أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2015
3643
التاريخ: 2023-11-15
1424
التاريخ: 29-01-2015
3406
التاريخ: 15-3-2016
3185
|
كان الإمام (عليه السلام) من أحلم الناس ومن أكثرهم كظما لغيظه فلم يثأر من أي أحد اعتدى عليه أو أساءه وإنّما كان يقابلهم بالصفح والإحسان كشأن أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي قابل المعتدين عليه بالصفح وقد قال لأهل مكّة وهم من ألدّ أعدائه الذين ما تركوا لونا من ألوان الاعتداء إلاّ صبّوه عليه : اذهبوا فقد عفوت عنكم فأنتم الطّلقاء على هذا المنهج سار وصيّه وباب مدينة علمه فقابل أعداءه وخصومه بالصفح والإحسان الجميل .
ومن هذا الحلم الجميل لمحات فمن بوادر حلمه تنمّ عن نفسه العظيمة التي خلقها الله لتكون مشكاة نور لعباده تهديهم للتي هي أقوم وهي كما يلي :
١ ـ دعا الإمام (عليه السلام) غلاما له فلم يجبه ثمّ دعاه مرّة ثانية وثالثة فلم يجبه فقام إليه وقال له : ما حملك على ترك إجابتي؟
فردّ عليه الغلام : كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك , وامتلأ قلب الإمام سرورا وقال (عليه السلام) : الحمد لله الّذي جعلني ممّن يأمنه خلقه امض فأنت حرّ لوجه الله تعالى .
٢ ـ قصده أبو هريرة وكان معروفا بانحرافه عنه و متجاهرا ببغضه فسأله حاجة فقضاها له فعاتبه بعض أصحابه على ذلك فقال (عليه السلام) : إنّي لأستحي أن يغلب جهله حلمي وذنبه عفوي ومسألته جودي .
٣ ـ كان ابن الكوّاء الخارجي وهو من الممسوخين يجاهر بشتم الإمام ويعلن سبّه أمامه فلم يقابله بالمثل ولا تعرّض لنقمته وقد تلا عليه الآية أمام الناس : {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65] وأعاد عليه الآية فأجابه الإمام {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60] ولم يتّخذ معه الإجراءات الصارمة فيوعز إلى الشرطة باعتقاله وتأديبه.
٤ ـ وكان من عظيم حلمه أنّه ظفر بعائشة بعد فشلها في حرب الجمل وهي من ألدّ أعدائه ومعها مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير وغيرهما من الحاقدين عليه الذين أشعلوا نار الحرب وأعلنوا التمرّد والعصيان المسلّح على حكومته فعفا عنهم جميعا وسرّح عائشة سراحا جميلا وجهّزها جهازا حسنا وهكذا كانت سيرته الصفح والإحسان ليقلع نزعات الحقد والشرّ من نفوسهم.
يقول ابن أبي الحديد عن حلم الإمام : وأمّا الحلم والصفح فكان أحلم الناس عن مذنب وأصفحهم عن مسيء وقد ظهر حجّة ما قلناه يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم وكان من أعدى الناس وأشدّهم بغضا له فصفح عنه.
وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رءوس الأشهاد وخطب يوم البصرة فقال : قد أتاكم الوغد اللئيم عليّ بن أبي طالب وكان عليّ يقول : ما زال الزّبير رجلا منّا أهل البيت حتّى شبّ عبد الله د فلمّا ظفر به يوم الجمل صفح عنه وقال له : اذهب فلا أرينّك ولم يزد على ذلك ؛ وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكّة وكان له عدوّا فأعرض عنه ولم يقل له شيئا , ومن عظيم حلمه وصفحه أنّ معاوية لمّا زحف لحرب الإمام واستولى على الماء اعتبر ذلك أوّل الظفر فلمّا جاء الإمام مع جيشه وجد حوض الفرات قد احتلّته جيوش معاوية فطلب منهم أن يسمحوا لجيشه بالتزوّد من الماء فقالوا له : لا والله ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفّان فلمّا رأى ذلك أمر جيشه باحتلال الفرات فاحتلّته قوّاته وملكوا الماء وسار أصحاب معاوية في البيداء لا ماء لهم فقال أصحاب الإمام له : امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ولا تسقهم منه قطرة واحدة واقتلهم بسيوف العطش وخذهم قبضا بالأيدي فلا حاجة لك في الحرب فقال : لا والله لا اكافئهم بمثل فعلهم افسحوا لهم عن الشّريعة ففي حدّ السّيف ما يغني عن ذلك .
٦ ـ ومن عظيم عفوه أنّه في يوم من أيام صفّين ظفر بأعدى أعدائه وهو عمرو ابن العاص العقل المدبّر في حكومة معاوية فلمّا رأى هذا الجبان الماكر أنّ الإمام قد أقبل عليه بسيفه أخرج عورته فخجل الإمام وأشاح بوجهه عنه ترفّعا .
|
|
إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقرّ عقارا جديدا للألزهايمر
|
|
|
|
|
شراء وقود الطائرات المستدام.. "الدفع" من جيب المسافر
|
|
|
|
|
العتبة العبّاسيّة: البحوث الّتي نوقشت في أسبوع الإمامة استطاعت أن تثري المشهد الثّقافي
|
|
|