أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-06
698
التاريخ: 24-2-2022
1914
التاريخ: 2023-09-11
766
التاريخ: 2023-09-14
706
|
الحكيم حبش المروزي
هو احمد بن عبد الله حبش الحاسب المروزي من أهالي دار السلام (بغداد) لا نعرف بالضبط متى ولد ولكنه توفي سنة 250هـ (884م) تقريبا اشتهر حبش الحاسب المروزي بين معاصريه بسرعته ومقدرته الحسابية ولذا لقب بالحاسب.
عاصر المروزي كلا من الخليفة المأمون (المتوفي سنة 218هـ) والخليفة المعتصم (المتوفي سنة 227هـ) وكان من اقرب الناس للخليفة المأمون حيث احاطه بضرب من العناية والرعاية.
اتسمت اسهامات المروزي في علم الفلك وآلات الرصد بالأصالة، فقد خالف استاذيه في هذا المجال كلا من محمد بن إبراهيم الفزاري (المتوفي سنة 180هـ) والذي عمل اول اسطرلاب في الإسلام ومحمد بن موسى الخوارزمي (164-235هـ)، لذا قاده استقلاله في الراي ان يكون اول من عمل جدولا رياضيا للظل وللظل تمام الزاوية.
وهذا الجدول الرياضي للظل وللظل تمام الزاوية موجود ضمن الزيج الممتحن لأحمد بن عبد الله المروزي في مكتبة برلين (المانيا الغربية)، والحق ان أقول اننا نحتاج الى باحث مخلص من الشباب العربي والإسلامي ليدرس ويحقق هذا المخطوط، لكي يضع النقاط على الحروف امام العالم كله، وانا شخصيا متأكد ان هذا الباحث سيجد في مخطوط المروزي المذكور العجب العجاب، وسيندهش لما يحتويه من المعلومات الفلكية الثمينة التي نحن في العالم العربي والإسلامي في امس الحاجة الى معرفتها.
استطاع علماء العرب والمسلمين وبكل جدارة ان يحلوا كثيرا من المسائل الفلكية التي جهلها علماء الحضارات السابقة لهم، والتي تختص بالمثلثات الكروية القائمة الزاوية، وخير ما يوضح ذلك قول كرلونيلنو في كتابه علم الفلك (تاريخه عند العرب في القرون الوسطى) وفي أواخر القرن الثالث او أوائل الرابع توصل الغرب الى معرفة القواعد المختصة بالمثلثات القائمة الزاوية، إذ وجدتها مستعملة لحل مسائل علم الهيئة الكروية في النسخة الوحيدة من زيج احمد بن عبد الله المعروف بحبش الحاسب، والمخطوطة بمكتبة برلين، وهذا الزيج الف بعد الثلاثمائة بسنين قليلة جدا حسبما استدللت عليه بأدلة شتى.
على الرغم من ان علم الفلك متقدم تقدما ملحوظا في العصر العباسي الأول الا ان مؤرخي العلوم يعتقدون ان علماء العرب والمسلمين تفردوا بعلم المثلثات الكروية، لذا لا غرابة اذا تميز حبش الحاسب المروزي في هذا المجال الحيوي وتفوق على غيره في ابتكاراته في مجال علم المثلثات الكروية لان المجال مهيئ له.
نال حبش الحاسب المروزي شهرة هائلة بين معاصريه ومن تبعه، وهذا ناتج عن زيجه الممتحن الذي اعتمد عليه أبو الريحان البيروني (362-449هـ) في تأليفه كتابه العظيم (الآثار الباقية عن القرون الخالية) واستناد البيروني على الزيج الممتحن للمروزي يعتبر بحق معجزة، لان هذا يدل على منزلة هذا الزيج ليس فقط عند البيروني ولكن عند كبار علماء الفلك، وقد لقب البيروني المروزي بالحكيم حبش في كتابه المذكور أعلاه.
تفوق المروزي على غيره في كثرة المطالعة والبحث عن الحقيقة، لذا فقد عكف على الرصد والقراءة والتأليف، فمن مصنفاته:
1- زيد السند هند.
2- الزيد الممتحن.
3- الزيد الصغير والمعروف بالشاه.
4- الزيد الدمشقي.
5- الزيج المأمون.
6- كتاب حسن العمل بالإسطرلاب.
7- كتاب الابعاد والاجرام.
8- كتاب الرخائم والمقاييس.
9- كتاب الدوائر الثلاث المماسة وكيفية الاوصال.
10- كتاب عمل السطوح المبسوطة والقائمة والمائلة والمنحرفة.
11- كتاب عمل الاسطرلاب.
من المؤسف حقا ان عملاقا كالمروزي لم يكتب عنه الا نتف قليلة جدا هنا وهناك، لذا بذلنا قصارى جهدنا ان نعطي القارئ فكرة عامة عن هذا النابغة، لعله يتحمس لدراسة حياته ونتاجه خاصة في علم الفلك وأجهزة الرصد، لان المروزي هو الذي دفع لعلم الفلك الى الارتقاء العلمي المبني على التجربة العلمية، فالمروزي شخصية إسلامية بارزة ولامعة في هذا المجال ولكنه يحتاج الى دراسة عميقة لإظهار اعماله الفلكية الى الملا، حيث ان الذين يعرفون المروزي قلة.
ليس هناك اصعب على الباحث ان يكتب عن رائد من رواد المعرفة، لم يعطه المؤرخون حقه من التحقيق والدراسة والاستقصاء حول مكانته العلمية، ولكن يعلم الله تعالى انني لم اترك مرجعا في تاريخ العلوم تحت يدي او في متناولي الا وبحثت فيه فوجدت انه من الضروري الكتابة عن عالمنا الجليل حبش الحاسب المروزي.
حقا انه من الاجحاف وعدم الانصاف الذي لا يقبله العقل ان تترك اعمال المروزي العلمية في زوايا المكتبات العلمية تبنى عليها العناكب بيوتها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|