أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2014
9466
التاريخ: 7-4-2016
3897
التاريخ: 1-12-2014
3020
التاريخ: 7-4-2016
3297
|
وردت في فضل قراءة القرآن أحاديث كثيرة ، تحث المؤمن على مداومة تلاوته وتعاهده ، وليس الغرض من ذلك في اعتقادي هو مجرد تحصيل الأجر والثواب فقط ، مع كونه مقصداً عظيماً في حد ذاته ، بل لأن تلك المداومة على تلاوته ، فيها الكثير من الفوائد التي ليس أقلها التخلص بأخلاق القرآن ، وتطبيع السلوك وفق توجيهاته وإرشاداته ، حتى يتحول الإنسان بذلك الى كائن واع مستقيم في الحياة ، يُرجى خيره ويؤمن شره ويكون مصداقاً لقوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } [فصلت: 30، 31].
ومن الروايات التي وردت في فضل قراءة القرآن ، قول الإمام الباقر (عليه السلام) : (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين . ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين . ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين . ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين . ومن قرأ ثلثمائة آية كتب من الفائزين . ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المتهجدين . . الخ) (1) .
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) :
(عليكم بتلاوة القرآن ، فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، فإذا كان يوم القيامة ، يقال لقارئ القرآن : اقرأ وارق ، فكلما قرأ آية يرقى درجة) (2) .
وقد وردت روايات تضمنت الحث على أن تكون قراءة القرآن من خلال النظر في المصحف مباشرة ، مع حصول الثواب وترتبه لمن قرأه غيبا عن ظهر قلب . ومن تلك الروايات قول الإمام الصادق (عليه السلام) :
(القرآن عد الله الى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده . . . ) (3) .
ومنها ، قول إسحاق بن عمار للإمام الصادق (عليه السلام) :
(إني أحفظ القرآن عن ظهر قلبي ، فأقرأه عن ظهر قلبي أفضل ، أو أنظر في المصحف ؟ فقال لي : لا ، بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل ، أما علمت أن النظر في المصحف عبادة) (4) .
ومنها : ما ورد عنه (عليه السلام) قال : (من قرأ القرآن في المصحف متع ببره وخفف عن والديه وإن كانا كافرين) (5) .
ومنها : (أن البيت الذي يُقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه ، تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض . . . الخ) (6) .
ولعل من جملة الأغراض التي يمكن استخلاصها من الحث على قراءة القرآن في المصحف ، وأفضليتها على القراءة غيباً ، هي أن يكون المصحف منتشرا بوجوده الخارجي ككتاب بين أيدي أفراد الأمة الاسلامية ، وفي ذلك ما فيه حفظه عن الاندراس ، ومنع الأيدي الكافرة من أن تمتد اليه بتزوير أو تحريف لبعض آياته وكلماته ولو بحرف واحد ، وقد حصل ذلك بالفعل في أوائل السبعينات ، حيث قام اليهود والكيان الصهيوني بالذات ، بالطبع أعداد كبيرة من القرآن محرفة بما لا يقل عن ألف خطأ مطبعي ولفظي مقصود ، وقامت بتوزيعها في عدد من البلدان الاسلامية في أفريقيا وآسيا ، حيث افتضح (7) هذا العمل التخريبي فوراً ، وصدر تعميم وتحذير المسلمين من تداول هذه الطبعة ، وصير الى ضبط كل الألفاظ والكلمات المحرفة فأجهضت هذه المحاولة من قبل اليهود بفضل وعي المسلمين ، الذي كان لانتشار نسخ القرآن بالملايين بين أيديهم وفي بيوتهم أثر كبير فيه .
ومن وجوه التحريف في الطبعة اليهودية :
1- حذف الآيتين 8 و 9 من سورة الممتحنة ، واللتين تنصان على وجوب مقاطعة الكافرين ، وحرمة موادتهم والتطبيع معهم ، وخاصة الآية الثانية :
{ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [الممتحنة: 9].
وتبرز خطورة هذا العمل ، إذا عرفنا أن اليهود منعوا تدريس هاتين الآيتين في المدارس العربية في جميع الأراضي المحتلة في فلسطين وغيرها .
2- حذف كلمة (غير) في قوله تعالى في سورة آل عمران :
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران: 85] .
3- حذف كلمة (ليست) في الموضعين من قوله تعالى في سورة البقرة : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} [البقرة: 113] .
4- إبدال عبارة (والله عزيز حكيم) بعبارة (والله غفور رحيم) في قوله تعالى في سورة المائدة : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38] . وهكذا .
______________________
(1) أصول الكافي ، 2 / الباب 462 ، ح5 .
(2) وسائل الشيعة ، 4 ، الباب 10 من أبواب قراءة القرآن ، ح10 .
(3) وسائل الشيعة ، م . ن ، الباب 15 ، ح1 .
(4) م . ن ، الباب 19 ، ح4 .
(5) م . ن ، والباب ح1 .
(6) م . ن ، الباب 16 ، ح2 .
(7) لقد نشرت الصحافة المصرية تفاصيل هذه الجريمة وكيفية التصدي لها آنذاك ، فراجع الأهرام القاهرة وغيرها عدد يوم 29 / 12 / 1960 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|