المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أنـواع التـضخم
10-10-2018
Column Chromatography
10-2-2020
المركز الدستوري لرئيس الدولة في نطاق الرقابة السياسية
3-1-2023
Elastase
1-5-2016
الواجب المعلق
8-8-2016
التعريف بالنظام التأديبي في الوظيفة العامة
16-6-2021


عدل أمير المؤمنين  
  
3962   09:45 صباحاً   التاريخ: 8-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص126-130.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015 3975
التاريخ: 26-01-2015 3336
التاريخ: 22-10-2015 3787
التاريخ: 3866

من عناصر الإمام الذاتية إقامة العدل وإيثاره على كلّ شيء خصوصا في أيام خلافته فقد تجرّد عن جميع المحسوبيات وآثر رضا الله تعالى ومصلحة الامّة على كلّ شيء فهو بحقّ صوت العدالة الإنسانية ورائد نهضتها الاصلاحية في جميع الأحقاب والآباد.؛ وروى المؤرّخون صورا رائعة من عدله تبهر العقول وتجعله طغراء شرف للعالم العربي والإسلامي وكان من ضروب عدله ما يلي :

١ ـ وفد عقيل على الإمام في الكوفة فرحّب به الإمام وقال لولده الإمام الحسن (عليه‌ السلام) :   اكس عمّك فكساه قميصا ورداء من ملكه ولمّا حضر العشاء قدّم له خبزا وملحا فأنكر عقيل ذلك وقال : ليس ما أرى؟

لقد أراد عقيل أن تقدّم له مائدة شهيّة حافلة بألوان الطعام فأجابه الإمام بلطف وهدوء : أوليس هذا من نعمة الله؟ فله الحمد كثيرا , وفقد عقيل إهابه وضاقت عليه الأرض فقال للإمام : اعطني ما أقضي به ديني وعجّل سراحي حتى أرحل عنك , كم دينك يا أبا يزيد؟.

قال : مائة ألف درهم ,  والله ما هي عندي ولا أملكها ولكن اصبر حتّى يخرج عطاي فاواسيكه ولو لا أنّه لا بدّ للعيال من شيء لأعطيتك كلّه .

وخاطب عقيل الإمام بعنف قائلا : بيت المال بيدك وأنت تسوّفني إلى عطائك وكم عطاؤك؟ وما عسى أن يكون؟ ولو أعطيتنيه كلّه , وضاق الإمام ذرعا من عقيل فطرح أمامه حكم الإسلام قائلا :  وما أنا وأنت فيه أي في العطاء من بيت المال إلاّ بمنزلة رجل من المسلمين وكان الإمام مطلاّ على صناديق التجّار في السوق فقال لعقيل :  إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول فانزل إلى بعض هذه الصّناديق فاكسر أقفاله وخذ ما فيه , وتوهّم عقيل أنّها من أموال الدولة فقال للإمام : ما في هذه الصناديق؟ فيها أموال التّجار , فأنكر عقيل وراح يقول بألم ومرارة : أتأمرني أن أكسر صناديق قوم توكّلوا على الله وجعلوا فيها أموالهم؟

فردّ عليه الإمام قائلا : أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فاعطيك أموالهم وقد توكّلوا على الله وأقفلوا عليها وإن شئت أخذت سيفك وأخذت سيفي وخرجنا جميعا إلى الحيرة فإنّ فيها تجّارا مياسير فدخلنا على بعضهم فأخذنا ماله.

والتاع عقيل وراح يقول بألم : أو سارقا جئت؟

فأجابه رائد العدالة الإسلامية قائلا :   تسرق من واحد خير من أن تسرق من المسلمين جميعا , ولم يجد عقيل منفذا يسلك فيه فقد سدّ عليه الإمام جميع النوافذ وصيّره أمام العدل الصارم الذي لا يستجيب لأي عاطفة ولا ينصاع إلاّ إلى الحقّ وراح عقيل يقول بحرارة اليأس : أتأذن لي أن أخرج إلى معاوية؟

  فقال (عليه السلام) : أذنت لك .

فقال : أعنّي على سفري.

فأمر الإمام ولده الزكي الإمام الحسن (عليه‌ السلام) بإعطائه أربعمائة درهم نفقة له فخرج عقيل وهو يقول :

سيغنيني الّذي أغناك عنّي                  ويقضي ديننا ربّ قريب

لقد تجرّد الإمام من جميع المحسوبيات فلم يقم لها أي وزن وأخلص للحقّ والعدل كأعظم ما يكون الإخلاص فالقريب والبعيد سواء في ميزانه لقد احتاط كأشدّ ما يكون الاحتياط في أموال الدولة فلم يؤثر بشيء منها نفسه وأهل بيته وحمّل نفسه رهقا وشدّة.

٢ ـ ومن صنوف عدله الباهر أنّه نزل ضيف عند الإمام الحسن (عليه‌ السلام) فاستقرض رطلا من العسل من قنبر خازن بيت المال فلمّا قام الإمام بتقسيم العسل على المسلمين وجد زقّا منها ناقصا فسأل قنبر عن ذلك فأخبره بالأمر فاستدعى ولده الإمام الحسن وقال له بنبرات تقطر غيظا : ما حملك على أن تأخذ منه قبل القسمة؟. أليس لنا فيه حقّ فإذا أخذناه رددناه إليه وسكن غضب الإمام فقال لولده الزكي بلطف : فداك أبوك وإن كان لك فيه حقّ فليس لك أن تنتفع بحقّك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم , ثمّ دفع إلى قنبر درهما وقال له : اشتر به أجود عسل تقدر عليه فاشترى قنبر العسل ووضعه الإمام في الزقّ وشدّه  , هذا هو العدل الذي جعله الإمام (عليه‌ السلام) أساسا لدولته ليسير عليها حكّام المسلمين من بعده إلاّ أنّهم شذّوا وابتعدوا عن سيرته وناقضوه فأنفقوا أموال المسلمين على شهواتهم وملذّاتهم وأسرفوا في ذلك إلى حدّ بعيد.

٣ ـ جيء له بمال من أصفهان فقسّمه أسباعا على أهل الكوفة ووجد فيها رغيفا فكسره سبعة كسر وقسّمه على أهل الأسباع ؛ إنّ العدل بجميع رحابه ومفاهيمه من العناصر الذاتية للإمام (عليه‌ السلام).

٤ ـ روى هارون بن عنترة عن أبيه قال : رأيت عليّا في يوم مورود أو نوروز فجاء قنبر فأخذ بيده وقال : يا أمير المؤمنين إنّك رجل لا تبقي شيئا لنفسك ولا لأهل بيتك وإنّ لأهل بيتك في هذا المال نصيبا وقد خبّأت لك خبيئة. قال الإمام :   وما هي؟  قال : انطلق وانظر ما هي؟ فأدخله بيتا مملوءا آنية من ذهب وفضّة مموّهة بالذهب فلمّا رآها تميّز غيظا وغضبا وقال بشدّة وصراحة لقنبر :   ثكلتك امّك لقد أردت أن تدخل بيتي نارا عظيمة  ثمّ جعل يزنها ويعطي كلّ عريف حصّته ثمّ قال :

هذا جناي وخياره فيه             و كلّ جان يده إلى فيه

أرأيتم هذا العدل الذي مثّله الإمام في أيام خلافته؟ أرأيتم هذا التجرّد عن الدنيا والتنكّر لمنافعها؟ أرأيتم كيف احتاط إمام المتّقين بأموال الدولة ولم يستأثر بأيّ شيء منها؟ إنّ الإنسانية على ما جرّبت من تجارب في ميادين الحاكمين فإنّها لم تشاهد مثل الإمام (عليه‌ السلام) في عدله ونكرانه للذات وتبنّيه للعدل بجميع رحابه ومفاهيمه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.