أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
2098
التاريخ: 30-12-2014
3368
التاريخ: 10-10-2014
1652
التاريخ: 28-04-2015
2655
|
أبو موسى جابر بن حيان الأزدي إمام علماء الكيمياء في العالم وصاحب النظريات العلمية والكيميائية المشهورة التي لا تزال موضع الأعجاب والتقدير والدرس في عصر الذرة والأقمار. ولد سنة ( ١٠٠ ) للهجرة يتيماً فطلبه أحد أرحامه من الأزد ، ثم جاء إلى الكوفة والتحق بالإمام الصادق (عليه السلام) ونشأ على يده ، حتى أصبح من ألمع أصحابه وكان من شدة أمانته يكرر عبارة " هذا ما قاله سيديا " ، " هذا ما حدثني به مولاي وسيدي جعفر " .
كان جابر عالماً بكثير من العلوم والفنون ، كما يظهر من آثاره العلمية التي لا تزال موجودة ، تعتز بها المتاحف والمكاتب في الشرق والغرب . إلا أنه أشتهر بعلم الكيمياء الذي برع فيه وفاق من سبقه من الأولين ، وأعجب به الكيميائيون في العصور المتأخرة ، وله نظريات علمية كانت موضع النقاش والجدل والأنكار من قبل بعض العلماء كنظرية إمكان تحويل المعادة الخسيسة إلى معادن أخرى ، وقد صدقها علماء الذرة بحد أن تمكنوا من تفليق الذرة فتحقق فيها حلم جابر .
إن لجابر اكتشافات واختراعات وبحوث كيميائية كثيرة مدونة في رسائله وكتبه التي لا تزال مخطوطاتها من نوادر المخطوطات في المتاحف والمكاتب الشهيرة في الغرب والشرق ، ومن جملة اختراعاته ، على سبيل المثال ، كما أوردها الأستاذ محمد فياض في كتابه (جابر بن حيان وخلفاؤه) :
١ - كشف أن مركبات النحاس تكسب اللهب لوناً أزرق .
٢- اكتشف طرقاً صالحة لتحضير الفولاذ وتنقية المعادن وصبغ الجلود والشعر.
٣- توصل إلى عمل مداد مضيء من كبريت الحديد أو كبريتيد النحاس ليستخدم بدل الذهب الغالي في كتابة المخطوطات الثمينة.
٤- استحضر نوعاً من الطلاء الذي يقي الثياب البلل ويمنع الحديد الصدأ .
٥- توصل إلى معرفة أن الشب يساعد على تثبيت الألوان في الصباغة.
6- تمكن من منع ورق غير قابل للاحتراق دعاه إلى صنعه الإمام الصادق (عليه السلام) .
كان جابر يعترف بأن ما نال من العلم كان عن إمامه الصادق (عليه السلام) ، وكان يكور ذلك في عباراته ، كقوله : " وحق سيدي لولا أن هذه الكتب باسم سيدي صلوات الله عليه لما وصلت إلى حرف من ذلك إلى الأبد ، لا أنت ولا غيرك إلا في كل برهة عظيمة من الزمن ، فاحمد الله الذي أوضح لك هذا السبيل وأبان لك الحق " وقال في كتاب الحاصل : " والله لقد وبخني سيدي على عملي ، فقال : " والله يا جابر لولا أني أعلم أن هذا العلم لا يأخذه إلا من يستأهله وأعلم علماً يقيناً أنه مثلك لأمرتك بإبطال هذه الكتب من العالم ، أتعلم ما قد كشف للناس فيها ، فإن لم تصل إليه ، فاطلبه فإنه يخرج لك جميع غوامض كتبي وجميع علم الميزان وجميع فوائد الحكمة " .
اختلف المؤرخون في سنة وفاته ، واحتمال وفاته سنة ١٩٨ هـ أو ٢٠٠ هـ أصح ، فتوفي جابر كما توفي غيره ، إلا أن ذكره بقي خالداً لخلود آثاره العلمية . وقد عدد الأستاذ الأنصاري (١٢٣) كتاباً ألفه جابر بن حيان ، بعضها توجد منه نسخة خطية في المتحف البريطاني بلندن ، والمكتبة الأهلية بباريس ، ودار الكتب المصرية بالقاهرة ، ومكتبة ليون ، وفي الهند (أخذت بالزنكغراف من كتاب التجريد وكتاب الأسطقس الأس الأول وكتاب الأسطقس الأس الثاني وكتاب الكمال وكتابه البيان وكتاب النور) والمكتبة الآصفية ، وفي مكتبة برلين ، ومكتبة بودلي ، وجامعة كمبردج ومكتبة جامعة تربينتي بأكسفورد ... الخ . وبعضه نشر بلغته الأصلية ، والآخر نشر مترجماً إلى اللغة اللاتينية أو الى اللغة الانكليزية .
وقد أشار الدكتور عبد الحليم منتصر في ص 100 من العدد ( ١٩٥ ) من العربي إلى أنه تم العثور على معمل (مختبر) جابر بن حيان أثناء الحفر في انقاض منازل الكوفة منذ قرنين من الزمان وفيه من الأجهزة ما يقرب ( ٤٠ ) جهازاً ويعتبر في مقدمة العلماء الذين أجروا التجارب على أساس علمي . وقد كان أشبه بالقبر بعيداً عن الأعين فيه قليل من الأثاث.
في ص 112 من (إبداع الفكر العربي) : إن أول من أدخل التجارب العلمية والمختبرية والعمليات الكيميائية هو العالم العربي جابر بن حيان (أبو الكيمياء) فكان بذلك في مقدمة الكيميائيين العرب الذين طوروا علم الكيمياء من أراء فلسفية مجردة وصناعات إلى مرحلة العلم الصحيح (1) .
اعمال جابر بن حيان
كان جابر بن حيان يبني مختبراته الكيميائية في الكوفة تحت الأرض ، هربا من السلطة الغاشمة التي كانت تطارده ، لصلته بالإمام الصادق (عليه السلام) ، ولاسيما بعد نكبة البرامكة في زمن هارون الرشيد.
وقد استهوته أبحاثه إلى درجة أنه انقطع إليها في كهفه عن العالم ، فكانت زوجته (ريا) تضع له الطعام في كوة خاصة ، دون أن يسمح لها بالدخول عليه . وكان يساعده في عمله أحد تلامذته واسمه (حسان) وهو صلة الوصل بينه وبين العالم الخارجي . ولم يخرج جابر من مختبره في آخر حياته إلا حين أبلغه حسان أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يحتضر ، وأنه بعث إليه يطلبه ، فسعى إليه ليودعه الوداع الأخير ، وهناك أسدى الإمام (عليه السلام) إليه نصائح غالية لا تنسى . منها أن يلتزم بالتواضع مهما بلغ من العلم ، واذا اكتشف شيئا فلا يغره ذلك فيعزوه إلى نفسه ، بل يقول : بفضل الله اكتشفت كذا ووجدت كذا . وكان مما أوصاه به ، أن يبدأ قبل مزاولة عمله المخبري وبحوثه ، بأداء الصلاة في محرابه ، ثم يدعو الله بالتوفيق والسداد ، ثم ينصت على دروسه وأعماله فيكون له الخير العميم بإذن الله.
وهنا يظهر أثر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على أتباعهم ، ليس على مستوى العلم والثقافة فقط ، بل وعلى مستوى الأخلاق والفضيلة والدين.
واذا علمنا أن جابر بن حيان هو أول رجل في العالم ، منع حمض الكبريت [زيت الزاج] وحمض الآزوت [ماء الفضة] ، واستحضر ثاني أكسيد المنغنيز لصناعة الزجاج ، وكربونات الصوديوم والبوتاسيوم لصناعة الأدوية ، واستحصل أملاح الزئبق ، ونترات الفضة [حجر جهنم] ، والماء الملكي ، والبارود (نترات البوتاسيوم) ؛ ندرك درجة هذا المكتشف العلمية ، وقيمة إنجازاته المخبرية .
ولقد دأب المستشرقون على دراسة أعمال جابر وكتبه القيمة التي تركها ، وهي في حدود المئات ، واحتاروا في عبارة كانوا يطالعونها في أكثر من مكان من كتبه ، وهي قول جابر : " هذا ما علمني إياه العبد الصالح " . وبعد البحث والتمحيص تبين لهم أن العبد الصالح هو كناية عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) .
رأي هولميارد الإنكليزي في جابر :
يقول هولميارد : إن جابراً هو تلميذ جعفر الصادق وصديقه ، وقد وجد في إمامه الفذ سنداً ومعيناً ، وراشداً أميناً ، وموجهاً لا يستغني عنه . وقد سعى جابر إلى أن يحرر الكيمياء بإرشاد أستاذه من أساطير الأولين ، التي علقت بها من الاسكندرية ، فنجح في هذا السبيل إلى حدّ بعيد .
علم الصّنعة :
يقول جابر بن حيان : إن هناك سبعة معادن رئيسية في الطبيعة هي : الرصاص والقصدير والحديد والذهب والنحاس والزئبق والفضة ، يسمّيها الأحجار السبعة . وقد وضع نظرية تهدف إلى تحويل أحد هذه المعادن إلى المعادن الاخرى ، مفادها أن للمعادن أساساً واحداً هو خليط من الزئبق والكبريت ، وأن اختلاف النسبة في هذا الخليط هو الذي يسبب اختلاف المعدن الناتج من المعادن السبعة.
وعليه فيمكن تحويل الفضة مثلاً إلى ذهب إذا أضفنا إليها شيئاً من الكبريت ، بحيث تصبح نسبته هي النسبة الموافقة للذهب ، فنحصل على الذهب .
ويقول جابر : إن عمل الكيميائي في تحويل المعادن ، هو نفس عمل الطبيعة في تكوين الخليط ، إلا أن الطبيعة تستغرق مدة طويلة في تكوين ما كوّنته من ذهب وغيره من المعادن ، في حين أن الكيميائي يستطيع بتجاربه أن يحصل على هذه المعادن في زمن صغير.
الإكسير العجيب :
وكان يشترط جابر وجود مادة وسيطة لابد منها لتحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب سمّاها (الإكسير) ، وهي مادة تشبه الوسيط الكيميائي Catalyst يكفي أن توجد في المزيج بنسبة زهيدة حتى تقوم بهذا التحول العجيب .
هذا وان " علم الصنعة " هو في الأصل من تراث الإمام علي (عليه السلام) ، لما روي عنه أنه تكلم فيه ، وأوجزه في بيتين من الشعر ، هما :
خذ الفرّار والطلقا وشيئاً يشبه البرقا
فإن أحسنت مزجهما ملكت الغرب والشرقا
فأما (الفرّار) فهو الزئبق ، وأما (الطلق) فهو النشادر ، وأما (الإكسير) فهو الكبريت الأحمر ، وهو الذي يشبه البرق .
وفي اعتقادي أن مقصود جابر من تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب ، وهو ما سمّي بعلم الصنعة ، ليس هو الحصول على الذهب الحقيقي ، فهذا لا يمكن أن يحدث إلا بتفاعلات ذرية شاقة تطرأ على جوهر المادة وانما مقصودة الحصول على سبيكة شبيهة جداً بالذهب ، من حيث خواصها الفيزيائية والكيميائية ، مثل لونها وبريقها وملمسها وعدم الصدأ والتأثر بالعوالم المختلفة . ومن أهم خصائص هذه السبيكة أن تكون متجانسة في كل أجزائها ، واذا صهرناها أن تحافظ على تجانسها ، دون أن تنفصل مركباتها عن بعضها ، وفي وأي جابر أن الذي يقوم بهذه المهمة الهامة هو الإكسير العجيب ، الذي له خاصة نفوذ كبيرة ، وتكون نسبته في السبيكة زهيدة ، مثلاً واحد من مائة ألف من الغرام ، وهو الكبريت الأحمر النادر الوجود (2) .
_________________
1. الاعجاز العلمي عن الامام على (عليه السلام) 42 -46.
2. تراث الرسول ص 266-268 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|