أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2022
1895
التاريخ: 21-2-2022
3409
التاريخ: 23-2-2022
1504
التاريخ: 23-2-2022
1679
|
ابن الشاطر
هو أبو الحسن علاء الدين علي إبراهيم بن محمد الانصاري المعروف بابن الشاطر، لقبه علماء عصره بالعلامة. عاش فيما بين 704-777هـ (1304-1375م) وهو من مواليد دمشق وفيها توفي، وقضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في المسجد الاموي بدمشق، ونال شهرة عظيمة بين علماء عصره في المشرق والمغرب كعالم فلكي.
توفي والد ابن الشاطر وهو في السادسة من عمره، فكفله جده ثم ابن عم ابيه وزوج خالته الذي علمه فن تطعيم العاج، فكان يكنى بالمطعم، وقد اكسبته هذه المهنة ثروة كبيرة، لان صناعة تطعيم العاج تحتاج الى ذوق رفيع ومهارة ودقة في العمل، ثم ان هذا النوع من العاج لا يحفظ به الا أصحاب الثروة والجاه، وقد تملك دارا تعتبر من اجمل دور دمشق، واثثها بأفخر الأثاث، وجهزها بكل وسائل الراحة والمتعة.
لقد مكنت الثروة العظيمة التي حصل عليها من صناعة تطعيم العاج ابن الشاطر من زيارة كثير من بلاد العالم، منها مصر التي قضى فيها ردحا من الزمن، ودرس في القاهرة والإسكندرية علمي الفلك والرياضيات، وبرع ابن الشاطر في علمي الهندسة والحساب، ولكنه لم يلبث ان اتجه الى علم الفلك فابدع فيه، وهذا يظهر من صناعته الاسطرلاب الجديد، وتصحيحه للمزاول الشمسية، وشرحه لكثير من نظريات بطليموس، وانتقاده لها وتعليقه عليها، وبرهانه على ان الشمس هي مركز الكون.
طلب منه الخليفة العثماني مراد الأول الذي حكم الشام في الفترة مابين 761-791هـ ان يصنف له زيجا يحتوي على نظريات فلكية ومعلومات جديدة، فالف ابن الشاطر للخليفة الزيج الجديد الذي قال في مقدمته:
(ان كلا من ابن الهيثم ونصير الدين الطوسي وغيرهما من علماء العرب والمسلمين قد ابدوا شكوكهم في نظريات بطليموس الفلكية، ولكنهم لم يقدموا تعديلا لها).
قدم ابن الشاطر نماذج فلكية في الزيج الجديد قائمة على التجارب والمشاهدات والاستنتاج العلمي الصحيح، ولكن كوبرنيكس (878-955هـ) البولندي لم يتورع عن ادعاء هذه النماذج لنفسه، ومع الأسف سايره من جاء بعده من علماء الغرب في هذا الادعاء حتى القرن الرابع عشر الهجري (القرن العشرين الميلادي).
نشر المستشرق الإنجليزي ديفيد كنج في مقالة له في (قاموس الشخصيات العلمية) انه ثبت له في سنة 1390هـ ان كثيرا من النظريات الفلكية المنسوبة لكوبرنيكس قد اخذها هذا الأخير من العالم المسلم ابن الشاطر، وفي سنة 1393هـ عثر على مخطوطات عربية في بولندا مسقط راس كوبرنيكس، اتضح منها: انه كان ينقل من تلك المخطوطات العربية وينسبها لنفسه.
وقد صنف ابن الشاطر ازياجا كثيرة، وقام بأعمال جليلة تدل على عبقريته الفذة وذكائه الحاد ومهارته وطول باعه في علم الفلك. وابتكر كثيرا من الآلات التي وصفها اتم وصف كما وضع نظريات فلكية ذات قيمة رفيعة.
وبقيت رسائل ابن الشاطر المتخصصة في الأجهزة، مثل الاسطرلاب والمزاول الشمسية تتداول لعدة قرون في كل من الشام ومصر والدولة العثمانية وبقية البلاد الإسلامية، وكانت مرجعا لضبط الوقت في العالم الإسلامي، وعلى سبيل المثال، صنع آلة لضبط وقت الصلاة سماها (البسيط) ووضعها في احدى مآذن المسجد الاموي في دمشق.
وجه ابن الشاطر اهتمامه الشديد الى قياس زاوية انحراف دائرة البروج، فانتهى الى نتيجة مفرطة الدقة وهي:
23ْ و31د ، علما ان القيمة المضبوطة التي توصل علماء العصر الحديث باستخدام الأقمار الاصطناعية الفلكية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء هي 23ْ و31د و19.8ث، أي ان الخطأ في حساب العلامة ابن الشاطر 19.8ث.
وصفوة القول: ان ابن الشاطر ركز كل جهوده على علم الفلك، فترجم كثيرا من انتاج علماء اليونان وغيرهم، والف اكثر من ثلاثين مؤلفا ما زال عدد منها مفقودا، ودرس بعناية فائقة النظير ما ورثه عن علماء العرب والمسلمين في ميدان علم الفلك، فابدع واحسن النقل وصحح الأخطاء، وابتكر كثيرا من النظريات الفلكية التي صححت ما كان مشهورا على خطئه قبلها.
ولم يخف على ابن الشاطر أهمية علم الفلك الذي يعد ن العلوم الضرورية في البحرية والارصاد الجوية، والجدير بالذكر ان اعمال ابن الشاطر العلمية والفنية تنحصر في امرين رئيسيين هما: تطوير الآلات الفلكية ونظرية حركة الكواكب.
برهن ابن الشاطر على خطا بطليموس في تفسير النظام الحقيقي للجهاز الشمسي، ولم تعرف حقيقة ابن الشاطر الا في وسط القرن الرابع عشر الهجري (في وسط القرن العشرين) لان نظرياته الفلكية القيمة سيطر عليها كوبرنيكس وادعاها لنفسه كذبا وبهتانا، وايده في كذبه وسرقته علماء الغرب في علم الفلك مدة تضاهي خمسة قرون.
اما اليوم، فان المنصفين من المتخصصين في علم الفلك في العالم اجمع يسهرون ليل نهار على دراسة اعمال ابن الشاطر، محاولين بكل اخلاص رد الحق الى اهله، وتوقع ان يحمل لنا المستقبل مفاجئات مذهلة عن اعمال ابن الشاطر ونتاجه العلمي. ويجدر بنا أن نلاحظ هنا ان علماء ما يسمى بالنهضة الأوروبية قد بسطوا سيطرتهم على النتاج العلمي العربي والإسلامي وادعوه لأنفسهم، وهو امر ما زال باقيا في الغرب الى يومنا هذا، وذلك على الرغم من الأدلة القاطعة التي اتى بها علماء الغرب انفسهم على كذبهم، وتصل هذه الادعاءات الى كتبنا الثانوية والجامعية التي تترجم حرفاي، والتي يندر ان تنسب فيها اية نظرية الى أهلها الحقيقيين، والى صاحبها المسلم، وحبذا لو يصحح هذا الوضع حتى تستعيد امتنا ثقتها بنفسها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|