أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/11/2022
1828
التاريخ: 20-6-2017
2191
التاريخ: 6-8-2022
1657
التاريخ: 24-6-2016
4913
|
من الحقيقة بمكان ان الدولة هي بمثابة الاسرة الكبيرة، وعليها متوقف من الانظمة والقوانين التي تؤمن حماية الشعب صغاره وكباره من كل الاخطار الخارجية والداخلية، وتعمل على تقدمه تطوره واسعاده وايجاد الحياة اللائقة به.
وقطعا ان هناك اوليات تفرض نفسها على الدولة للقيام بها.
ومن هذه الاوليات: ان تكون هناك حرية وعدالة ونظام تربوي صالح يستند على الايمان الخالص بالإسلام الحقيقي باعتباره الدين الخاتم والشريعة الشاملة الكاملة الملائمة لجميع بني البشر، وهو المنبع لكل خُلق حسن وفضيلة وكمال وجمال وسلام وحرية وعدالة. لكي نحصل على جيل سوي صالح متسلح بالإيمان والفضائل، والعلم والمعرفة، وقادر على ادارة الدولة، وحمياتها من أي تهديد او إرهاب او انحراف او فساد يُذكر.
وطبيعي ان الدولة الراقية، والحكومة الناجحة في العالم هي تربي شعبها على الفضائل، وتوفر لهم العزة والكرامة، وتجعلهم يعيشون امنين في ظل العدالة والقانون بأرواح ملؤها الرفاه والاطمئنان والهدوء.
اما الدولة الفاشلة، هي التي تحكم شعبها بالحديد والنار والتعنت والاستبداد والقمع والارهاب فيتحول الشعب فيها إلى عبيد للحاكم المستبد ينفذ رغباته وشهواته واوامره الجائرة ليس الا، وان لم ينفذ يعدم من الوجود فيكون الانسان في ظلها ضعيفا قلقا مضطرباً خائفاً لأنه يعلم اذا ارتكب ابسط مخالفة فان عقابه سيكون قاسياً جداً.
فأين تكون التربية وكسب العلم والفضيلة اذن ؟ في مثل هذه الاجواء، جاء في كتاب : (روح القوانين) لمونتسكيو ص32 – 33 ما نصه :
(يكون افراد الشعب عبيدا للحاكم في الحكومات الاستبدادية ولا يكون لاحد امتياز على الاخرين ان الحاكم المستبد لا يلتزم بأي قاعدة او قانون، فإرادته وشهواته فوق القانون والانظمة، انه يحاول ان يمحوا الآخرين من صفحة الوجود.....
تتطلب طبيعة الحكومة في النظام الاستبدادي نوعاً من الإطاعة اللامحدودة.
ولا يوجد في هذه الحكومة ما يتعرض للأوامر الصادرة من تغيير، او امهال، او موعد او بدلية، او مفاوضات او انتقادات او واسطة.....
وفي هذه الحكومات يُعد الانسان مخلوقا خاضعا لإرادة مخلوق اخر، ويجب ان لا يتحمل اظهار القلق او الاضطراب من وقوع بعض الحوادث الفجائية.
ويعيش الانسان في ظل الحكومة الاستبدادية كالحيوانات لا نصيب له بغير الغريزة الطبيعية والاطاعة والعقاب)
وجاء ايضا في ص 47 منه ما نصه :
(رد الحكومة الاستبدادية على قاعدة الخوف، وفي الامم الجبانة والجاهلة والمندحرة لا ضرورة للقوانين الكثيرة فكل شيء هناك يقوم على فكر شخصين او ثلاثة. وعليه فلا حاجة للأفكار الجديدة، ذلك انكم عندما تقومون بتربية حيوان تلاحظون فقط ان لا يأخذ الحيوان احد ، وان يعرف صاحبه ولا يغير سلوكه..
عندما كان (شارل الثاني عشر) في مدينة (بندر) لاحظ ان خلافا نشب تجاهه في مجلس الشيوخ السويدي، فكتب إلى المجلس:
انه سيرسل احدى جزمتيه لتحكم عليهم)(1).
اجل ان من اكبر النعم التي يحصل عليها البشر في هذه الحياة هي : نعمة العدالة والقانون، والحرية والفضيلة، لان في ظل هذه المفاهيم الانسانية يشعر الانسان بإنسانيته ويحس بوجوده كبشر له قيمة في الحياة، وبفقدانها تكون الامم أوطأ الامم، ويكون الناس اشقى الناس وتغدو حياتهم أوطأ وأحط من حياة الحيوان بكثير، كما يقول شارل الثاني عشر أنه سيرسل احدى جزمتيه ـ ولم يقل جزمتيه بل احدى جزمتيه ـ لتحكم بينهم وتحل الخلاف الذي حصل تجاهه في مجلس الشيوخ السويدي !! انه قمة العنجهية والتكبر والاحتقار والاضطهاد والاستبداد والقسوة والنظرة الخاطئة التي تحط من قيمة الانسان ولم تعتبره شيئاً ؟!!
إذن، فكيف تكون التربية في تلك الشعوب والامم ؟ !!
فأين هم من تربية الاسلام وتربية قائد الاسلام الذي افنى عمره الشريف في الجهاد من اجل ارساء قواعد النظام الاسلامي في حكومته على اساس من العدالة والحرية والفضيلة والقانون ليعيش الجميع في ظلها امنين هانئين مسرورين مسلمين وغير مسلمين؟!
نعم، لقد عمل الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين، وحواريوهم النجباء الصالحون على منح العدل والامن الروحي والهدوء النفسي لكل الناس، وحتى زال الخوف والاضطراب اللذين كانا يحكمان العصر الجاهلية، فاصبح الانسان آنذاك لا يخاف الا من ذنبه وعصيانه لله سبحانه، وجرمه بحق الآخرين فقط.
فالإسلام قد ضمن بحق، الامن والهدوء واجواء التربية الصالحة للجميع، لذلك حصل التطور النوعي السريع والتقدم الهائل المدهش على كل الاصعدة وجميع المستويات، ولولا السياسة الخاطئة، والتوجه المنحرف الذي مارسه الحكام اللا مبدئيون المنحرفون الذين استولوا على السلطة ومقاليد الحكم من امويين وعباسيين ورجال حفاة لا ايمان لهم ولا حسب ولا نسب لظلت البشرية تنعم بعدالة الاسلام وقوانينه الاخلاقية وفضائله الانسانية وقيمه السامية.
ولأصبحت الحياة غير هذه الحياة التي نعيشها الآن ولغدت التربية تختلف تماما عن التربية التي تسود العالم الان، حيث الظلم والجور والتعدي على حقوق الافراد والشعوب والامم، والبغي والانحراف والشذوذ والارهاب، وانعدام القيم الرفيعة والقانون والحرية...
ولا نسلم من ذلك البتّ الا بالرجوع إلى الاسلام الاصيل اسلام محمد (صلى الله عليه واله) وأهل بيته المعصومين الطاهرين سلام الله وصلواته عليهم اجمعين، وقوانينه العادلة، واحكامه الواقعية والانسانية. التي ينطلق منها نسيم الحرية، وشذى المحبة والتعاون وعطر الفضيلة والامل والتكامل والتطور الهادف البناّء.
وبناءً على ما تقدم يجب ان تكون هناك حرية وعدالة وانضباط اخلاقي وقانوني يسري على الجميع في الدولة لكي تتحقق الاهداف التربوية والتعليمية والاخلاقية في الحياة، وتستمر المسيرة الانسانية نحو التكامل والرقي وينعم الاطفال كما ينعم الكبار في ظلها وتنفتح اساريرهم وتقوى قدراتهم، وتنشط قابلياتهم وتتكثف جهودهم ومساعيهم من اجل كسب العلم والمعرفة والفضيلة وقطعا ان في كل هذا مردودا ايجابيا يعود بالنفع العميم على الفرد والمجتمع والدولة.
وكما هو الحال في الدولة يجب ان يكون الحال نفسه في الاسرة.
أي يجب ان تكون هناك حرية وعدالة واخلاق رفيعة في الاسرة لكي يتسنى لأبنائها المواصلة
والاستمرارية في التحصيل العلمي والتربوي المثمر.
______________
1ـ روح القوانين لمونتسكو : ص32 و 33 و47.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|