالعمليتين السابقتين (وهمل نزع الشاردة من البلورة ثم الاحاطة بها) لولا تمتعها بعزم قطبي كبير ، قد وجد ان التجاذب الكائن بين شاردة كلور وشاردة صوديوم في البلورة ، يضعف بمقدار (81 مرة) عندما تكون الشاردتان على نفس البعد ولكن يفصل بينهما الماء ونسمي الرقم السابق ، ثابت العزل . وهو في ذرة ثاني اكيد الفحم صغير جدا . اما في الكحول فهو 25،7 وفي البنزين 2،28.

هذا فيما يخض انحلال المركبات الشاردية في الماء ، اما انحلال المركبات غير الشاردية ، كانحلال السكر الشديد في الماء (وهو 1740 غ في الليتر) فينتج عن نشوء الروابط الهدروجينية الكثيرة التي تحصل بين ذرة السكر وذرات الماء ... فسبحان القادر المقدر.