أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/9/2022
1453
التاريخ: 24/10/2022
878
التاريخ: 20-6-2021
1863
التاريخ: 22-5-2018
2072
|
لاشك أن التحسن والتقدم في تقنيات الزراعة قد مهد الطريق أمام النمو الديموغرافي وتوسع الصناعة والاقتصاد الحديث في أوروبا، وقد سرى هذا التحول في كثير من أرجاء العالم، وكان مهماً للغاية، لأنه كان السبب في خلق بيئات جغرافية جديدة.
فقد كثف ملاك الحقول إنتاجها من المحاصيل، كما أنهم أداروها بعقلانية، فقد بدأت المزارع تنتج المحاصيل التي تجود في ترباتها، ومن ثم ظهر التخصص، ذلك لأنه لم يعد هناك خوف من حدوث مجاعات، لأن وسائل النقل الحديثة قد سهلت نقل المواد الغذائية من مكان لآخر، فإذا ما ضرب القحط الهند أو الصين وحدثت بأي منها مجاعة، لم يعد يعاني الملايين من سكانهما الجوع أو الوفاة بسبب النقص في الغذاء، ذلك لأن سفن شحن الحبوب ما تلبث أن ترسو في موانيها، آتية من دول أكثر حظوة في الانتاج الزراعي، ذلك أن ازدهار التجارة على جميع المستويات تمثل الحقيقة الرئيسية في هذا التحول: التجارة بين الأفراد في داخل الدولة، نتيجة للتخصص في مختلف أنواع الانتاج الزراعي، والتجارة بين مختلف المناطق في داخل نفس الدولة الناشئة عن التباين في الخصائص الجغرافية، ثم التجارة بين الأقطار المختلفة ذات الاقتصاديات المكملة لبعضها، بسبب اختلاف مواقعها بالنسبة لدوائر العرض، أو بسبب الاختلاف في مستويات ومراحل التقدم الاقتصادي، وكان على سكان الريف، للتخلص من هذا الكم الضخم من المحاصيل، إنشاء شبكة نقل فعالة ونظام تسويق محكم، كي يتمكنوا من تصدير منتجاتهم الغذائية، ومحصولاتهم الصناعية.
وقد كان فائض المحاصيل والمنتجات الريفية يأخذ طريقه الى الأسواق الاقليمية والمعارض الزراعية، وذلك في المراحل الأولى لهذا النمو والتطور التلقائي الريفي، ويذهب الفلاحون بأنفسهم الى السوق لمقابلة زبائنهم، ومن ثم نشأت ونمت سلسلة هرمية كاملة من الأسواق الريفية، وفي تلك المواقع البؤرية تتجمع بالضرورة كل الروابط والعلاقات التجارية، وينفق الفلاحون الذين يفدون الى تلك الأسواق الكثير من المال الذي ربحوه من بيع منتجاتهم في شراء مستلزماتهم، ومن ثم تتضاعف أعداد المحلات التجارية، التي تبيع المنتجات الأجنبية، والمنسوجات، والملابس، ولوازم المنازل، ومئات من السلع الأخرى، وهكذا تقتحم التجارة الريف وتتداخل فيه، وفي نفس الوقت يرقى وينمو التنظيم البيئي – الإدارة والتعليم، والخدمات الصحية، والنقل، وبذلك تظهر مجموعة الحرف الثلاثية مباشرة في قلب الحرف الأولية.
وفي المرحلة الثاني يعتمد التقدم على تحسين المواصلات، وعلى صدى ما يحققه التعليم وروح الانطلاق من تأثير على عقلية الفلاحين، وعلى القوة المالية، وعلى إثارة همم الفلاحين، ويتجمع الفلاحون في روابط تعاونية وانتاجية، من أجل إجراء عمليات البيع والشراء، وتظهر في بيئة الريف مخازن عملاقة لتخزين المحاصيل، ومستودعات لحفظ الحبوب والأسمدة، ومراكز إرشاد للزراعة، وفي نفس الوقت تتضاعف أطوال الطرف والسكك الحديدية، وتكبر أعداد المركبات بسرعة، وتتضاءل شبكة المراكز الريفية، نظراً لأن القرى القليلة الأهمية تتوقف عن النمو، بينما "مدن" الأسواق ذات المواقع الأنسب تنمو، وتضيف الكثير الى وظائفها، وتصبح أكثر تحضراً وتمدناً.
ويصبح الفلاحون أقل عدداً وأكثر فاعلية وكفاءة ويتضاعف استخدام الماكينات، ويتناقص العمل اليدوي، ويتحول المنزل الريفي ويتغير بواسطة إدخال أدوات الراحة والرفاعية، وهكذا يهجر العديد موطنهم الريفي، ويبحثون عن حرف أخرى في المدن، ويبقى البعض منهم في المأوى العائلي الأصلي، بينما يلتمس البعض من أصحاب المعاشات الراحة والسلام في الريف فيما تبقى لهم من عمر، ويصبح سكان الريف خليطاً مركباً، وربما يقل عدد الفلاحين فلا يصبحون أغلبية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|