المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24



أخباره (عليه السلام) بشهادة ميثم التمار  
  
3916   10:19 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص63-67.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016 3857
التاريخ: 2-02-2015 4287
التاريخ: 5-01-2015 3275
التاريخ: 13-4-2022 1970

ميثم التمار فهو من خيار أصحاب الإمام وقد ملئ إيمانا وصدقا وإخلاصا للإمام (عليه السلام) وقد عهد إليه الإمام بالكثير من علومه وأطلعه على بعض الامور الغيبية وكان ميثم يتحدّث عنها فأنكرها قوم من الكوفيّين ونسبوه إلى المخرقة ,كان ميثم عبدا لامرأة من بني أسد اشتراه الإمام منها وأعتقه وقال له : ما اسمك؟ قال : سالم .

وراح الإمام يخبره بما سمعه من رسول الله (صلى الله عليه واله) في شأنه قائلا :  إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) أخبرني أنّ اسمك الّذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم , وبهر ميثم وقال : صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين فهو والله اسمي!! فارجع إلى اسمك ودع سالما فنحن نكنّيك به , واتّصل ميثم بالإمام اتّصالا وثيقا فكان من أقرب الناس إليه وألصقهم به وأخبره الإمام بما يجري عليه من النكبات والخطوب من بعده قائلا : يا ميثم إنّك تؤخذ بعدي وتصلب فإذا كان اليوم الثّاني ابتدر منخرك وفمك دما حتّى تخضب لحيتك فإذا كان اليوم الثّالث طعنت بحربة يقضى عليك فانتظر ذلك , والموضع الّذي تصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث إنّك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة وهي الأرض ولارينّك النّخلة الّتي تصلب على جذعها  , وسار ميثم مع الإمام فأراه النخلة التي يصلب عليها فكان ميثم يأتيها ويصلّي عندها ويقول : بوركت من نخلة لك خلقت ولي نبتّ  ولم يزل يتعاهدها بعد ما أخبره الإمام وقطعت النخلة وبقي جذعها فلم يزل ميثم يتعاهدها وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إنّي مجاورك فأحسن جواري ولم يعلم ابن حريث ما ذا يريد ميثم فكان يقول : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم , وحجّ ميثم في السنة التي استشهد فيها فدخل على أمّ المؤمنين أمّ سلمة فقالت له : من أنت؟ قال : عراقي وأنا مولى للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) , وانبرت أمّ المؤمنين قائلة : أنت هيثم؟ قال : بل أنا ميثم , وعجبت أمّ المؤمنين وراحت تقول له : سبحان الله!! والله لربّما سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يوصي بك عليّا في جوف الليل !!

وسألها ميثم عن الإمام الحسين (عليه السلام) فأخبرته أنّه في بستان له فقال لها : اخبريه أنّني أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند ربّ العالمين , وكان كلامه هذا كلام مودّع آيس من الحياة ودعت أمّ سلمة بطيب فطيّبت به لحيته وقال لها ميثم : أمّا أنّها أي لحيته ستخضّب بالدم . فقالت : من أنبأك بهذا؟! قال : أنبأني سيّدي , وغرقت أمّ سلمة بالبكاء وراحت تقول : ليس سيّدك وحدك هو سيّدي وسيّد المسلمين ؛ ثمّ ودّعته وانصرف ميثم يجدّ في السير لا يلوي على شيء حتى انتهى إلى الكوفة فألقت الشرطة القبض عليه وأدخلته على الطاغية ابن مرجانة فانبرى شخص فقال لابن زياد معرّفا بميثم : هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب وطفق ابن زياد قائلا : ويحكم هذا الأعجمي؟! قال : نعم , والتفت الطاغية بغضب وسخرية إلى ميثم قائلا :

قال : أين ربّك؟ فأجابه : بالمرصاد , قال : بلغني اختصاص أبي تراب بك؟ فقال : قد كان ذلك فما تريد؟ قال : يقال إنّه أخبرك بما ستلقاه؟ قال: نعم ؛ فقال : ما أخبرك أنّي صانع بك؟ قال : أخبرني أنّك تصلبني عاشر عشرة أقربهم من المطهرة لأخالفنّه , فقال : ويحك كيف تخالفه؟ إنّما أخبرني عن رسول الله (صلى الله عليه واله) عن جبرائيل وجبرائيل أخبر عن الله كيف تخالف هؤلاء؟ أما والله لقد عرفت الموضع الذي اصلب عليه أين هو من الكوفة وأنّي لأوّل خلق الله الجم في الإسلام بلجام كما يلجم الفرس , فأمر ابن مرجانة باعتقاله في السجن فادخل فيه وكان معه في السجن المجاهد الكبير المختار بن عبيدة الثقفي فأخبره ميثم بما سمعه من الإمام أمير المؤمنين قائلا له : إنّك تفلت من السجن وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الجبّار وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخدّيه , وبقي ميثم مع المختار في السجن ولم يمض مزيد من الوقت حتى تشفّع في المختار عبد الله بن عمر إلى يزيد في إطلاق سراحه لأنّه كان زوجا لأخت المختار فشفّعه فيه يزيد وكتب إلى ابن زياد بإطلاق سراحه وكان قد عزم على قتله فأخرجه من السجن وأمره بالخروج من الكوفة ثمّ اخرج ميثم وقال له بعنف : لأمضين حكم أبي تراب فيك , فأخذته الجلاوزة وجاءوا به إلى الخشبة التي عيّنها الإمام ليصلب عليها فلمّا رآها ميثم تبسّم وخاطبها قائلا : لي خلقت ولي غذيت , ورفعته الجلاوزة على الخشبة فاجتمع الناس حوله فجعل يحدّثهم بفضائل الإمام وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس ويذكر مخازي ومساوئ بني اميّة فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد فأمر بلجمه , فكان أوّل شخص الجم في الإسلام فلمّا كان اليوم الثاني فاضت منخراه دما وفي اليوم الثالث طعن بحربة فاستشهد صابرا محتسبا .

لقد تحقّق جميع ما أخبر به الإمام (عليه السلام) في شأنه رحم الله ميثم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.